«قمة الديمقراطية» المرتقبة أثارت حفيظة الصين … روسيا: محاولة أميركية لإنشاء خطوط تقسيم جديدة
| وكالات
أثارت «قمة الديمقراطية» التي دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الشهر، حفيظة الصين، وانتقاد روسيا، حيث وصفت موسكو، أمس، «القمة»، بأنها محاولة أميركية لإنشاء خطوط تقسيم جديدة، مشيرة إلى أن موقفها من هذه القمة سلبي، على حين أعلنت بكين معارضتها الشديدة للدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة لتايوان للمشاركة في القمة.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله: «نقف موقفاً سلبياً بلا شك من «قمة الديمقراطية»، ولا تعد إلا محاولة لإنشاء خطوط تقسيم جديدة»، مضيفاً «في أوائل التسعينيات من القرن الماضي كنا نناضل من أجل إزالة وتخفيض خطوط التقسيم، لكن الولايات المتحدة تفضل في الوقت الراهن أن تنشئ خطوط تقسيم جديدة وتقسم البلدان إلى جيدة من وجهة نظرهم وسيئة في نظرهم أيضاً».
وأشار بيسكوف إلى أن الولايات المتحدة تحاول فرض مفهومها للديمقراطية على دول أخرى وخصخصة هذا المصطلح، بما يعني أن الديمقراطية من وجهة نظرهم هي فقط ما يتوافق مع فهم واشنطن، قائلاً: «ومن الواضح أنه لا يمكن ويجب ألا يكون كذلك، وهو ليس موجوداً حقاً».
وفي السياق، أعلنت الصين أنها تعارض بشدة الدعوة التي وجهتها الولايات المتحدة إلى تايوان من أجل المشاركة فيما تسمى «قمة الديمقراطية».
ونقلت وكالة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان قوله: «هناك صين واحدة فقط وحكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين بأكملها وتايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية».
وطالب تشاو الولايات المتحدة بالالتزام بمبدأ «صين واحدة» والأحكام ذات الصلة بالبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين وأميركا والتوقف عن توفير أي منبر أو دعم لما تسمى «قوى استقلال تايوان».
وأكد تشاو أن الولايات المتحدة تستخدم الديمقراطية كغطاء وأداة لتعزيز أهدافها الجيوستراتيجية ولقمع الدول الأخرى وتقسيم العالم وخدمة مصالحها الذاتية.
في غضون ذلك أكدت الصين أنها تحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لمواجهة التدخل الأجنبي والأنشطة الانفصالية لما يسمى قوى استقلال تايوان.
ونقلت وكالة «شينخوا» عن المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان بمجلس الدولة الصيني تشو فنغ ليان قولها في مؤتمر صحفي إن: القانون الصيني لمكافحة الانفصال ينص على السيناريوهات التي يتعين على الدولة فيها استخدام الوسائل غير السلمية والإجراءات الضرورية الأخرى لحماية سيادتها ووحدة أراضيها ويحدد الحد الأدنى القانوني والخط الأحمر لدى الصين».
وذكرت وكالة «ا ف ب» أن الرئيس الأميركي جو بايدن، وجه إلى قادة نحو 110 دول دعوة للمشاركة في قمة افتراضية حول الديمقراطية يعتزم تنظيمها في الشهر القادم.
والقمة التي ستعقد يومي التاسع والعاشر من الشهر القادم المقبل لم تدع إليها أي من الدول العربية الحليفة تقليدياً للولايات المتحدة مثل مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات، حيث ضمت قائمة نشرتها وزارة الخارجية الأميركية، أول من أمس، العراق والكيان الإسرائيلي من الشرق الأوسط.
ولم يدع بايدن إلى هذه القمة الصين، المنافس الرئيسي للولايات المتحدة، خلافاً لما فعل مع تايوان، في خطوة أثارت غضب بكين.
وإلى جانب حلفاء الولايات المتحدة الغربيين، ضمت القائمة خصوصاً دولاً مثل الهند وباكستان، لكنها بالمقابل خلت من تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي.
بالمقابل فقد دعا بايدن إلى القمة البرازيل، على الرغم من أن الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدد مثير للجدل هو جايير بولسونارو.
ومن أوروبا ضمت قائمة الدول المدعوة بولندا التي يتهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكنها خلت بالمقابل من هنغاريا التي يقودها رئيس وزراء مثير للجدل هو فيكتور أوروبان.
أما القارة السمراء فقد ضمت قائمة الدول المدعوة كلا من جنوب إفريقية وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والنيجر.