85 صورة توثق أنماط المعيشة لدى أبناء الجزيرة السورية … الشكل الحياتي لكل ما هو مرتبط بهذه البيئة وتفاصيلها لمرحلة خلت
الحسكة - دحام السلطان
تناولت جمعية «صفصاف الخابور» الثقافية في دورية نشاطها الأدبي، الذي اعتادت أن تُطلع المتابع والجمهور المهتم بهذا اللون من الأدب على الموروث الشعبي ومدى ارتباطه بالجزيرة السورية، من خلال معرض الصور «الفوتوغرافي» الذي صوّر الشكل الحياتي لكل ما هو مرتبط بهذه البيئة وتفاصيلها لمرحلة خلت، إضافة إلى المحاضرتين اللتين تناولت الأولى منهما، التعريف بالقضاء في الأعراف البدوية للباحث محمود الخضيّر، وتناولت الثانية التاريخ الشفاهي للأحداث في الجزيرة السورية للباحث محمود الحمود.
وقد ضم المعرض التوثيقي خمساً وثمانين صورة توثّق أنماط المعيشة في الحل والترحال لدى أبناء الجزيرة السورية خلال القرنين الماضيين، وسلّط الضوء على طرق معيشة وفنون وحياة وأنماط سكان الجزيرة السورية، واللباس التقليدي لمختلف المكونات الاجتماعية فيها، وحياة البداوة والترحال وبعض الأماكن والمواقع الأثرية والجغرافية وأنواع السلاح المستخدم آنذاك إضافة إلى صور لشخصيات اجتماعية ووجهاء من أبناء المنطقة خلال تلك الفترة.
وبيّن نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية القاص والروائي محمد باقي محمد في تصريح لـ «الوطن»: أن اللغة الشفاهية هي ليست وليدة اليوم وليست ابنة هذه اللحظة، فلو عدنا إلى طفولة البشرية، لعرفنا أنه لم يكن فيها ثمة كتابة ولم يكن فيها ثمة حضارة، فكيف عبّر الإنسان إذاً عن اللغة؟ نجده عبّر عن ذلك بالصوت، حيث قام بتقليد أصوات الطبيعة إلى أن ظهرت الكتابة، ليصبح ذلك التعبير ثقافة مكتوبة والناس البداة الذين استوطنوا في هذه المنطقة باتوا كلهم ثمرة هذه الثقافة.
وأشار باقي محمد إلى أن اللغة الشفاهية لها تقاليدها وقواعدها كما لها قوانينها، وبالتالي فإننا أردنا أن نسلط الضوء على هذا الجانب من اللون من الأدب، الأدب الشفاهي أو اللغة الشفاهية أو التراث الشفاهي الذي يعتبر فضاءً واسعاً بشموليته وبكل المجالات الحياتية، وبالتالي فإنه يحتاج منا جميعاً إلى تظافر الجهود لنوثق ما لم يضع منه، في الوقت الذي ضاع منه الكثير وهذه هي الغاية وهذا هو المرام الذي ننشده.
وتطرّق نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية إلى التعريف بتقاليد ومفهوم القضاء في الأعراف البدوية، الذي كان قضاءً شفافاً وصادقاً ومؤثراً في زمن ما، وتمكن من تحقيق المراد منه، خلال الفترة أو الحقبة الزمنية التي عاش فيها، من خلال الإشارة إلى قرائن ودلائل ارتبطت بالحالة الحياتية لمجتمع هذه الرقعة الجغرافية من العالم.
وأشار الباحث خالد العطا اللـه المشارك الأول في المعرض، إلى أن مشاركته قامت على تقديم عدد من الصور المختلفة لأنماط المعيشة التي وثّقها المستشرق الألماني «ماكس أوبنهايم»، والتي بدورها عبّرت عن صور لمراحل لونية من تاريخ الجزيرة السورية، من خلال انتقاء خمس وثمانين صورة من أرشيف المستشرق الألماني الآنف الذكر، والذي يزيد أرشيفه على 13 ألف صورة، يصوّر كل منها أنماطاً مختلفة لجوانب متنوعة من أشكال الحياة مطلع القرن الماضي، بهدف إطلاع الجمهور على طريق نمط وعيش أجدادنا على هذه الأرض لأيام خلت.
على حين بيّن الباحث نزار الحسين المشارك الثاني في المعرض، أن أهمية المعرض تأتي من كونه المعرض التوثيقي الأشمل والأقدم لأنماط معيشة أهالي الجزيرة السورية، والذي يوضح للجمهور كيف كان أجدادنا يعيشون والأزياء التي كانوا يرتدونها وسبل عيشهم التي كانوا يعتمدون عليها، كالفلاحة والزراعة والحل الترحال وتربية الماشية، إضافة إلى تقديم عدد من الصور عن الأماكن المبرّزة في المحافظة كالأوابد والمعالم الأثرية والمزارات الدينية وبعض التجمعات السكانية البشرية، والنواعير التي كانت قائمة على نهر الخابور، وغيرها من الصور التقليدية التي كانت ولا تزال تعتبر شاهد عيان على الماضي القريب للجزيرة السورية.