لا يوجد أي تصريح رسمي من وزارة الصحة السورية .. دول العالم تستنفر لمواجهة «أوميكرون» … شركات اللقاحات تتحدث عن نسخ محدثة منها
| الوطن
دفع متحور فيروس كورونا الجديد الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية تسمية «أوميكرون»، عدداً من الدول إلى الاستنفار والإسراع باتخاذ إجراءات جديدة، في محاولة لدرء مخاطر تفشيه. مؤكدة أنها تحتاج لأسابيع لفهم طبيعة المتحور.
أوروبا وأميركا اتخذت عدة تدابير لمحاولة منع انتشار السلالة الجديدة وكذلك دول عربية اتخذت إجراءات صارمة بعد الإعلان عن ظهور متحور جديد لفيروس كورونا «أوميكرون».
وفي هذا الإطار، قررت السلطات المغربية تعليق الرحلات الجوية من جنوب إفريقيا وفرنسا باتجاه المملكة، بدءاً من يوم الأحد.
وأعلنت هيئة شؤون الطيران المدني في البحرين عن إعادة تفعيل نظام قائمة الدول الحمراء، بإدراج 6 دول على القائمة بناء على توصية الفريق الوطني الطبي، والدول هي: جنوب إفريقيا، ناميبيا، بوتسوانا، زيمبابوي، ليسوتو، إسواتيني.
كما علقت السعودية الرحلات الجوية القادمة من 7 دول بسبب مخاوف تتعلق بمتحور كورونا الجديد. والدول هي جمهورية جنوب إفريقيا، جمهورية نامبيا، جمهورية بوتسوانا، زيمبابوي، موزمبيق، مملكة ليسوتو، ومملكة إسواتيني.
من جهته، قرر الأردن منع دخول غير الأردنيين القادمين إليه من جمهورية جنوب إفريقيا ودول محيطة بها، ويشمل قرار وزارة الداخلية، الذي اتخذته بناء على توصية وزارة الصحة، اتخاذ إجراءات احترازية بحق القادمين من دول: جنوب إفريقيا، ليسوتو، زيمبابوي، موزمبيق، ناميبيا، إسواتيني، بتسوانا. وقالت الوزارة إن الإجراء الجديد سيبدأ يوم الأحد المقبل 28 من الشهر الجاري.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية أنه تم رفع درجة الاستعداد في المنافذ البرية والبحرية والجوية كافة، بهدف التأكد من السلامة الصحية لجميع الوافدين. كما تم تعليق الرحلات الجوية القادمة من جنوب إفريقيا.
كذلك، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث عن تعليق دخول المسافرين القادمين من جنوب إفريقيا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وزيمبابوي وبوتسوانا وموزمبيق على جميع الرحلات الجوية للناقلات الوطنية والأجنبية، وكذلك ركاب الترانزيت القادمين منها، اعتباراً من الإثنين الموافق 29 تشرين الثاني.
وأصدر الطيران المدني الكويتي تعليمات جديدة بخصوص انتشار المتحور الجديد من فيروس كورونا «أوميكرون»، بـضرورة التقيد بجميع الإجراءات والاشتراطات الوقائية لجميع الركاب القادمين والمحولين إلى دولة الكويت، مع ضرورة تقديم شهادة فحص PCR سلبية والالتزام بإجراءات المحصنين وغير المحصنين قبل الوصول.
وتعتبر الولايات المتحدة المتحور «أوميكرون» إنذاراً خطيراً، في حين تفرض أستراليا حجراً صحياً 14 يوماً على مواطنيها القادمين من 9 دول إفريقية.
قال مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي: إن بلاده بحاجة لمعرفة المزيد عن المتحور «أوميكرون» المكتشف حديثاً في جنوب إفريقيا، مشيراً إلى أنه «إنذار خطير» ومثير للقلق.
وأضاف: إن موضوع «أوميكرون» لا يزال يتفاعل ويتطور، حيث لا تزال الحقائق تتوالى عنه، مؤكداً وجود «اتصالات نشطة للغاية» مع علماء جنوب إفريقيا.
وأوضح فاوتشي أن تراكم المعلومات حول فيروس كورونا ومتحوراته ستعطي للعلماء فرصة أفضل للتنبؤ بمدى فعالية اللقاحات ضد متحورات كوفيد-19، وقال: «لا نعرف على وجه اليقين إذا ما كان هذا المتحور يستطيع الهرب من الأجسام المضادة التي تحفزها اللقاحات الموجودة حالياً أم لا.. لكننا سنكتشف ذلك بالتأكيد».
وتابع قائلاً: «في الوقت الحالي، ندرس الأمر مع زملائنا في جنوب إفريقيا للحصول على موقف يمكن من خلاله اختباره بشكل مباشر، لذا، يجري الحديث الآن عن إنذار خطير قد يكون مشكلة – لكننا لا نعرف».
ولفت إلى أن بعض «المتحورات تثير القلق من ناحية إمكانية انتشارها سريعاً، أو قدرتها على مقاومة الأجسام المضادة».
من ناحية أخرى أشار فاوتشي إلى أنه لا يوجد مؤشر على وجود «متحور أوميكرون في الولايات المتحدة»، مضيفاً: إنه ربما «ينتشر بمعدل سريع إلى حد ما»، حيث تم اكتشافه في جنوب إفريقيا بمسافر إلى هونغ كونغ، وبعدها أعلنت بلجيكا تأكيدها وجود حالة لديها من المتحور ذاته.
وتم اكتشاف المتغير حتى الآن في جمهورية جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وفي هونغ كونغ في مسافر جاء من جنوب إفريقيا، كما أصبحت بلجيكا أول دولة أوروبية تؤكد وجود حالة لديها من هذا المتحور.
ويشعر العلماء بالقلق من أن العدد الكبير من الطفرات في المتغير يمكن أن يجعله أكثر قابلية للانتقال، وربما يتجنب اللقاحات المستخدمة اليوم.
ويحتوي المتحور (أوميكرون) على أكثر من 30 طفرة في جزء من الفيروس يسمى «بروتين سبايك»، وهو هيكل يستخدمه الفيروس التاجي لدخول الخلايا التي يهاجمها.
في غضون ذلك، حظرت العديد من الدول، بما في ذلك المملكة المتحدة، الرحلات الجوية من جمهورية جنوب إفريقيا والدول الإفريقية المحيطة بها، استجابة لظهور المتغير.
وأعلن وزير الصحة في جنوب إفريقيا عن اكتشاف المتغير الذي يبدو أنه ينتشر بسرعة في أجزاء من البلاد. وصنفت منظمة الصحة العالمية هذا المتحور على أنه «متحور مثير للقلق»، وأطلقت عليه اسم «Omicron».
أعراض المتحور
وأكدت رئيسة الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا، أنجيليك كويتزي، أنه من السابق لأوانه وضع بلادها على القائمة الحمراء للسفر، بعد اكتشاف متغير «أوميكرون» المتحور من فيروس كورونا المستجد.
وقالت كويتزي، في تصريح لها: «لا توجد أدلة إكلينيكية كافية لإثبات المخاطر المرتبطة بالمتغير الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية «أوميكرون»، لافتة إلى أنه «تم اكتشاف المتغير لدى بعض المسافرين من جنوب إفريقيا في بوتسوانا وهونغ كونغ والكيان الإسرائيلي وبلجيكا».
وأضافت: إن «أوميكرون تم اكتشافه فقط في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي، لافتة إلى أن المستشفيات لم تستقبل، حتى اللحظة، أعداداً كبيرة من المصابين بالمتحور الجديد، فضلاً عن عدم اكتظاظ وحدات العناية المركزة في البلاد بهم».
وأوضحت كويتزي أن «المتحور الجديد يمثل مرضاً خفيفاً مع أعراض تتمثل في التهاب العضلات والإرهاق لمدة يوم أو يومين مع الشعور بعدم الراحة.. حتى الآن، والمصابون لا يعانون من فقدان حاسة التذوق أو الشم. قد يكون لديهم سعال خفيف. لا توجد أعراض بارزة، ومن بين المصابين، يتم علاج بعضهم في المنزل حالياً».
وتشير بعض التقارير إلى أنه من المرجح أن تفرض السلطات في جنوب إفريقيا إغلاقاً جديداً, كما أعلنت العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن خطط لمواجهة المتحور الجديد. ونقلت وكالات عن فايزر وبيونتيك: نجمع معلومات حول متحور «أوميكرون» لبحث إمكانية تعديل لقاحاتنا، فقد بدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاحها كي يناسب متحور «أوميكرون». وقالت الشركة أنها تأمل في أن يكون اللقاح الجديد جاهزاً للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع. كما أعربت شركات أخرى مطورة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن تفاؤلها المشوب بالحذر حيال قدرتها على التصدي لأي تحديات محتملة تنتج عن المتحور الجديد.
وقالت شركة بيونتيك: إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضاد للوباء خلال مئة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها الحالي.
وتجري شركة أسترازينيكا دراسات في بوتسوانا وإسواتيني، حيث ظهر المتحور الجديد هناك أيضاً، وذلك لجمع البيانات من أرض الواقع حول مدى فاعلية لقاحها في الحماية منه.
كما أعلنت شركة موديرنا أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة المتحور الجديد. وفي غضون ذلك، حث الرئيس الأميركي جو بايدن مجدداً الجهات المطورة والمنتجة للقاحات كورونا على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية في أعقاب الإعلان عن اكتشاف متحور أوميكرون.
ويأمل بايدن أن يساعد ذلك على تصنيع اللقاحات بسرعة أكبر وفي أماكن أكثر حول العالم حيث لن يكون الإنتاج مقيداً بالحصول على حقوق استغلال براءات الاختراع المسجلة باسم شركات الأدوية التي تطورها.
ويرى البعض أن هذا الإجراء لن يكون له الأثر المأمول، في حين يرى آخرون أنه ينتزع الميزات والحوافز المالية التي تمنح للمطورين المتميزين.