أعلنت مصادر عسكرية سودانية رفيعة، أمس، أن قوات مسلحة إثيوبية شنت هجوماً على السودان، حيث اندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين الجانبين.
وذكرت صحيفة «سودان تريبيون»، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الجيش السوداني تصدى، لهجوم داخل الحدود الشرقية نفذته قوات إثيوبية ومليشيات الأمهرا.
وأضافت المصادر إن الجيش السوداني رد على توغل قوات إثيوبية وميليشيات الأمهرا داخل الأراضي السودانية شرق بركة نورين عند مستوطنة ملكاوا بعمق 17 كيلومتراً.
وأوضحت المصادر أن التوغل الإثيوبي الجديد هُدف منه تحقيق أمرين، الأول: هو حماية كبار مزارعي الأمهرا الذين يعملون على حصاد نحو 10 آلاف فدان زُرعت داخل السودان، أما الهدف الثاني، فهو قطع الطريق أمام تقدم قوات جبهة تحرير إقليم تيغراي على منطقة بحر دار الإثيوبية.
وتقول قوات جبهة تحرير إقليم تيغراي أنها تتحرك صوب إقليم بحر دار والعاصمة أديس أبابا.
وأكدت جبهة تحرير تيغراي، الأسبوع الماضي، أنه لن يحدث «حمام دم» في حال دخل مقاتلوها العاصمة أديس أبابا، لإسقاط الحكومة المركزية، وشددت على أنها تتقدم نحو العاصمة.
على خط مواز قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس: إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن «يشعر بقلق بالغ» إزاء التصعيد العسكري في إثيوبيا، ويدعو إلى «إجراء مفاوضات عاجلة بشأن الأزمة».
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات فقط من ظهور رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على جبهة القتال مع الجيش.
وقال برايس في بيان، ليل أول من أمس، إن «بلينكن عبّر عن قلقه البالغ إزاء مؤشرات التصعيد العسكري المقلق في إثيوبيا»، مشدداً على «الحاجة إلى التحرك العاجل لإجراء مفاوضات».
بيان المتحدث باسم الخارجية الأميركية جاء بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الكيني أوهورو كينياتا وبلينكن.
وتخوض الحكومة الإثيوبية المركزية صراعاً ممتداً منذ العام الماضي، ضد «جبهة تحرير تيغراي»، والذي تطور بشكل دراماتيكي في الأسابيع الأخيرة، ما استدعى من العاصمة أديس أبابا إعلان الطوارئ، وحثّ السكان على حمل السلاح، بينما طالبت دول عديدة رعاياها بمغادرة البلاد بسرعة.
وأعلنت أول من أمس القوات المسلحة الإثيوبية نشر وحدات من الجيش الوطني في محيط منطقة «سد النهضة»، لـ«تأمينه ضد أي خطر»، بعد محاولات لمهاجمته.
وفشل مجلس الأمن في التوصل إلى اتفاق على بيان يدعو إلى وقف إطلاق النار في البلاد.
وكان مقاتلو «جبهة تحرير تيغراي» قد استعادوا في حزيران الماضي معظم مناطق الإقليم، وواصلوا هجومهم في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، مهدّدين بالزحف نحو العاصمة أديس أبابا، وسط تخوفات من تقسيم البلاد، وحدوث أزمة إنسانية.