مرتزقته واصلوا سرقة الآثار وقطعوا 3300 شجرة زيتون في عفرين … الاحتلال التركي يواصل تسخين جبهتي عين عيسى وسراقب.. والجيش يرد ويكبد الإرهابيين خسائر كبيرة
| حلب- خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - الوطن - المنطقة الشرقية
واصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته تسخين جبهتي بلدة عين عيسى شمال الرقة ومدينة سراقب بريف إدلب الشرقي ضمن منطقة «خفض التصعيد»، في حين رد الجيش العربي السوري على خروقات وقف إطلاق النار مكبداً الإرهابيين خسائر كبيرة في محور الأخيرة، في وقت قطع إرهابيو النظام التركي أكثر من 3300 شجرة زيتون معمرة في عفرين شمال حلب أخيراً.
وبين مصدر ميداني في «خفض التصعيد» بإدلب لـ«الوطن»، أن ما تسمى غرفة « الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، وبمساندة جيش الاحتلال التركي في المنطقة زادوا من وتيرة اعتداءاتهم خلال اليومين الماضيين على نقاط تمركز الجيش العربي السوري في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي وفي الشطر الشمالي المحاذي لها لجهة الجنوب من طريق عام حلب – اللاذقية، المعروف بطريق «M4»، الأمر الذي استدعى رد الجيش العربي السوري على وقف إطلاق النار الساري المفعول منذ ربيع 2020 وإلحاق خسائر كبيرة في أرواح الإرهابيين وعتادهم العسكري في محور بلدة آفس إلى الشمال من سراقب ومحور بلدة النيرب إلى الغرب منها.
وأشار المصدر إلى أن النظام التركي يستهدف التأجيج العسكري في سراقب، ذات الموقع الإستراتيجي كمنطقة تلاقي طريقي «M4» و«M5»، الذي يصل حلب بحماة ويقع تحت سيطرة الجيش العربي السوري، وذلك لتشتيت جهوده العسكرية بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي الذي يشهد اعتداءات متكررة على نقاط تمركزه فيه من «النصرة» وحليفتها ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» الممولة من نظام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأوضح أن يوم أمس شهد اشتباكات بين الجيش العربي السوري و«النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة، وذلك في محاور فيلفل والفطيرة وسفوهن والبارة وابلين بجبل الزاوية جنوب الطريق الدولي حلب – اللاذقية، حيث يستمر التصعيد الميداني في المنطقة الحيوية بأوامر من النظام التركي، وبما يتنافى مع الجهود الروسية للتهدئة وللاتفاقيات الثنائية بين أنقرة وموسكو الخاصة بالمنطقة مثل اتفاقي «موسكو» و«سوتشي» اللذين يمتنع نظام أردوغان عن تطبيق بنودهما.
وفي البادية الشرقية، ذكر مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن صباح أمس عدة غارات على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي، ما بين باديتي حمص والرقة.
وأوضح المصدر أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، كانت قضت على العديد من الدواعش في اشتباكات ضارية، خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين، وذلك أثناء تصديها لهجمات مباغتة على نقاط لها، لافتاً إلى أن الجيش كان لها بالمرصاد وتعامل معها بالوقت المناسب، مكبداً الدواعش خسائر بالأفراد والعتاد.
كما أكدت مصادر ميدانية أخرى لـ«الوطن»، أن المقاتلات الحربية الروسية والسورية نفذت لليوم الثاني على التوالي، صباح أمس، طلعات جوية استهدفت خلالها بالصواريخ مناطق انتشار بقايا فلول مسلحي تنظيم داعش في باديتي محافظتي حمص والرقة، بعد أن نفذت يوم الجمعة عدة طلعات في المنطقة المذكورة نفسها قتلت خلالها العشرات من مسلحي داعش إضافة إلى جرح أكثر من 15 منهم، بعضهم في حالات خطرة، وذلك خلال الضربات التي طالت مواقعهم في باديتي الرقة ودير الزور.
إلى شمال شرق سورية وبالتحديد في ناحية عين عيسى شمال الرقة التي أدرجها نظام أردوغان ضمن قائمة أهدافه للسيطرة عليها، واصل جيش الاحتلال التركي وميليشيا «الجيش الوطني» التابعة له اعتداءاتهم على ريف المنطقة بإطلاق الصواريخ وقذائف المدفعية، للأسبوع الثاني على التوالي، بغية إبقاء المنطقة مشتعلة تمهيداً لشن عملية عسكرية واسعة باتجاهها، على الرغم من خبو لهجة التهديد والوعيد التركية، وذلك وفق قول مصادر محلية في عين عيسى لـ«الوطن».
وذكرت المصادر، أن الاشتباكات تواصلت بين الاحتلال التركي ومرتزقته من جهة، وبين ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن من جهة أخرى وحتى لحظة تحرير الخبر، حيث استعملت الأسلحة الثقيلة والرشاشات في الاشتباكات في محور بلدتي صيدا والمشيرفة التابعتين لعين عيسى في محيط طريق «M4»، الذي يصل حلب بالحسكة عبر الرقة، وذلك إثر اتهامات بين الجانبين بعمليات تسلل باتجاه مواقع انتشارهما في المنطقة التي تشهد توتراً منذ إطلاق التهديدات التركية بشن عمل عسكري لاقتطاع أراض سورية قبل أكثر من شهر.
مصادر محلية أخرى ذكرت لــ«الوطن»، أن القصف العنيف بالقذائف والصواريخ على قرية صيدا من الاحتلال التركي ومرتزقته، الذي استهدف مواقع «قسد» ومنازل المدنيين، والاشتباكات بينهم وبين «قسد» أسفرا عن وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وأضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وفي بيان لها ذكرت «قسد»، أنه بتاريخ الـ26 من تشرين الثاني نفّذ الاحتلال التركي ومرتزقته هجوماً برياً على قرية المشيرفة شمال شرق عين عيسى، تصدى له مسلحوها وأجبروا جنود الاحتلال ومرتزقته على الفرار بعد اشتباكات عنيفة استمرت نحو نصف ساعة، مشيرة إلى أنه وفي مساء اليوم ذاته نفذ الاحتلال ومرتزقته هجوماً برياً على قرية صيدا في محاولة لاحتلال القرية، حيث تصد مسلحوها للهجوم وأفشلوا محاولات الاحتلال بالسيطرة على المنطقة.
وذكرت أنه وفي ليل اليوم ذاته، استهدف مسلحوها تجمعاً استفزازياً لمرتزقة الاحتلال التركي في محور قرية صكيرو شمال شرق عين عيسى، حيث اضطر المرتزقة إلى الانتشار والتراجع نحو الخطوط الخلفية في المناطق المحتلة، مشيرة إلى أنه وبالتزامن مع ذلك، قصف الاحتلال التركي ومرتزقته القرى المذكورة والطريق الدولي M4 بقذائف المدفعية والدبابات، حيث تسبّبت بأضرار مادية في مزارع وممتلكات المدنيين.
وتحدثت «قسد» عن أن الاشتباكات التي أعقبت هجوم الاحتلال التركي ومرتزقته على القريتين المذكورتين، تمّ فيها تأكيد مقتل 8 من المرتزقة وإصابة 9 آخرين بجروح.
وفي السياق ذاته، عمد مرتزقة الاحتلال التركي في «الجيش الوطني» إلى قطع أكثر من 3300 شجرة زيتون معمرة في ريف منطقة عفرين المحتلة بريف حلب الشمالي الغربي منذ ربيع 2018.
وأفادت مصادر أهلية في بلدة ميدانكي جنوب شرق عفرين لـ«الوطن»، أن يوم أمس شهد قطع أكثر من 100 شجرة زيتون في البلدة من ميليشيا «السلطان مراد» المنضوية في صفوف «الجيش الوطني»، في حين ناهز عدد أشجار الزيتون المقطوعة بشكل جائر من ميليشيا «جيش الأحفاد» في قرية حسن ديرا 200 شجرة، بعدما قطع مسلحو ميليشيا «فيلق الشام» نحو 3000 شجرة زيتون لأحد مواطني القرية ذاتها خلال الأيام الماضية.
كما أفادت مصادر محلية حسب موقع «أثر برس» الإلكتروني بتنفيذ مرتزقة النظام التركي عمليات تنقيب جديدة غير شرعية عن الآثار الموجودة في منطقة عفرين، من خلال تجريف أحد المواقع الأثرية المهمة بإشراف عدد من خبراء الآثار الأتراك.
وقالت المصادر: إن آليات ثقيلة جاء معظمها من تركيا، نفّذت خلال اليومين الماضيين، عمليات تجريف وتنقيب عن الآثار في موقع «كالي خريبا» الأثري الواقع في ناحية راجو شمال غرب عفرين، حيث تمت عمليات التنقيب عن الآثار في الموقع تحت حراسة أمنية مشددة من القوات التركية ومسلحي الفصائل الموالية لها.
وتمكّن المرتزقة من استخراج كميات من اللقى الأثرية، التي تم نقلها بشكل فوري على متن شاحنات خاصة، باتجاه الأراضي التركية بهدف تسليمها إلى تجّار الآثار الأتراك وبيعها من قبلهم، وفق ما جرت عليه العادة في كل عملية تنقيب يتم إجراؤها ضمن منطقة عفرين.
وتعرّضت معظم المواقع الأثرية في منطقة عفرين لعمليات تنقيب غير شرعية عن الآثار من النظام التركي ومرتزقته، حيث تمت سرقة كميات هائلة من اللقى والتماثيل الأثرية المهمة، وتهريبها إلى الأراضي التركية للاتجار بها هناك من تجّار الآثار الأتراك.