متابعة لموضوع نفوق الأسماك في شقة الألمان بمنطقة الغاب، بيَّنَ مدير فرع الثروة السمكية بالمنطقة الوسطى محمود عيسى لـ«الوطن»، أنه تم قطف عينات من المياه، نتيجة تحليلها أثبتت تلوثها بعدة ملوثات، وهو ما أدى لنفوق الأسماك، وما ينذر بخطر محدق على الثروة السمكية التي تعيش بالمسيلات المائية بالمنطقة. وقال لـ«الوطن»: بالنسبة لظاهرة نفوق الأسماك الحاصل في شقة الألمان، وبالتحديد بموقع قرية الخنساء، ومن جسر الخنساء باتجاه السدة الترابية والبالغ طولها 4 كم تقريباً، ومن خلال الكشف على المياه العامة في منطقة الغاب، بداية من نهر أبو بعرة مروراً بسدة العشارنة وجسر سلحب على أوتوستراد بيت ياشوط حماة، مروراً بالحورات وجسر أبو فرج إلى جسر الخنساء طريق الحوايق إلى سدة الخنساء، وبعد قطف عينات مياه من تلك النقاط المذكورة، وتحليلها لدى مخابر مؤسسة مياه الشرب، والموارد المائية بحماة، والكشف على معاصر الزيتون، والاطلاع على إمكانية وصول مياه الجفت إلى المياه العامة، وزيارة معمل سكر سلحب، ومراقبة مجاري المياه لمعرفة تركيز مياه الصرف الصحي فيها، لتحديد الأسباب المؤدية لظاهرة النفوق، وذلك من قبل كل الجهات المعنية، في فرع الثروة السمكية في حماة والموارد المائية وهيئة تطوير الغاب، تبيَّن أن النفوق كان بسبب اجتماع عدة أسباب أولها ارتفاع تركيز بقايا الصرف الصحي في المياه العامة، حيث إن جميع المدن والمناطق والبلدات والقرى تصب مياه صرفها الصحي، في القنوات والمصارف المائية، إضافة لانقطاع موسم الأمطار لفترة طويلة، وانقطاع المياه في العديد من القنوات، وبقائها فارغة، وتركز مخلفات المجتمع المدني فيها بكل أشكاله، إلى جانب وجود مخلفات زيتية، ووجود السدات التي قسمت القنوات إلى مقاطع مائية بهدف سقاية الأراضى الزراعية. كل ذلك أدى إلى ارتفاع تركيز المواد الضارة بالأحياء المائية وغيرها.
وأوضح أن هطول الأمطار خلال الفترة السابقة أدى إلى انجراف هذه المواد في القنوات باتجاه المصارف الرئيسية، ولفت إلى أن ما جعل النفوق ينحصر في قرية الخنساء، هو وجود السدة الترابية الموضوعة بهدف سقاية الأراضي الزراعية والانتشار الكثيف لزهرة النيل التي تعمل على تقليل حركة المياه في المصارف الرئيسية باعتبارها عائقاً طبيعياً.
وذكر عيسى أن نتيجة تحاليل المياه المقطوفة من عدة نقاط ، بيَّنت وجود ازدهار طحلبي الذي يفرز بدوره مواد ضارة بالأحياء المائية. وجميع هذه العوامل أدت إلى حدوث نقص أوكسجين حاد في تلك المنطقة، لعدم وجود تيار مائي كاف لتجديد الأوكسجين المذاب، مبيناً أن كل تلك العوامل أدت إلى حدوث نفوق في الأسماك، ولا يمكن تحميل أي جهة من الجهات أو أي فاعلية اقتصادية اللوم.
وعن الحل لهذه المشكلة البيئية قال: يكمن الحل في تنفيذ طلقات مائية قبل وخلال بداية موسم هطول الأمطار، مع إزالة السدات ولو مؤقتاً، للتخلص من تلك المسببات، ومنع أو الإقلال من تأثيرها الضار على الأحياء المائية، والتخلص من زهرة النيل.
ومن جانبه، بيَّنَ رئيس مركز الموارد المائية بالغاب بسام حمود لـ«الوطن» أن فريقاً من المركز والجهات المعنية، قام بجولة على كل المنطقة، ولم يعثر على مادة زيتية إلا عند سدة الخنساء. ونفى وجود نواتج معاصر الزيتون بالمصارف المطرية بالمنطقة، مستبعداً أن تكون عاملاً مسبباً لنفوق الأسماك.
وأشار إلى أن السدات الترابية، التي تزال بالعادة في الشهر العاشر، لم تزل من المنطقة وهو ما أدى لتجمع المياه الملوثة بالمنطقة. ولفت إلى أن السدات المائية، تنفذ في نيسان من كل عام مع بداية موسم السقاية.