إيران بدأت مشاورات دبلوماسية في فيينا.. وإسرائيل قلقة … رئيسي: انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي يؤكد تعارض مصالحها مع مصالح المنطقة
| وكالات
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس، أن «انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي أثبت أن مصلحتها تتعارض مع مصلحة منطقتنا، على حين اجتمع دبلوماسيون من إيران والصين وروسيا في فيينا قبيل استئناف المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية اليوم، وبدوره اعترف رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت بقلق إسرائيل.
وحسب وكالة «فارس» قال رئيسي في كلمة له ضمن القمة الـ15 لمنظمة التعاون الاقتصادي «إيكو» في تركمانستان، إن «مصلحة المنطقة هي في التعاون المشترك وإيران مستعدة للتعاون مع دول المنطقة بكامل إمكاناتها»، مؤكداً «تبني الحكومة الإيرانية نهجاً يستهدف تطوير التعاون مع دول الجوار والمنطقة»، وأنّ «البنى التحتية الاقتصادية والتجارية المناسبة لتطوير إيران وترقية التعاون الثنائي والإقليمي، قائمة».
واعتبر رئيسي أن زيارته لتركمانستان والمشاركة في اجتماع منظمة شانغهاي «تشكّل أرضية مناسبة لتطوير العلاقات الإقليمية»، وأنّ «ترقية مستوى العلاقات بين طهران ودوشنبة تشهد انفراجات جيدة»، لافتاً أيضاً إلى الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاقيات منظمة التعاون الاقتصادي «إيكو»، مشدداً على أنه تتم متابعة هذا الموضوع بجدية.
بالتوازي، وفي سياق آخر، أكد الرئيس الإيراني، في اجتماع مع التجار ورجال الأعمال الإيرانيين في تركمانستان أمس أن «عقد توريد الغاز بين إيران وتركمانستان سيتم تفعيله حتماً».
وأشار رئيسي إلى محادثاته مع نظيره التركمانستاني في إطار تطوير العلاقات في مجال مختلف القطاعات ومنها الغاز والترانزيت، موضحاً أن «تركمنستان على قناعة بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تمتلك إرادة جادة لمعالجة المشاكل وإزالة العقبات الموجودة».
وفي عام 1996 أبرمت إيران عقداً مع تركمنستان لمدة 25 عاماً تستورد بموجبه ما يصل إلى 12 مليار متر مكعب من الغاز التركماني سنوياً، غير أن العقد تم تعليقه بعد 20 عاماً وتحديداً عام 2016 بسبب خلافات مالية.
وأضاف رئيسي إن لدول منظمة إيكو «ميزات خاصة بما فيها ملكية ثلث موارد الطاقة في العالم، والمكانة الفريدة بين أوروبا والصين وروسيا مع الخليج والمحيط الهندي وتحظى بكوادر شابة وقوية»، موضحاً أن «انتهاء الأعمال العدائية في منطقة القوقاز يبشر بالاستقرار وبداية فصل جديد من التنمية والتماشي الإقليمي ومن واجبنا جميعاً العمل في هذا الاتجاه، وأن مشاركة وتعاون الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي مع القوقاز في هذه المرحلة يمكن أن يساعد في تعميق وتعزيز دور المنظمة».
كما التقى الرئيس الإيراني، على هامش قمة «إيكو»، بنظيره الباكستاني مؤكدًا أن طهران عاقدة العزم على تعزيز العلاقات الثنائية مع باكستان، وأكد رئيسي، حسب «إيران برس»، خلال لقائه نظيره الباكستاني عارف علوي على الأواصر والطاقات الواسعة لتنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، قائلًا: تجمعنا علاقات الجوار المتينة والقلبية والتاريخية والثقافية وإن توظيف هذه الطاقات في اتجاه تطوير العلاقات سيصب في مصلحة الشعبين الإيراني والباكستاني والتقدم والازدهار الإقليمي.
كما شدد الرئيس الإيراني على ضرورة تقديم الدعم للشعوب المضطهدة خاصة الشعب الافغاني، مجدداً دعم إيران تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان بمشاركة جميع القوميات والكيانات السياسية الأفغانية ومستعدة للتعاون مع باكستان في هذا المجال.
بدوره أكد الرئيس الباكستاني أن بلاده تسعى وراء تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع إيران، قائلًا إنّ إسلام آباد تولي أهمية فائقة للرقي بمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين.
في غضون ذلك أعلنت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء «إسنا»، أن فريق التفاوض الإيراني بقيادة علي باقري كني، عقد أمس، اجتماعات ثنائية وثلاثية في فيينا قبل استئناف المفاوضات النووية الرامية لإحياء الاتفاق الموقّع في 2015 بين طهران والقوى الكبرى.
من جهته قال الدبلوماسي الإيراني محمد رضا غايبي، لوكالة «إسنا»، إن «الفريق الإيراني وصل السبت إلى فيينا وبدأ اجتماعات استمرّت (أمس) الأحد على مستوى الخبراء مع رؤساء فريقي التفاوض الروسي والصيني وكذلك منسق الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يترأس اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي».
وسيعقد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اليوم الإثنين، في فندق باليه كوبورغ بفيينا بحضور جميع الأعضاء الرئيسيين في الاتفاق.
ووصل أول من أمس السبت، كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني إلى فيينا، للمشاركة في الجولة السابعة من مفاوضات فيينا، حيث تُستأنف المحادثات النووية، سعياً لإحياء الاتفاق المبرم مع طهران بشأن برنامجها النووي، بعد توّقف دام 5 أشهر.
والجولة الجديدة من المفاوضات ستكون بين طهران ومجموعة 4+1 أي مع ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، ومن المُنتظر أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر.
وفي وقت سابق أكد باقري كني في مقابلة مع صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، أن أي تقدّم في المفاوضات يجب أن يترافق مع إلغاء كل إجراءات الحظر الأميركية ولا يوجد ضمان بألا تخرج الإدارة القادمة في واشنطن من الاتفاق مرّة أخرى مثلما فعل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وانتقد أداء إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قائلاً: إن «الإدارة الراهنة تقوم بتكرار بعض أخطاء سلفها وتواصل سياسة الضغط الأقصى الفاشلة على طهران والتي أدّت إلى تخبّط أميركا السياسي».
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن «إسرائيل قلقة جداً من أن ترفع القوى العالمية العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود غير كافية على برنامجها النووي».