بالتعاون مع الحكومة السورية وعبرها.. جنوب إفريقيا ستستعيد رعايا لها من مخيمات الشمال … خليل لـ«الوطن»: الموقف الصحيح بأن يكون كل شيء عبر الدولة وعصابات الاحتلال التركي تقطع المياه عن الحسكة لليوم الثالث
| موفق محمد
كشف محافظ الحسكة، اللواء غسان حليم خليل، أمس، أنه وبالتعاون مع الحكومة السورية وعبرها، ستستعيد جنوب إفريقيا عدداً من رعاياها المحتجزين في مخيم ضمن مدينة المالكية الذي تسيطر عليه ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد».
وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، أوضح خليل أنه التقى سفير جنوب إفريقيا في سورية باري فيليب جيلدر وممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بوفيكتور نيلوند، موضحاً أن زيارة جيلدر للحسكة هي الثانية من نوعها، وفي الأولى بحث موضوع هؤلاء الرعايا وإمكانية أن نقدم لهم المساعدة كي يعيدوا رعاياهم إلى بلدهم وإعادة تأهيلهم، مؤكداً أنه «قدمنا كل ما نستطيع تقديمه من مساعدات ونحن جزء من الحكومة السورية وما نقوم به هو عمل حكومي».
وذكر خليل، أنه طالب خلال اللقاء من الدول الأخرى التي لها رعايا في هذه المخيمات بالمبادرة لإعادة رعاياها وإعادة تأهيلهم إيديولوجيا من جديد لأنهم انغمسوا بشكل كبير في الفكر الإرهابي، وإلا سيكون هناك فجوة كبيرة بينهم وبين المجتمع تؤدي إلى أعمال إرهابية أخرى إن كان في المنطقة أو على المستوى العالمي.
وأوضح خليل، رداً على سؤال حول سبب لجوء جيلدر إلى الحكومة السورية لاستعادة رعايا بلاده، أن المواقف بين سورية وجنوب إفريقيا كانت دائماً ممتازة، إذ لم تغلق الأخيرة سفارتها في سورية طوال سنوات الحرب الإرهابية عليها، واصفاً موقف جنوب إفريقيا بـ«الشجاع والجيد وهذا هو الموقف الصحيح بأن يكون كل شيء عبر الدولة».
وأوضح، أنه سيتم نقل هؤلاء الرعايا من مطار القامشلي الدولي عبر طائرة للأمم المتحدة إلى مطار دمشق الدولي الثلاثاء المقبل على أن يتم من هناك ترحيلهم إلى بلدهم، «ولكن الآن يواجهون مشكلة إيقاف رحلات الطيران إلى جنوب إفريقيا بسبب انتشار فيروس «اوميكرون»، وبالتالي سينتظرون الرحلة المناسبة لترحليهم.
وفي تصريح له، قال جيلدر: «لقد جئنا اليوم بهدف إطلاق سراح 16 امرأة وطفلاً جنوب إفريقي محتجزين في مخيم ضمن مدينة المالكية، وقد تلقينا مساعدات كبيرة من الحكومة السورية ومن السيد محافظ الحسكة في مساعينا الإنسانية»، وذلك حسبما ذكر المكتب الصحفي في محافظة الحسكة في صفحته على «فيسبوك».
وبين أهمية الإحاطة التي قدمها المحافظ عن واقع المنطقة، مؤكداً سعي بلاده واستمرارها بالعمل مع الحكومة في دمشق والمحافظة لتحديد مصير باقي الرعايا.
وأوضح، أن بلاده أصرت على إعادة توطين رعاياها عن طريق الحكومة السورية ورفض إطلاق سراحهم عبر الحدود، فالعلاقات التي تربط دولة جنوب إفريقيا والجمهورية العربية السورية جيدة ومميزة، وسيتم استلام الرعايا خلال الفترة القريبة القادمة. وتمنى أن يعم السلام والازدهار في كل الأراضي السورية وأن يكون هناك فرصة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب.
من جهة ثانية، ندد محافظ الحسكة بـ«تقطع ضخ المياه» إلى مركز مدينة الحسكة لليوم الثالث على التوالي بسبب التعديات المتكررة من قبل العصابات المرتبطة بالمحتل التركي على الخط الكهربائي المغذي لمحطة علوك والقادم من الدرباسية.
وأوضح، أنه منذ عام ونحن نبحث عن آلية لحل هذه المشكلة، «ولكن نحن نتحدث مع المحتل التركي عبر الصديق الروسي، وقد تم إرسال وفد فني إلى الجنرال الروسي وأوضح له أن كمية الكهرباء المخصصة لعلوك كافية لتشغيل المحطة وعدد آخر من المحطات، ولكن سرقة الكهرباء هي من تجعل هذه المشكلة قائمة».
وذكر خليل، أنه «طلبنا من الأصدقاء الروس أن تتواجد لنا ورشتا صيانة وتشغيل في المحطة، وأن يكون هذا الأمر بإشراف الأصدقاء الروس ولكن حتى الآن لم يتمكنوا من التفاهم مع المحتل التركي على هذه النقطة».
وفي سياق آخر، ندد محافظ الحسكة بقيام الاحتلال الأميركي بتوزيع بذار قمح مصابة بآفة خطيرة على الفلاحين في شمال شرق سورية، من شأن استخدامها تدمير المحصول.
وأوضح أنه تم الحصول على عينة من هذا القمح من الفلاحين وتحليلها، وتبين أنها مصابة بآفة «نيماتودا» بنسبة كبيرة ومترافقة مع «عفن سنابل القمح البكتيري»، وقد وجهنا الإخوة الفلاحين بعدم استخدامها أبدا لعدة أسباب، منها أن هذه الآفة والمرض يدمر محصول القمح عند الإصابة به ويتسبب بتلوث التربة والتأثير على الإنتاج وخصوصاً في السنوات اللاحقة، وأن استخدام هذه البذار يؤدي لانخفاض الإنتاج إلى أكثر من 80 بالمئة، إضافة إلى وجود حبوب مكسرة بنسبة كبيرة الأمر الذي يؤدي لزيادة تلوث التربة والضرر.
وقال: «كنا نريد ألا يقدم الأميركيون هذه المساعدة للشعب السوري. كنا نريد ألا يسرقوا قمحنا ويأخذوا بذارنا المحسن والمعقم ويزرعوه في ولاياتهم ويرسلوا بدلاً منه قمحاً ملوثاً يؤدي إلى فساد التربة وتخريب المزروعات لاحقاً».