بين الظاهر والمضمون، بين التوق للحياة وعيشها ببساطة أو التكلّف من أجل إرضاء الغرور، تضيع الإنسانية وتذهب في متاهات لا يمكن الخروج منها، إلا إن كان هناك صحوة.
العرض المسرحي (الدب) عن الكاتب أنطون تشيخوف، وإخراج مأمون خطيب، بطولة: رنا جمول، زينة المصري، وسام محمود، يُعرض في الوقت الحالي على خشبة مسرح الحمراء في دمشق. في جو من الكوميديا الخفيفة تذهب بنا الحوارية بين الأبطال إلى حياة بسيطة فيها فسحة من الأمل والتنفس عميقا من أجل الحب بعيدا عن الخداع، في محاولة لصرف النظر عن الهموم الحياتية، ولإيقاظ مشاعر إنسانية بسيطة كنا أهملناها.
كلمة المخرج
في قلوبنا ما لا يُحكى وفي صمتنا مالا يُنطق، هذه كانت كلمة المخرج مأمون خطيب حول مسرحية (الدب) في البروشور الخاص بالعرض. وفي حديثه مع «الوطـن» أشار إلى أن النص مأخوذ عن الكاتب أنطون تشيخوف، وتمّ تعديله بطريقة تتناسب مع الحياة السورية، في ظروفها الاجتماعية وعاداتها وتقاليدها وكذلك بالمعاناة التي يتحداها المواطن في الظروف الحياتية أولاً بمواجهة وباء كورونا وثانياً بالحاجيات من كهرباء وبنزين…. إلخ. متابعاً: «قدمنا هذا العرض كي نفرح قليلاً ونعرف قيمة الحب، وأن نحافظ على الإنسانية بداخلنا رغم هذه المآسي التي تحيط بنا في سورية. العمل يندرج تحت مسمى كوميديا خفيفة (لايت كوميدي) فأحببنا أن ندمجها بالقليل من الرومانسية».
عن الشراكة التي تجمعه بالفنانة رنا جمول أضاف: «رنا هي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية وهي نجمة مسرحية رائعة، وشراكتنا هي شراكة إبداعية وتفاهم فني، فنحن نشكل فريقاً معاً».
الطاقة رائعة
من جانبها أشارت الفنانة رنا جمول التي قامت بدور العمة، بأن هذا العرض هو الخامس خلال الأزمة بمشاركة المخرج مأمون خطيب، لتضيف «تجمعنا صداقة قوية، ويضاف إليها بأننا أصحاب مشروع ونقدم على الدوام عروضاً مسرحية تبث رسالة للجمهور، وبحسب الظروف الحياتية يكون موضوع العرض. مؤخراً شعر المخرج ووافقته الرأي بأننا بحاجة إلى جرعة من الأمل والحب، بحوار لطيف وفيه من الطرافة والكوميديا الخفيفة».
وعن مشاركة كل من زينة ووسام العرض إلى جانبها تابعت «لكل منهما طاقة رائعة».
سعادة ورضا
في حين أشارت زينة المصري التي قامت بدور تمارا، إلى التناقض الذي عاشته في بداية العرض لأول مرة من حيث الخوف والشجاعة بالصعود لأول مرة على الخشبة في عمل احترافي، وقالت لنا: «هذه أول تجربة احترافية لي بعد التخرّج، في أول عرض كان لدي بعض التوتر والخوف، ولكن أنا اليوم سعيدة جداً بالنتيجة وبداخلي رضا كبير، وخصوصاً أن أستاذي مأمون خطيب والممثلة رنا، أثنيا على أدائي كثيراً مع الجمهور الذي تابعنا، ولقد استفدت كثيراً من الملاحظات والتوجيهات التي قُدمت لنا خلال البروفات، ما عدا الجو الأسري الذي كان مشتركاً بين كل العاملين في المسرحية».
في الأداء
في الختام أخبرنا وسام محمود الذي قام بدور سمير الراعي، عن مشاركته لأول مرة في عرض مسرحي احترافي وهو متخرّج حديثاً في المعهد، ليقول: «كل أدوات الممثل تُختبر بالمسرح، لهذا أنا سعيد جداً بأنه تمّ اختياري من المخرج مأمون خطيب.