دعا الأردن، أمس، إلى تفعيل الجهود لإنهاء «الكارثة» في سورية عبر حل سياسي لأزمتها يحفظ وحدتها ويعيد لها أمنها ودورها، وحذر من خطر تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين.
وخلال مؤتمر صحفي في المنتدى الإقليمي السادس لدول الاتحاد من أجل المتوسط، الذي يعقد بالتزامن مع الاحتفال باليوم الدولي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ويترأسه الأردن والاتحاد الأوروبي، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، بحسب قناة «المملكة» الأردنية، أنه لا يجوز أن يصبح اللاجئون الضحية المنسية للمأساة في سورية، مشيراً إلى أن الدعم الدولي للاجئين يتراجع، والعبء على الدول المستضيفة يتعاظم، بما فيه على الأردن الذي يستضيف مليوناً و300 ألف شقيق سوري، معتبراً أن هذا منحى غير مقبول، وأن انعكاساته وتداعياته خطيرة».
وقال: «يكفي الخراب والدمار الذي شهدته سورية، والويلات التي عاناها شعبها»، داعياً إلى تفعيل الجهود المستهدفة لإنهاء الكارثة، عبر حل سياسي يحفظ سورية ووحدتها، ويعيد لها أمنها ودورها.
وأضاف: «لن يعبر اللاجئون المتوسط نحو أوروبا إذا حصلوا على حقهم في العيش الكريم في جوارهم الأقرب، ولا يجوز أن يحرم اللاجئون من حقهم في التعليم والخدمات الصحية وفرص العمل، والأمل».
جاء ذلك في وقت لمّح فيه عمدة بلدية «بولو» التركية، تانجو أوزكان، المعروف بسياساته المؤيدة لعودة اللاجئين، إلى أن السوريين سيقومون بسد فجوة «مافيا إسطنبول» خلفاً للأكراد والـ«لاز»، وذلك خلال إجابته عن أسئلة الصحفيين في أثناء مشاركته في برنامج «HT Masa» الذي يبث على شاشة تلفزيون «HaberTürk»، وذلك بحسب ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
وتصاعدت حدة المناقشات بين صحفية تدعى ناغيهان ألجي وأوزكان، حول اتهاماته الدائمة ضد السوريين في تركيا، متهمة إياه بتصوير السوريين على أنهم «مجرمون محتملون».
ورد أوزكان الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض، بالقول: «أنا لا أقوم بتصوير أي شيء من هذا القبيل، هل قلت إنهم مجرمون محتملون؟»، وأشار إلى تاريخ نشأة المافيا في إسطنبول، متهماً المواطنين الأتراك من الأكراد والـ«لاز» بكونهم أسياد «مافيا إسطنبول» في السابق، وقال: «إذا شاهدتم كلامي عن كون السوريين مافيا، سأقول لكم كيف ولدت المافيا في إسطنبول».
وأضاف: «من هي أول مافيا؟ أُناس قدموا من شرق البحر الأسود، أطلق عليها اسم «مافيا لاز» في إسطنبول، ثم ماذا حدث؟ كسبوا الأموال وأرسلوا أطفالهم إلى المدرسة، وتركوا أعمال المافيا، ثم من سد هذه الفجوة؟ الأكراد غير المتعلمين والقادمون من الشرق والجنوب الشرقي هم من قاموا بملئها، والآن أيضاً وصل الأكراد إلى مستوى معين من التعليم».
وتابع: «هناك فجوة كبيرة الآن، من سيملؤها؟ إنهم أولئك غير المتعلمين، والجوعى، هم من سيقومون بملئها»، لترد عليه الصحفية «السوريون من سيقومون بملئها؟!».
وتصاعدت مؤخراً مظاهر التضييق ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ووصل في بعض الأحيان إلى الاعتداء على ممتلكاتهم وتكسير محالهم التجارية وسياراتهم في بعض المدن التركية.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الغربية، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني الماضي بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة السورية جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.