الجيش يحصّن «عين عيسى».. ويمحو عن الأرض مواقع لـــ«النصرة» في «خفض التصعيد»
| حلب- خالد زنكلو - حماة– محمد احمد خبازي
حصن الجيش العربي السوري جبهاته في منطقة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، في وقت واصلت فيه الشرطة العسكرية الروسية تسيير دورياتها المشتركة مع الاحتلال التركي في منطقة عين العرب شمال شرق حلب، وللمرة الثانية في غضون أسبوع بعدما أوقفتها على خلفية التهديدات التي أطلقها النظام التركي بشن عدوان لاقتطاع أراضٍ سورية شمال وشمال شرق البلاد.
وأكد مصدر ميداني في ريف الرقة الشمالي لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري المنتشرة في محيط ناحية عين عيسى رفدت قواتها بأسلحة ثقيلة وأعداد جديدة من جنودها خلال اليومين الماضيين، بهدف تعزيز جبهات المنطقة في وجه أي غزو تركي محتمل، بعدما عمد جيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى تسخين جبهات المنطقة خلال الأسبوع المنصرم، على الرغم من تراجع صدى تهديدات نظام الرئيس رجب طيب أردوغان في الآونة الأخيرة.
وبيّن المصدر، أن تعزيزات الجيش العربي السوري قدمت من ريف حلب الشرقي عن طريق معبر الهورة إلى الجنوب من مدينة الطبقة التي عبرتها التعزيزات نحو عين عيسى وتمركزت إلى الجنوب منها في ريف المحافظة الشمالي، على حين دخلت أول من أمس قوة عسكرية تابعة للجيش العربي السوري إلى اللواء ٩٣ التابع للجيش.
ولفت إلى أن التعزيزات الجديدة للجيش العربي السوري هي السادسة من نوعها خلال الشهر الماضي، والتي دخلت شمال وشمال شرق البلاد، وخصوصاً إلى عين عيسى وتل تمر شمال غرب الحسكة، وهما المنطقتان المنتخبتان من قبل الاحتلال التركي لشن عدوان باتجاههما، حيث تنتشر ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن.
في مناطق شرق الفرات أيضاً، سيرت الشرطة العسكرية الروسية أمس الدورية المشتركة رقم ٧٣ مع جيش الاحتلال التركي في منطقة عين العرب شمال شرق حلب، وهي الثانية خلال الأسبوع الماضي بعد توقف تسيير الدوريات المشتركة بموجب «اتفاق سوتشي» الروسي التركي والعائد لتشرين الأول ٢٠١٩، بسبب تهديدات النظام التركي الأخيرة بغزو المنطقة.
وقالت مصادر أهلية في عين العرب لـ«الوطن»: إن الدورية مؤلفة من ٨ عربات مناصفة بين القوات الروسية ونظيرتها التركية، انطلقت من بلدة غريب شرق عين العرب، الواقعة تحت سيطرة «قسد»، وجالت في بلدات عدة حتى وصلت إلى بلدة خانه بندرخان ثم أعادت إدراجها تحت حماية حوامتين تابعتين لقوات الجو الروسية.
وأما في منطقة «خفض التصعيد» شمال غرب البلاد، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش العربي السوري استهدف بالمدفعية الثقيلة، مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه في العنكاوي وتل واسط بسهل الغاب الشمالي الغربي، موضحاً أن الجيش دك أيضاً بالصواريخ نقاطاً للإرهابيين في محاور بريف إدلب الجنوبي.
وأكد المصدر، أن ضربات الجيش حققت أهدافها بالمواقع والنقاط التي استهدفتها وأمست أثراً بعد عين، لافتاً إلى أن التنظيمات الإرهابية المتمركزة والمنتشرة بسهل الغاب وأرياف إدلب، تخرق اتفاق وقف إطلاق النار في «خفض التصعيد» بشكل شبه يومي، حيث تعتدي بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية، ما يضطر الوحدات العاملة بريف حماة وإدلب للرد عليها، وتكبيدها خسائر فادحة بأفرادها وعتادها.
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الجيش ثأر أمس لشهدائه الذين ارتقوا بانفجار لغم في منطقة الشولا ببادية دير الزور، موضحاً أن الجيش قضى خلال تمشيطه قطاعات البادية على العديد من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي، فيما أغار الطيران الحربي السوري والروسي، على عدة مخابئ للتنظيم بعمق البادية مابين دير الزور والرقة وحقق فيها إصابات دقيقة.
من جهتها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن سرباً مؤلفاً من 10 مقاتلات روسية، تناوب على قصف مواقع يتوارى ويتحصن بها مسلحو داعش قرب طريق أثريا – خناصر في قسمها الواقع من ريف حماة وصولاً إلى ريف حلب، مشيرة إلى أن المقاتلات الروسية نفذت نحو 40 ضربة جوية.