الإيجارات نار تكوي.. 70 ألفاً … شقة مفروشة في السويداء
السويداء-عبير صيموعة :
ما زالت الإيجارات ترتفع في السويداء دون مبررات منطقية حتى البنايات المشيدة منذ عشرات السنوات زاد أصحابها سعر الإيجار تماشيا مع موجة الارتفاعات ورغم مناشدة الأهالي تدخل الرقابة من الجهات المعنية إلا أن قانوناً واحداً لم يصدر ليحفظ للمستأجر حقه بعدم ابتزاز السماسرة له كما ضيع على أجهزة الإدارة المحلية الكثير جراء تلاعب المؤجر بقيمة عقد الإيجار حيث يتم تسجيل أرقام وهمية كبدل إيجار لا تصل إلى ربع قيمته الحقيقية.
ويشير أبو عبد القادر من عائلات حمص الوافدة في السويداء إلى أنه بدأ إيجار شقته المؤلفة من ثلاث غرف ومطبخ وحمام بـ16 ألفاً إلا أن الزيادات المتتالية أوصلت الإيجار إلى 26 ألفاً علماً أن ما جرى تسجيله في عقد الإيجار في بلدية السويداء من المالك لا يتعدى 8 آلاف كبدل إيجار أما أبو حسين من عائلات ريف حماة فقد رضي بغرفة ومطبخ في زاويتها بـ6 آلاف إلا أنه بعد سنتين وصل بدل الإيجار إلى 10 آلاف مشكلا عجزاً كبيراً لا يتماشى مع دخله الشهري كعامل بناء يعمل ضمن ورشة لفترة معينة ثم يجلس أشهراً لإيجاد ورشة أخرى في حين يشير العروسان أمجد و رانيا من أبناء المحافظة إلى أنهما تعبا كثيراً من البحث والتفتيش عن شقة سكنية داخل المدينة بإيجار معقول إلا أنهما لما يصادفا شقة مفروشة بدل إيجارها الشهري يقل عن 70 ألفاً حتى وجدا شقة مفروشة على أطراف المدينة بـ40 ألفاً ريثما يسافران مؤكدين أن ما جرى تسجيله كبدل إيجار في العقد لا يتجاوز الـ15 ألف ل.س وطبعاً مع تهديد مالك الشقة أنه في حال تم التبليغ عن أي ضجة من القاطنين في البناء سيتم إخلاء الشقة فوراً؟
أبو عبدو من أهالي ريف دمشق أشار إلى أن الارتفاع المتتالي للإيجار شكل ضربة جديدة تم توجيهها للمواطن سواء ابن المحافظة أم الوافد إليها بعد الضربات المؤلمة التي تلقاها المواطن جراء ارتفاع أسعار السلع الغذائية التي أصابت عدواها أصحاب العقارات الذين راحوا يتبارون لزيادة الإيجارات مطالبا أن تؤخذ الأمور بجدية وأن تعالج بحكمة.
هذا وأشار جميع الأهالي ممن التقتهم «الوطن» إلى ضرورة وضع قوانين محددة لأسعار الإيجار تندرج على جميع الشقق السكنية حسب عدد غرفها وعمر البناء.
بدوره رئيس الاتحاد التعاوني السكني في السويداء طلال العراوي أشار إلى أن ارتفاع الإيجارات غير منطقي ولا يتناسب مع دخل المواطن في المحافظة موضحاً أن من يلجأ للإيجار هم أصحاب الدخل المحدود والحل يكون بتقديم الدعم المادي من خلال قروض ميسرة لغاية تلبية حاجة السكن لديهم.
وتشير رئيس مجموعة إسكان السويداء المهندسة نبال الظواهرة إلى أن الإيجارات غير منصفة في السويداء وفي جميع محافظات القطر على حد سواء موضحة أن وراء ارتفاعها في بعض الأحيان حاجة مالك العقار في ظل صعوبة الظروف المعيشية والغلاء ولكن في معظم الأحيان جاء الارتفاع تحت عنوان الاستغلال والابتزاز للأسف مؤكدة أنه حالياً لا يمكن وضع خطط مستقبلية للدولة لتأمين السكن وخاصة أن النسبة الأعلى من المستأجرين هم من الإخوة الوافدين الذين يحتاجون إلى حل إسعافي ولا يحتاجون إلى خطط والحل يكون بوجود قانون ناظم لعلاقة المؤجر بالمستأجر لمنع الاستغلال والابتزاز.