3 أطفال ضحايا حريق شب بمنزلهم … تصاعد التضييق على اللاجئين السوريين في تركيا بهدف عودتهم
| وكالات
في إطار مواصلة التضييق عليهم للعودة إلى بلادهم، حرمت بلدية العاصمة التركية أنقرة اللاجئين السوريون المقيمين فيها من التدفئة من خلال امتناعها عن توزيع مادة الفحم مجاناً عليهم، في وقت توفى فيه 3 أطفال منهم جراء حريق شبّ في منزلهم.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة» قولها أمس: إن بلدية أنقرة امتنعت عن توزيع مادة الفحم مجاناً على الأجانب المقيمين فيها والمقيدين بشكل نظامي ومنهم اللاجئون السوريون فجأة لأسباب غير معروفة».
وحسب المصادر، جرت العادة في السنوات الماضية توزيع الفحم على الأجانب ولكن هذه السنة لم يتم ذلك رغم الأجواء المناخية الباردة التي تعيشها البلاد منذ أيام، وأضافت: إنه لن يتم منح الأجانب أي مساعدات سواء الفحم أو المواد الغذائية.
من جانبه أشار ناشط يدعى حسان الكزبري إلى أن الأجنبي المقيم في أنقرة وقيود سكنه مسجلة في إدارة الهجرة وبيته وتدفئته تعتمد على الفحم، كان يذهب سنوياً إلى بلدية العاصمة، ويسجل بموجب الكمليك «بطاقة الحماية» على 20 كيس فحم بداية أيلول ويقوم باستلامها في بداية تشرين الثاني، وبقي هذا الإجراء متبعاً منذ عام 2013 ليتوقف فجأة هذا العام دون معرفة الأسباب.
وأوضح الكزبري، أن درجات الحرارة تنخفض في مثل هذه الأوقات من كل عام إلى أكثر من 9 درجات تحت الصفر أحياناً وهذا يتطلب تشغيل المدفأة باستخدام الفحم والحطب، لأن الحطب وحده لا يكفي، أما الفحم فيبقى مدة أطول ويعطي درجة حرارة جيدة.
وسبق لبلدية انقرة التابعة لـــ«حزب الشعب الجمهوري» المعارض حسب قول الكزبري، أن كانت توزع 20 كيس فحم تكفي مع الاستخدام المتوسط، أما الآن فسيواجه اللاجئون مشكلة في تأمين التدفئة في ظل ارتفاع سعر الفحم، حيث وصل ثمن كيس الفحم الجيد إلى 100 ليرة تركية، في حين كان متوسط سعره في السنوات الماضية نحو 30 ليرة، ما يشكل عبئاً إضافياً على اللاجئين المرهقين أصلاً من الأعباء المالية وخصوصاً مع تدهور الليرة التركية.
وفي 23 الشهر الماضي، وافق مجلس بلدية ولاية بولو التركية التي ينتمي عمدتها باولو تانجو أوزكان إلى «حزب الشعب الجمهوري»، بـالأغلبية على قرار يقضي بتحصيل رسوم خدمات الكهرباء والمياه بالدولار الأميركي من اللاجئين السوريين والمقيمين الأجانب.
وتصاعدت مؤخراً مظاهر التضييق ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ووصل في بعض الأحيان إلى الاعتداء على ممتلكاتهم وتكسير محالهم التجارية وسياراتهم في بعض المدن التركية.
وتقوم الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الغربية، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي عقد في تشرين الثاني العام الماضي بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة السورية جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم، واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود لتوفير عيش كريم لهم.
جاء ذلك، في وقت توفى فيه 3 أطفال من اللاجئين السوريين عقب حريق شبّ في منزلهم في حي بازارجيك بمدينة كهرمان مرعش جنوب تركيا، وفق ما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن صحيفة «يني شفق» التركية.
وبيّنت الصحيفة، أن الحريق اندلع بعد أن ذهبت الأم للتسوق من البازار، وقامت بإغلاق باب المنزل على أطفالها الثلاثة، لتعود بعد ذلك وتجد أن المنزل مشتعل والأطفال تم نقلهم إلى المشفى، حيث فقدوا حياتهم متأثرين بالدخان الناتج عن الحريق.
من ناحيتها، رجحت فرق الشرطة أن الحريق اندلع بسبب لعب الأطفال بـ«الولاعات».