انتشرت أكياس الحطب وأكوامه أمام العديد من مخابز الفطائر والتنور في العاصمة وريفها تأكيداً للتحول نحو استخدام المادة كبديل لمادة الغاز المنزلي الذي عز تأمينه أو المازوت الذي ارتفعت أسعاره.
ويفيد صاحب مخبز تنور بجانب الجامع الأموي أنهم اضطروا نتيجة ضيق المكان وارتفاع أسعار الغاز المنزلي للجوء إلى مادة المازوت كبديل لاستمرار رزقه، مؤكداً أنه يقوم بتأمين المادة بوسائله الخاصة وبسعر 3500 ليرة لليتر الواحد.
ويبين صاحب مخبز تنور آخر في جرمانا أنهم يستجرون الحطب بسعر 750 ألف ليرة للطن وهو حطب مشكل وأنه يعطي خبزاً أفضل وأنه لجأ للحطب لأنه كمحل غير مرخص أولاً ولارتفاع أسعار الغاز ثانياً ولتوفر مادة الحطب على عكس المازوت والغاز.
ويؤكد صاحب محل لصنع المعجنات والفطائر في جرمانا أنهم لجؤوا إلى استبدال الغاز بالحطب، مؤكداً أنه يقوم بتأمين الحطب من ريف دمشق وبسعر 750 ليرة للكيلوغرام في حين أن مخصصاته من مادة الغاز لا تتجاوز الأسطوانتين في الشهر الواحد وهي كمية غير كافية لعمل يومين متتاليين.
ويوضح صاحب محل معجنات آخر في دمشق القديمة يستخدم المازوت لخبز الفطائر والمعجنات أن حصتهم من مادة الغاز لا تتجاوز 4 أسطوانات في الشهر في حين أن الحاجة اليومية أسطوانة من الحجم الوسط لذلك فإن مادة المازوت أوفر من شراء الغاز أو الحطب مؤكداً أن عملية الحصول على مادة المازوت تكون بطريقتين الأولى عن طريق تقديم طلب للحصول على المازوت الصناعي لمحروقات العاصمة وبسعر 1700 ليرة لكن المخصصات لا تكفي لذلك يتم الاعتماد أكثر على الطريقة الثانية بالبحث عن المادة في السوق السوداء بسعر 3500 ليرة.
ويوضح محل معجنات آخر في العمارة أن استخدام الحطب أوفر موضحاً أن حاجته اليومية من الحطب تقارب 90 كغ أي إن الحاجة الشهرية للمحل تقارب ثلاثة أطنان مؤكداً أن مذاق خبز الفطائر والمعجنات في فرن الحطب أفضل منه عند استخدام المازوت في عملية الخبز.
وأدى هذا التحول في استخدام الحطب في العاصمة وريفها إلى ارتفاع في أسعاره ليتراوح سعر الطن الواحد منه بين 700 ألف ومليون ليرة وذلك حسب نوعه.
وأفاد مستهلكون لـ«الوطن» أن أسعار الحطب لم تكن بهذا الارتفاع في الأشهر الماضية مبينين أنها تكاد تكون تجاوزت الضعفين خلال فترة وجيزة، موضحين أنه أمام هذا الارتفاع أصبح شراء مادة المازوت من السوق السوداء أفضل خصوصاً أن المازوت لا يحتاج إلى حيز كبير لتخزينه في حين أن السعر متقارب حيث يمكن تأمينه بسعر يتراوح بين ثلاثة آلاف و3500 ليرة لليتر الواحد.
وفضل مستهلكون آخرون استطلعت «الوطن» أراءهم استخدام الحطب على المازوت في عملية التدفئة موضحين أن الحطب عملي في تدفئة البيوت أكثر من المازوت.
ويفصل بائع حطب في جرمانا لـ«الوطن» أسعار الحطب فسعر طن حطب الزيتون للمدفأة 800 ألف ليرة أما حطب الشومينيه منه فسعر الطن 850-900 ألف ليرة وسعر الطن من حطب المشمش مليون ليرة للطن الواحد وسعر الطن من حطب الجوز للمدفأة 850 ألف ليرة ويأتي حطب الصنوبر كأقل الأنواع سعراً مسجلاً 750 ألف ليرة للطن.
وبيّن بائع حطب أخر في العمارة أن أفضل أنواع الحطب هو السنديان ويبلغ سعر الطن الواحد منه 900 ألف ليرة في حين لا يتجاوز سعر الطن من حطب الزيتون 825 ألف ليرة، مؤكداً أن الطن يكفي المنزل لموسم الشتاء كاملاً وناصحاً مستخدمي المدافئ بطريقة التركيب العمودية لبواري المدفأة، موضحاً أن هذه أفضل الطرق للحصول على اشتعال وعدم اختناق في بواري المدفأة.
عضو المكتب التنفيذي في ريف دمشق لقطاع المحروقات ريدان الشيخ أكد في تصريح لـ«الوطن» بدء لجنة منذ شهرين العمل على إحصاء الفعاليات الاقتصادية التي يحتاج عملها لمادة الغاز أو المازوت ودراسة حاجتها من أجل تأمينها ببطاقات ذكية للحصول على مخصصاتها وأن أعمال هذه اللجنة قيد التدقيق كاشفاً عن قرب تشكيل لجان أخرى خاصة بالقطاع العام في الريف من أجل دراسة حاجاتها وتزويدها ببطاقة ذكية والاستغناء عن نظام القوائم موضحاً أن عملية التزويد لهذه الفعاليات الاقتصادية ستكون وفقاً للمتاح.