رقم يثير القلق … أكثر من 1.1 مليون متسرب من التعليم خلال السنوات العشر الماضية .. مدير مركز القياس في التربية: غالبية المتسربين بين عمر 15-24 سنة وأصبحوا في سوق العمل
| محمود الصالح
كشف مدير مركز القياس والتقويم التربوي في وزارة التربية رمضان درويش عن برنامج تعليمي جديد بدأت وزارة التربية العمل عليه في عدد من المحافظات يستهدف عدداً من المتسربين من التعليم خلال هذه الأزمة.
وأكد درويش في تصريح لــ«الوطن» أن البرنامج يهدف إلى استيعاب المواطنين الذين لم تتح لهم فرصة التعليم خلال الحرب على سورية، مضيفاً: تم تقسيمهم إلى فئتين الأولى هي الفئة «ب» التي تعمل عليها وزارة التربية بالتعاون مع المنظمات الدولية منذ فترة، وتضم الشباب من عمر 8 سنوات إلى 14 سنة، وهؤلاء جميعاً يتم استيعابهم في البرنامج وفق خطة تربوية محددة ومنهاج تدريسي معتمد في جميع المحافظات.
وتابع: أما الفئة الثانية وهي فئة اليافعين من عمر 15 سنة إلى 24 سنة، وهم الذين يشكلون أغلبية المتسربين من العملية التربوية، والذين حرمتهم الحرب من الدخول إلى المدارس، وقال: لا يمكن حصر عددهم في الوقت الحالي، ولكن المؤشرات المتوافرة تؤكد أن عدد المتسربين من التعليم خلال السنوات العشر الماضية تجاوز مليوناً ومئة ألف متسرب.
وأشار مدير المركز إلى أن أغلب هؤلاء الشباب من فئة اليافعين أصبحوا اليوم في سوق العمل، ولذلك فإن إعادتهم إلى العملية التعليمية تشكل تحدياً كبيراً، لافتاً إلى أنه بالتعاون بين وزارة التربية ووزارتي الثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل والأمانة السورية للتنمية ومنظمة اليونسكو تم وضع برنامج لتعليم هذه الفئة، والآن بدأت التجربة الأولى في ثلاث محافظات هي دمشق وريفها وحلب، وتم تسجيل 5 آلاف طالب من هذه المحافظات على هذا البرنامج الذي من المقرر أن يبدأ خلال الأيام القادمة، وتم وضع حقيبة تعليمية للبرنامج تتناسب مع إمكانيات هؤلاء الشباب، ولتدريسهم تم تأهيل 120 مدرساً في كل محافظة للعمل في هذا البرنامج.
وأوضح أن البرنامج يقوم على تنمية مهارات الشباب الحسابية والقراءة والمهارات الحياتية الأخرى، وأنه تم التركيز في هذا البرنامج على أن يتم ربط كل ما يتلقاه الشباب في هذه الدورات بواقع الحياة وتفاعلاتها.
بدوره بيّن مدير تربية ريف دمشق ماهر فرج وجود 1700 دارس في إطار هذا البرنامج، منوهاً بأهمية هذه الدورات في تحقيق ديمقراطية التعليم للمواطنين السوريين، وأنها توائم السياسة التربوية وتلبي حاجة المجتمع، لافتاً إلى أن تعليم الكبار قضية وطنية تحتضن الراغبين بالتعلم جميعهم ضمن برامج مخصصة تشمل تعلم القراءة والحساب والمهارات الحياتية.
وأشار إلى تفعيل 22 مركزاً ضمن المحافظة من بينها مركزان في سجن دمشق المركزي للرجال والنساء، ومركز في سجن الأحداث في ضاحية قدسيا، وأن الدورات جميعها ستتابع من قبل لجان اختصاصية لتحقيق الغاية المرجوة. وأضاف: إن الدورات تتوجه إلى الدارسين من عمر 14 وحتى 25 عاماً، ولمدة 15 يوماً تدريبياً على مدى ثلاثة أسابيع، وأن المنهاج مصمم وفقاً لثلاث مصفوفات تعليمية موضوعة من المركز الوطني لتطوير المناهج وبإشراف وزارة التربية.
وأشار إلى أن دائرة تعليم الكبار تقيم دورات على مدار العام مدة كل دورة 6 أشهر يمنح الدارس في نهايتها شهادة محو أمية، ويمكن للدارس بعد هذه الدورة أن يلتحق بدورة تمكين لمدة ثلاثة أشهر ويمنح بعدها وثيقة تمكنه من التقدم إلى شهادة التعليم الأساسي.