النظام التركي أكد أنه لن يدخل في صراع مع روسيا من أجل أوكرانيا … موسكو: نقل المعدات العسكرية لـ«الناتو» عبر ميناء يوناني يثير قلقنا
| وكالات
أعلن الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن تركيز الجنود الأميركيين وجنود حلف «الناتو» في الأراضي اليونانية ونقل المعدات العسكرية عبر ميناء ألكسندروبولس، يثير قلق روسيا.
على حين أكد مسؤول في النظام التركي أن تركيا لا تنسق خطواتها في أوكرانيا مع واشنطن، لافتاً إلى أن بلاده لن تدخل في صراع مع موسكو من أجل كييف في حالة اندلاع نزاع عسكري بينهما.
موقع «روسيا اليوم» نقل عن وكالة «تاس»، أمس السبت، تصريحات كان قد أدلى بها بيسكوف في حديثه لقناة «Antenna» اليونانية عشية لقاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في الثامن من الشهر الجاري بمدينة سوتشي الروسية: «إن المشكلة بسيطة للغاية، يتم تركيز المزيد من جنود حلف الشمال الأطلسي «الناتو» والجنود الأميركيين في أراضيكم، وتقومون بنقل مئات وآلاف وحدات من المعدات العسكرية عبر ألكسندروبولس وإلى آخرها، وتفتحون قواعد عسكرية جديدة لحلف الناتو، على حين يصفنا الحلف بالعدو، ويشير إلى أن ردع روسيا مهمة رئيسية له، ويثير ذلك قلقاً لدينا، ويجب عليكم فهمه».
وحيال قلق اليونان من أنظمة «أس-400» الصاروخية الروسية التي قامت روسيا بتوريدها إلى تركيا، بين بيسكوف أن «أس-400» هي أنظمة دفاعية، أما ما يتم نقله عبر ميناء ألكسندروبولس لا يعد معدات دفاعية.
وعبر عن اعتقاده بأن اليونان لن تكون دولة معادية لروسيا، مضيفاً: «لكن اليونان لها التزامات بسبب عضويتها في الناتو، أنها المشكلة مع الناتو بالنسبة لنا، لأن الناتو يقترب من حدودنا، ونشهد توسعاً عدوانياً للناتو باتجاه حدودنا وحدود أوكرانيا».
وأشار بيسكوف إلى أن روسيا تعتبر اليونان دولة شريكة وصديقة وتريد الحفاظ على هذه العلاقات، مضيفاً إن اليونان دولة ذات سيادة ويحق لها اتخاذ قرارات مستقلة.
وأفادت صحيفة «ريزوسباستيس» اليونانية في نهاية تشرين الثاني الماضي بإجراء عملية واسعة لنقل المعدات العسكرية الأميركية في ميناء ألكسندروبولس.
ووفق الاتفاقية الدفاعية المحدثة مؤخراً بين اليونان والولايات المتحدة يجب أن يتم عبر هذا الميناء نقل أكثر من 120 مروحية قتالية و1000 مركبة عسكرية.
ومن المتوقع أن ترابط هذه المعدات في نقاط مختلفة للجناح الشرقي لحلف «الناتو»، بما في ذلك في اليونان وبلغاريا ورومانيا.
على خط موازٍ تحدّثت وسائل إعلام أميركية، عن الموقف الذي ستتخذه تركيا حال نشوب نزاع عسكري بين روسيا وأوكرانيا، حيث إن أنقرة كانت قد أعلنت في مناسبات عدّة عن دعمها لكييف بشأن شبه جزيرة القرم.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن مسؤول في النظام التركي لم يذكر اسمه، أن تركيا لن تدخل في صراع مع موسكو من أجل كييف في حالة اندلاع نزاع عسكري بينهما.
وأكّد المسؤول أن ذلك لن يحدث حتى مع مراعاة عضوية أنقرة في «الناتو» ووجود تعاون عسكري مع الجانب الأوكراني.
وأشار المسؤول إلى أن تركيا لا تنسق خطواتها في أوكرانيا مع واشنطن، لكنها تعمل بشكل مستقل لحماية مصالحها، كما لفت إلى أن عدم رغبة تركيا بمواجهة روسيا عسكرياً تعكس السياسة الخارجية للرئيس رجب طيب أردوغان، التي تتسم بـ«المناورة».
وفي تشرين الثاني الماضي، نقلت قناة «إن. تي. في» التركية، عن رئيس النظام التركي رجب طيب إردوغان، قوله إن تركيا مستعدة للقيام بدور الوسيط بين أوكرانيا وروسيا، على الرغم من أن أنقرة أثارت غضب موسكو عندما باعت طائرات مسيّرة مسلّحة لكييف في وقت سابق من العام الجاري.
وفي وقتٍ سابق كشف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن موقف تركيا من شبه جزيرة القرم هو أحد الخلافات الكبيرة بين موسكو وأنقرة.
وتزعم كييف والدول الغربية بأن روسيا تحشد قواتها العسكرية للقيام بعمل عسكري ضدها.
ونفت موسكو مراراً هذه الاتهامات وربطتها برغبة «الناتو» في وضع المزيد من المعدّات العسكرية بالقرب من الحدود الروسية، فضلاً عن ممارسة الضغط من أجل مصالحها الخاصة. وأمس، رفض الأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، طلب روسيا من الغرب سحب الدعوة التي وجّهها إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف.
وقبل أيام، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لديها الحقّ في الدفاع عن أمنها، وذلك في أول تصريح له بعد لقاء مع نظيره الأميركي جو بايدن، تمحور حول التوتر بين موسكو وأوكرانيا.