المساعدات الإنسانية «عبر الحدود» و«عبر الخطوط» إلى الواجهة من جديد … هدوء متقطع في الشمال.. وأهالي «المتينية» يعترضون رتلاً للاحتلال الأميركي
| حلب– خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن- وكالات
بينما استمر الهدوء المتقطع في المناطق التي يحتلها النظام التركي شمال وشمال شرق سورية، منذ لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن عبر تقنية «الفيديو كونفرانس» قبل ٥ أيام، عادت مسألة المساعدات الإنسانية الأممية بشقيها «العابر للحدود» و«العابر للخطوط» إلى واجهة التداول من جديد مع عبور قافلة جديدة عبر الأخيرة الخميس الماضي واقتراب موعد تمديد القرار الأممي الخاص بذلك مطلع العام المقبل.
وبدا واضحاً قبيل وبعد لقاء بوتين– بايدن، أن عزم النظام التركي بشأن شن عدوان لاقتطاع أراضٍ سورية جديدة، فتر وغدا التهديد من مخلفات الماضي باستثناء التصعيد والمناوشات العسكرية هنا وهناك.
ففي شمال شرق البلاد، حافظ وقف إطلاق النار على هدوئه النسبي الذي بدده جيش الاحتلال التركي ومرتزقته أمس بقصف بري طال نقاط تمركز ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» في بلدة الدردارة الواقعة بريف تل تمر شمال غرب الحسكة، كما تركز القصف على بلدات تل جمعة وتل جم وتل شنان غرب تل تمر، الأمر الذي تسبب بدمار واسع بممتلكات السكان وهجرة جماعية في صفوفهم إلى مناطق أكثر أمنا، وفق قول مصادر أهلية في تل تمر لـ«الوطن».
من جهة ثانية، حاول رتل لقوات الاحتلال الأميركي، المرور عبر قرية المتينية بريف القامشلي الجنوبي الشرقي والتوجه إلى مدينة القامشلي، إلا أن أهالي القرية اعترضوا الرتل ومنعوه من المرور وأجبروه على التراجع، وفق ما نقلت «سانا» عن مصادر محلية.
وفي منطقة «خفض التصعيد»، بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الشمالي الغربي دكت بالمدفعية الثقيلة مواقع للإرهابيين في القاهرة والعنكاوي وقليدين بمنطقة سهل الغاب الشمالي الغربي، مشيراً إلى أن وحدات الجيش في ريف إدلب دكت بدورها نقاطاً للإرهابيين في الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وفليفل في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
ولفت، إلى أن الطيران الحربي الروسي استهدف مقراً للإرهابيين في منطقة اليعقوبية بريف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وذكر المصدر، أن ضربات الجيش والطيران الحربي لتنظيم «جهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، جاءت رداً على خروقاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
على صعيد «الملف الإنساني» في «خفض التصعيد»، ذكرت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات النظام التركي في إدلب لـ«الوطن»، أن قافلة مساعدات إغاثية من مستودعات برنامج الغذاء العالمي في حلب، مؤلفة من ١٤ شاحنة تحوي ١٢ ألف سلة غذائية، تخطت الخميس الماضي معبر بلدة الترنبة الإنساني الذي أقامته الحكومة السورية غرب سراقب بريف إدلب الشرقي، وأفرغت حمولتها في مستودعات بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي حيث يهيمن تنظيم «النصرة»، وهي القافلة الاغاثية الأممية الثالثة التي تصل من حلب إلى «خفض التصعيد»، بعد دخول قافلتين في آب الماضي، في إطار تمكن قوافل المساعدات من عبور «خطوط التماس» بدل المعابر الحدودية غير الشرعية الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية والتي تقع تحت سيطرة «النصرة» والاحتلال التركي.
وكان مجلس الأمن الدولي، اعتمد في تموز الماضي قراراً بتمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية «العابرة للحدود» إلى سورية ولمدة عام من معبر باب الهوى عند الحدود التركية بعد موافقة روسيا على أن يتابع تنفيذه خلال الأشهر الستة التي أعقبت صدوره، بهدف استبدال آلية المساعدات «العابرة للحدود» بالوصول الإنساني عبر «خطوط المواجهة» وبإشراف الحكومة السورية.
ورأى متابعون لتطور مسار العلاقات الروسية الأميركية، لـ«الوطن» أن لقاء بوتين– بايدن في ٦ الشهر الجاري، سرّع من عبور شحنة مساعدات إغاثية جديدة، بما يدل على «توافق» الرئيسين حول الملف الإنساني خلال اللقاء، وبما يأخذ بالحسبان مطالب روسيا والحكومة السورية السيادية بتصحيح الاختلال في عمليات إيصال المساعدات «عبر الحدود» إلى نظيرتها «عبر الخطوط».
وفي البادية الشرقية، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة تابعت عمليات تمشيط البادية من تنظيم داعش الإرهابي كالمعتاد، بتغطية نارية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، الذي شن غارات مكثفة على مخابئ للدواعش بعمق المنطقة.