الاحتلال شن حملة اعتقالات واسعة بالضفة وجرف أراضي في الشيخ جراح … نابلس تشيّع شهيداً لها وتعلن الإضراب العام احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة
| وكالات
بين القدس ونابلس والبيرة والخليل وقلقيلية، توزعت الأعمال العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، أمس الإثنين، فشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، وشرعت آلياته بتجريف وحفر قطعة أرض على المدخل الشرقي لحي الشيخ جراح شرق مدينة القدس المحتلة، بينما واصل المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى وتدنيس باحاته.
وذكرت وكالة «وفا» أن طواقم بلدية الاحتلال وآلياتها بدأت، أمس الإثنين، عمليات الحفر والتجريف في الأرض التي تبلغ مساحتها نحو 4700 متر مربع في حي الشيخ جراح، وتعود ملكيتها لعائلات: عبيدات، ومنصور، وعودة، وجار الله، وكانت تستخدم موقفاً لمركبات وحافلات المقدسيين ومغسلة للمركبات.
وأصدرت محكمة الاحتلال العليا قراراً بالاستيلاء على قطعة الأرض لمصلحة بلدية الاحتلال في القدس، نهاية شهر تشرين الأول الماضي، بهدف إنشاء حديقة تخدم المستوطنين بزعم قربها من مقام «شمعون الصدّيق» المزعوم، علماً أنه مقام إسلامي يعرف باسم «الولي»، دفن فيه سعد الدين حجازي منذ أربعمئة عام، حسب اللجنة الشعبية للدفاع عن الشيخ جراح، وهو عبارة عن كهف منحوت بالصخر تحت الأرض في قلب حي الشيخ جراح.
واعتبر المستشار في ديوان الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي أن ما يحدث في الشيخ جراح هو تمهيد للاستيلاء على 28 عقاراً لإقامة 200 وحدة استيطانية، ويترافق معها تهجير قسري لأهل القدس لقلب الميزان الديموغرافي في المدينة.
وأضاف الرويضي: إن ما يحدث في الشيخ جراح يأتي في سياق سياسة إسرائيلية تستهدف فرض الأمر الواقع الجغرافي والديموغرافي في القدس، عبر السيطرة الكاملة على العقارات والأراضي لتنفيذ مشاريع استيطانية، وبالتالي فرض الأمر الواقع بالقوة واستخدام القانون الإسرائيلي العنصري الذي لا ينظر إلا لمصلحة المستوطنين وتنفيذ برنامج حكومة الاحتلال.
على خط مواز كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن ما يسمى «حارس أملاك الغائبين» قدّم خطة لبناء ست مستوطنات وسط مدينة القدس المحتلة، ما سيترتب عليها إخلاء عدد كبير من الفلسطينيين من منازلهم.
ونقلت «وفا» عن «الصحيفة» أنه استناداً على وثائق رسمية، فإن هذه المخططات غير مسبوقة، لكونه للمرة الأولى يعلن عن مبادرة لبناء أحياء ومبانٍ في خمس مناطق في القدس الشرقية، وهي: الشيخ جراح، وباب العامود، وبيت صفافا، وبيت حنينا، وصور باهر، والأخطر هو إقامة حي استيطاني كامل يمتد من الشيخ جراح حتى باب العامود.
إلى ذلك شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الإثنين، حملة اعتقالات واسعة في أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، طالت 22 مواطناً.
وأوضحت «وفا» أن قوات الاحتلال اعتقلت سبعة مواطنين في رام الله، ومواطناً من مدينة البيرة، ومن القدس اعتقلت قوات الاحتلال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد والتهجير الناشط ناصر الهدمي، والأسير المحرر رامي الفاخوري، وزوجته إيمان أبو صبيح، بعد الاعتداء عليهما بالضرب، واعتقلت أربعة من البلدة القديمة، بينهم الأسير المحرر جهاد قوس.
ومن الخليل اعتقلت قوات الاحتلال سبعة مواطنين، ومواطناً من قلقيلية.
في غضون ذلك أصيب عدد من المواطنين، أمس الإثنين، بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل مخيم العروب شمال الخليل.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز والصوت صوب الشبان وأهالي المخيم، ما تسبب بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز السام عولجت ميدانياً.
على خط مواز أفادت «وفا» بأن عشرات المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي اقتحموا، أمس الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.
واحتجاجاً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، عم أمس الإثنين إضراب شامل مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وذكرت وكالة «وفا» أن الإضراب الذي دعت له حركة فتح والقوى الوطنية الفلسطينية يشمل جميع مناحي الحياة الاقتصادية والخدمية والتعليمية رفضاً لجرائم الاحتلال التي كان أحدثها اقتحام قوات الاحتلال منطقة رأس العين في المدينة وسط إطلاق الرصاص ما أدى إلى استشهاد شاب وإصابة اثنين آخرين بجروح كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً في المنطقة.
وفي السياق شيعت جماهير محافظة نابلس، أمس الإثنين، جثمان الشهيد جميل محمد كيّال 31 عاماً، في مراسم عسكرية مهيبة.
وأوضحت «وفا» أن موكب التشييع انطلق من أمام مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، بمشاركة المحافظ وممثلين عن الفعاليات الوطنية والرسمية، وصولاً إلى ميدان الشهداء.
وأدانت الخارجية الفلسطينية جريمة إعدام الشهيد الكيال وإصابة عدد آخر من المواطنين بالرصاص الحي وصفت جراحهم بالمتوسطة.
ونقلت «وفا» عن الوزارة، قولها في بيان، أمس الإثنين: هذه الجريمة «حلقة في مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال، كما تعكس هذه الجرائم الثقافة الاحتلالية العنصرية التي تسيطر على مراكز صنع القرار لدى الاحتلال».