نوقش في قسم وقاية النبات بكلية الهندسة الزراعية في جامعة البعث منذ أيام بحث علمي يعتبر الأول من نوعه على مستوى القطر في رسالة للدكتورة المهندسة سيلا سمير زيادة تحت عنوان «مرض النوزيما ومسبباته في خلايا نحل العسل في سورية وتقييم أساليب الوقاية والمكافحة»، كأول أطروحة لسيدة في سورية في مجال تربية النحل.
وأكدت الباحثة زيادة في تصريح لـ«الوطن» أن مرض النوزيما يعتبر أحد أهم الأمراض التي تؤثر في النحل وإنتاجه من العسل وغيره من المنتجات التي ترفد الاقتصاد الوطني، لافتةً إلى أن هذا المرض يتسبب بموت عدد كبير من خلايا النحل، ولعدم معرفة النحالين له كان ذلك يؤدي إلى نفوق الخلايا، ولأنه لا يوجد اختصاصيون بهذا المجال.
وأشارت زيادة إلى صعوبة مكافحته وقلة توفر المضادات الحيوية لمعالجته، وبينت أنه ونتيجة ذلك تضمنت الأطروحة دراسة تتقصى عن أماكن انتشار المرض في سورية وعلاقته مع العوامل الجوية من حرارة ورطوبة، وتم تحديد العلامات الظاهرية للإصابة في المنحل التي تمثلت بنحل زاحف أمام الخلايا ووجود شرائط صفراء على واجهة الخلايا التي هي نتيجة الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
وأوضحت أنه تمت الدراسة في أربع محافظات سورية في المنطقة الساحلية والداخلية وخلال الدراسة تغيرت المناطق المدروسة عدة مرات حتى اعتُمدت المنطقة الساحلية والداخلية في النهاية بسبب ما مرت به سورية من ظروف أدت لتدمير المناحل في المناطق المدروسة بالبداية، إضافة إلى اختبار كفاية مركبات عضوية نباتية جديدة (زيوت عطرية وخل التفاح) وهي مركبات عضوية صديقة للبيئة وغير مؤثرة في صحة النحل ولا على منتجاته.
وأشارت إلى أن البحث أوجد علاجاً لهذا المرض وتم استخلاص هذه الزيوت بأياد وخبرات سورية ليصار إلى تطبيقها بشكل آمن ضمن الخلايا، لأن المعالجة تعتمد على المضاد الحيوي الوحيد المنصوح به والمستخدم عالمياً وهو الفوماجللين فقط قبل اكتشاف فعالية هذه الزيوت العطرية التي تم اختبار فعاليتها واختيار الأكثر فعالية والأقل تركيزاً منها، وتم ذلك من خلال خمسة أبحاث تم تطبيقها مخبرياً وحقلياً.
وأكدت أنه تم تطبيق علاج فعّال لهذا المرض والوقاية منه من مركبات عضوية نباتية متوافرة في السوق المحلية بأسعار رخيصة مناسبة لدخل النحالين وبمتناول أيديهم، لافتة إلى أن هذا البحث سيساهم في زيادة إنتاج الملكة بوضع البيوض وبالتالي زيادة عاملات النحل، الأمر الذي سيسهم في زيادة إنتاج الخلية الواحدة من العسل ومنه إلى زيادة إنتاج العسل على مستوى القطر.