وصفت بيان قمة «التعاون الخليجي» الختامي بـغير البنّاء … إيران: توصلنا لاتفاق جيّد مع «الذرية» وأطراف التفاوض قبلت أن تكون مقترحاتنا على الطاولة
| وكالات
أعلنت إيران أمس الأربعاء، عن توصّلها إلى اتفاق جيّد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، نافية أن تكون قدّمت مطالب خارج الاتفاق النووي في مفاوضات فيينا، واعتبرت أن بيان قمة مجلس التعاون الخليجي الختامي الأخير، دليل على استمرار الموقف غير البناء وغير الصحيح لبعض الدول الأعضاء في المجلس تجاهها.
ونقلت وكالة «فارس» أمس الأربعاء عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله خلال ملتقى سفراء ورؤساء ممثليات إيران في الدول الجارة المنعقد في طهران: «لقد توصلنا أول من أمس إلى اتفاق جيد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنه تبديد بعض الهواجس المزعومة حول البرنامج النووي السلمي الإيراني وأن يتبعه استمرار المزيد من التعاون المتبادل مع الوكالة».
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الاتفاق تضمّن السماح للوكالة الدولية بتغيير كاميرات المراقبة في منشأة «تسا» النووية في كرج، بعد استكمال الجزء الرئيس من التحقيقات القضائية – الأمنية على الكاميرات المتضررة، وكذلك بعد إدانة الوكالة الدولية العمل التخريبي في منشأة «تسا» والموافقة على الفحص التقني للكاميرات من قبل خبراء إيرانيين قبل وضعها.
وأضاف عبد اللهيان: إن الإيرانيين متفائلون بشأن إحراز تقدم في الجولة الحالية من محادثات فيينا، إذا تصرف الطرف الآخر بواقعية، نافياً المزاعم القائلة بوجود مطالب خارج الاتفاق النووي ضمن المقترحات الإيرانية، ومشيراً إلى أن المسودة التي قدّمتها إيران في فيينا «مبنية على أساس الاتفاق النووي».
وأوضح أن المفاوضات تجري الآن حول مسودتين، الأولى منها نتيجة الجولات الست السابقة، مضيفاً: إن الأطراف الأخرى قبلت أن تكون المقترحات الإيرانية الجديدة على طاولة الحوار للوصول إلى نص شامل للاتفاق.
وأعرب عبد اللهيان عن تفاؤله بأن يعمل الطرف الآخر بشكلٍ واقعي لنتمكّن من تحقيق تطور في المحادثات.
من جانبه أكد سفير ومندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي أنه لا يمكن لمفاوضات فيينا أن تنجح إلا من خلال الإرادة السياسية الحقيقية والمفاوضات المبنية على حسن النية، وأكد ضرورة العمل معاً للتوصل إلى اتفاق مقبول وجيد في أقرب وقت ممكن.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن تخت روانجي قوله في حديث للصحفيين أمس: «إن فريقنا في مفاوضات فيينا جاد ومستعد للتفاعل بشكل هادف وبناء مع الأطراف الأخرى ويأمل بأن يتبع الأعضاء الآخرون في الاتفاق النووي النهج نفسه (…) لأن إلقاء اللوم على الآخرين أو التظاهر بأن صبر الأطراف الأخرى قد نفد ليس بناء».
واستؤنفت الجولة السابعة من المفاوضات في الـ9 من كانون الأول الجاري، وتتركز على مسألة رفع العقوبات عنها، بحيث تؤكّد إيران أنها لن تقبل اتفاقاً جديداً، ولن تتعهّد أي التزام، أكثر ممّا ورد في الاتفاق النووي في صيغته الأصلية.
من جانب آخر رأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أن عدداً قليلاً من الدول الأعضاء ما زالت تبدي مواقفها غير البناءة باسم مجلس التعاون الخليجي، داعياً هذه الدول إلى إعادة النظر في رؤيتها ومقارباتها تجاه القضايا الإقليمية واستبدال مسار الاتهامات المكررة بأسلوب التعاون.
وحسب ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» أشار خطيب زادة إلى استمرار الحرب على اليمن وتكثيف عسكرة المنطقة، معرباً عن قلق إيران من التأثيرات المخربة للوجود الإسرائيلي في الخليج على استقرار المنطقة، وأكد أن إيران لا تتسامح بأي تدخل في برنامجها النووي السلمي، أو برنامجها الدفاعي الصاروخي، أو الأمور المتعلقة بسياساتها العسكرية والدفاعية الرادعة.
وأضاف: «تدين الجمهورية الإسلامية الإيرانية أي ادعاء بشأن الجزر الثلاث وتعتبره تدخلاً في شؤونها الداخلية ووحدة أراضيها، وإن تكرار هذه المواقف والتدخلات بأي شكل من الأشكال مرفوض تماماً ولن يكون له أي تأثير على الحقائق القانونية والتاريخية القائمة»، مشيراً إلى أن «الحكومة الإيرانية الجديدة، وبناء على رؤيتها الإستراتيجية وسياساتها المبدئية المبنية على حل مشاكل المنطقة على أساس التعامل والتعاون مع دول الجوار، ترحب بالمبادرات الإيجابية لتطوير العلاقات على أساس المبادئ والقواعد الدولية».
وكان مجلس التعاون الخليجي قد أعلن أول من أمس الثلاثاء في قمته الـ42 المنعقدة في الرياض أنه يتطلع لأن يكون للإدارة الإيرانية الجديدة دور إيجابي في تخفيف حدة التوتر وبناء الثقة معه.
في حين أعرب المجلس عن رفضه لما يزعم أنه «استمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث» طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.