500 طبيب النسبة الأكبر منهم على وجه التقاعد والحاجة إلى 1500 لسد جزء من النقص … رئيسة رابطة التخدير تدق ناقوس الخطر: إذا لم يعد هناك أطباء تخدير فلا يمكن إجراء عمليات جراحية
| محمد منار حميجو
دقت رئيس رابطة التخدير وتدبير الألم في نقابة الأطباء زبيدة شموط ناقوس الخطر حول النقص الحاصل في أطباء التخدير في البلاد وأن هناك استنزافاً في أعدادهم بشكل كبير حتى إن هناك مشفيين حكوميين وهما مشفى الزهراوي وكذلك التوليد الجامعي في دمشق ليس فيهما أطباء تخدير وأنه يتم تخديمهما عبر مناوبات من مشفيي المواساة والأسد الجامعي.
وفي تصريح لـ«الوطن» أوضحت شموط أنه حالياً في سورية 500 طبيب تخدير أغلبهم يعملون في مشافٍ عامة وخاصة على حين البلاد بحاجة على أقل ما يمكن إلى 1500 طبيب لتغطية جزء من النقص، مؤكدة أنه لا بد من إيجاد حلول جذرية لتحسين وضع أطباء التخدير في سورية.
وكشفت شموط عن بعض الحلول المقترحة منها تم اقتراح زيادة تعويض الاختصاص لأطباء التخدير إلى 300 بالمئة، منوهة بأن ذلك يدرس حالياً في اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء كذلك فصل وحدات التخدير عن الوحدات الجراحية.
وأشارت إلى أنه يجب أن يتم تحسين وضعهم في المشافي الخاصة لأن هناك مشافي هي عبارة عن حيتان تمتص دم طبيب التخدير الذي يعيش تحت رحمتها، وبالتالي فإن هناك أطباء يغادرون البلاد وهذا ما ينذر بخطر كبير.
ولفتت شموط إلى أن النسبة الكبرى من أطباء التخدير هم بين 55 إلى 65 عاماً وهم في مرحلة التقاعد على حين يوجد فقط ثلاثة أطباء هم تحت الـ30 عاماً إضافة إلى أنه لا يوجد مقيمون منهم سوى أربعة أطباء وكل من سيتخرج حالياً من المتوقع أن يغادر البلاد وبالتالي نحن في تدهور مستمر.
وبينت أن طبيب التخدير هو أساس كل عمل جراحي ولا يمكن الاستغناء عنه فهو البداية والنهاية لكل عمل جراحي وبالتالي لولاه لا يمكن إجراء أي عملية بمعنى أنه في حال لم يعد يوجد أطباء تخدير في سورية فإنه لا يمكن إجراء أي عمل جراحي فيها لأن كل الجراحات مربوطة بالتخدير.
واعتبرت أن هناك انخفاضاً في الوفيات نتيجة الأعمال الجراحية بسبب جودة عمل أطباء التخدير وهذا يدل على أهميتهم بشكل كبير باعتبار أن طبيب التخدير مسؤول عن كل الجسم، مشيرة إلى أنه من الممكن أن تنخفض جودة العمل نتيجة الضغط الذي من الممكن أن يحصل بسبب استمرار انخفاض عدد أطباء التخدير في سورية، معتبرة أن الحلول الجزئية تعطي نتائج سيئة لأنها تسبب نوعاً من الإحباط، ومن ثم لابد من حلول جذرية لأن ذلك يدفع الخريجين لدخول الاختصاص وهم مرتاحون.
وبينت شموط أنه وضع بروتوكول خاص بأطباء التخدير في حال تم تطبيقه فإنه من المتوقع أن يحصل الطبيب على حقه، موضحة أن الهدف منه حماية طبيب التخدير والمريض في الوقت ذاته عندما يكون هناك شكاوى حتى إنه يلعب دوراً في تصنيف المشفى.
وأكدت أن نسبة الأخطاء عند أطباء التخدير قليلة جداً وهذا يعود إلى تميز طبيب التخدير في سورية حتى إن الطبيب السوري مرغوب في العديد من الدول العربية والأوروبية.
ولفتت إلى أن عدد طبيبات التخدير في سورية أكثر من الأطباء باعتبار أن أغلب الأطباء الشبان غادروا البلاد.