28 فناناً يلتقون في «البيت الأزرق» … سامر عيد لـ«الوطن»: لاحتضان هواة الثقافة ومحترفيها
| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني
في مكان تغوص تفاصيله بالفن والتشكيل هو هكذا يعتبر لوحة فنية وكتلة نحتية وصورة مخبأة من التاريخ، في حي ساروجة العريق بدأ الفن التشكيلي يصوغ حكايته على جدران بيت عربي أنيق يعتبر بحد ذاته شاهداً على فترات الثقافة والفن والجمال..
هكذا يضيء غاليري البيت الأزرق عتم الحارات بجمال الفن فغصّ بالحاضرين ومتذوقي الفن رغم الجو البارد جاءت الناس لتحتفل بالفن والرسم والتشكيل.
حيث ضم المعرض تجارب تشكيلية لـ 28 فناناً وفنانة انتموا لأجيال مختلفة في معرض جماعي بغاليري «البيت الأزرق» ضمن فعاليات احتفالية أيام الفن التشكيلي التي تقيمها مديرية الفنون الجميلة في وزارة الثقافة.
وتنوعت بين لوحات ومنحوتات بأساليب وتقنيات وأحجام ومواضيع متنوعة ما شكل حالة تناغم فنية بين المعروضات لأسماء فنية معروفة في الحركة التشكيلية السورية.
نشر المحبة والجمال
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بين رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين محمد عرفان أبو الشامات أنه: «في الآونة الأخيرة حصل نشاط مذهل للفن التشكيلي ويتمثل ذلك بافتتاح صالات خاصة ومعارض مكثفة في صالات الوزارة على صعيد دمشق والمحافظات كافة، رغم الظروف فإن الفنانين السوريين يبدعون، نرجو منهم الاستمرارية في هذا النهج والتطور والرقي لرفع مستوى الفن التشكيلي، كما أثنى على دور وزارة الثقافة التي تقدم الدعم للفنانين التشكيليين وللفنانين عموماً».
ومن جهتها قالت عفاف السالم صاحبة الغاليري: إن «افتتاح الغاليري جاء ضمن احتفالية أيام الفن التشكيلي ليكون هذا المكان داعماً للفن السوري وهو مشروع ثقافي فني قديم تأخر إطلاقه بسبب الحرب وما تلاها من إجراءات اقتصادية صعبة على البلاد إلا أننا في سورية لا نيئس وندرك أهمية المشاريع الثقافية بدعم الفن لأنه أجمل ما في الحياة ومن خلاله يمكن نشر المحبة والجمال».
بدوره سامر عيد مدير الغاليري كشف أن اختيار بيت تراثي في حي ساروجه الدمشقي العريق لاستضافة الغاليري يتيح المجال لإقامة الكثير من الفعاليات ولأنواع مختلفة من الفنون حيث يتميز بمساحة واسعة وقاعات متعددة ويمكن الاستفادة منه ليكون مركزاً ثقافياً يحتضن هواة ومحترفي الفنون والثقافة، وهو مشروع قديم تم تأجيله بسبب الظروف، لكنه يحمل رسالة لدعم الفن السوري والفنانين، واخترنا مجموعة متنوعة من الأعمال لـ 28 فناناً من النحت والرسم والتصوير، ونشاطات الغاليري لن تتوقف عند عرض اللوحات، بل سيكون هناك نشاطات ثقافية وسيكون هناك حيز كبير للشباب».
مبادرة جريئة
بينما يشارك الفنان نبيل السمان في لوحة، وعن رأيه مرحباً بافتتاح المعرض قال: «مشروع الغاليري يتطلب شجاعة من الناس، ومهما افتتحت صالات فنحن بحاجة، لأننا مررنا بظروف قاهرة جداً وهناك بعض الصالات توقفت عن العرض، الآن يبدو أننا نستعيد الألق والثقافة تستعيد قوتها رغم كل المنغصات، هناك من المنجز وفنانون بقوا مصرين على أنهم شهود على هذا الزمن بحلوه وبمره، ونلاحظ أن الثقافة والشعر والقصة والرواية لم تتوقف، لأنها شهود أمينة على ما جرى».
وعن العمل المشارك به بين السمان أنه: «جزء من تجربتي التي أعمل من خلالها على عدة أزمنة من اللون والدراما اللونية، ضمن موضوع إنساني أطرح من خلاله فكرة أو قصة حب صغيرة كما في هذا العمل الذي يحتوي على اختزال وتكثيف شديد باللون وبالتأثير والتعبير».
بينما قال غسان غانم إن: «الفن التشكيلي لا يزال يجد لنفسه متنفسا رغم الظروف القاسية التي يمر بها البلد، ورغم كل ذلك وزارة الثقافة واتحاد الفنانين التشكيليين يعملان على افتتاح صالات جديدة ومعارض جديدة سنوياً، حيث تم في أقل من عام حتى الآن إقامة ما يقارب 85 معرضاً على مستوى سورية وجميل أن نكون بهذا التقدم».
ومن جهته يقول النحات غازي عانا إنها: «مبادرة جريئة ومغامرة خاسرة بكل الحسابات ولكنها ممتعة في الوقت نفسه، وفي هذا المكان الجميل لم يتردد الحضور رغم برودة الجو من التهافت للصالة، ويتميز المعرض بأنه متنوع من حيث الصياغات وأسماء الفنانين حتى بالشرائح العمرية وبالمستويات يوجد أكثر من مستوى وهذا شيء يغني المعرض».
أثر مهم
ويعتبر بشير بشير أن: «الفنان يحب الظهور بطبعه لذلك هو بحاجة إلى صالات سواء كانت عامة أم خاصة، إلا أن الخاصة تعطي الفنان القوة والدعم المعنوي والحضور، وتعتبر هذه الصالة من الصالات المهمة من حيث البيئة الشرقية والتراث وطريقة العرض وعدد الفنانين المشاركين ذوي الخبرة بالحركة التشكيلية، واعتقد أنها في المرحلة القادمة سيكون لها أثر مهم».
ويوضح موفق مخول أن: «ليس كل الفنانين تأثروا بالأزمة، هناك بعض الفنانين أبدعوا واستفادوا من الحزن والحرب، في حين أنا تأثرت بالحرب وبالحالة التي نعيشها، لكن التأثير والتغيرات التي حدثت داخلنا لا نستطيع أن نترجمها، لأنها عاشت بداخلنا، لكنها مع الوقت تنمو حتى يتمكن الإنسان بالتحدث، وأرى أن الإنسان بحاجة حزن لأن الحزن هو الذي يصنع الإبداع وأحياناً الحرب تصنع الإبداع حتى لو كانت مؤلمة، لذلك أقول: هناك فنانون استفادوا من الحرب والحزن وفنانون آخرون عاديون؛ وأغلبية الفنانين في سورية أبدعوا نتيجة الحرب ولم يبقوا صامتين بل عملوا رغم كل الظروف الصعبة وطوروا اللوحة التشكيلية، كما أن الصالات الخاصة هي إنجاز كبير للفن التشكيلي إلا أن الفن التشكيلي من المفترض أن يكون له دعم آخر أكبر ودعم حكومي ومؤسسات تقف جانب الفنان».