الجيش يردع إرهابيي «خفض التصعيد» والحربي يوسع دائرة استهدافه فيها
| حلب - خالد زنكلو - حماة - محمد أحمد خبازي - دمشق- الوطن - وكالات
رد الجيش العربي السوري على خروقات الإرهابيين في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب وردعهم عن ارتكاب المزيد من الاعتداءات على نقاطه، في وقت وسع فيه الطيران الحربي الروسي وبشكل متواتر من دائرة استهدافه لمواقع الإرهابيين المدعومين من النظام التركي، في رسالة واضحة عن انزعاج موسكو من تأخر ومماطلة نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بتنفيذ الاتفاقيات الثنائية الخاصة بالمنطقة بينهما.
وصرح مصدر ميداني بريف إدلب الجنوبي لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العربي السوري أسكتت أمس مصادر النيران التي استهدفت نقاط ارتكازها انطلاقاً من بلدات بينين وسفوهن وفليفل بجبل الزاوية جنوب طريق عام حلب – اللاذقية المعروفة بـ«M4»، وحققت إصابات مباشرة في صفوف مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وتضم ما تدعى «الجبهة الوطنية للتحرير» الممولة من نظام أردوغان.
وأكد، أن الجيش قتل وجرح عدداً من الإرهابيين في محيط بلدة معربليت جنوب شرق مدينة أريحا، حيث أهم مواقع «النصرة» وخط إسنادها الخلفي، في استهداف نقاط انتشار وحدات الجيش بريف إدلب الشرقي، وهو الاستهداف الثالث للجيش خلال الشهر الجاري.
وواظب سلاح الجو الروسي أمس، ولليوم الثالث على التوالي، على استهداف أهم معاقل «النصرة» الفرع السوري لتنظيم «القاعدة» وإرهابيي نظام أردوغان في ريف إدلب الشمالي، بعد أن تقطعت وتيرة الغارات الجوية الروسية في الآونة الأخيرة إثر لقاء الرئيسين الروسي والتركي في ٢٩ آب بمنتجع سوتشي الروسي، والذي وعد فيه الأخير بتنفيذ بنود «اتفاق موسكو» العائد لمطلع آذار ٢٠٢٠ والذي ينص على إعادة فتح طريق «M4» أمام حركة المرور والترانزيت بالإضافة إلى طرد التنظيمات الإرهابية من «خفض التصعيد»، بموجب «اتفاق سوتشي» الموقع بين الجانبين منتصف ٢٠١٨، لكن من دون تقيد أردوغان بالتزاماته.
وأفادت مصادر أهلية في مدينة معرتمصرين شمال مدينة إدلب لـ«الوطن»، بأن المقاتلات الروسية شنت أمس ٤ غارات على مواقع تابعة لـ«النصرة» و«الوطنية للتحرير» غرب المدينة و٦ غارات في محيط بلدة الشيخ بحر إلى الشمال منها، حيث نفذت أكثر من ٢٠ غارة جوية في المنطقة ذاتها، التي تعد أهم معاقل الإرهابيين، خلال العام الجاري. ويأتي ذلك بعد ٣ أيام من استهداف محيط معرتمصرين بـ٦ غارات دمرت مواقع لإرهابيي أردوغان بالكامل.
أما في ريف حلب الشمالي الشرقي، فقد جدد ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال غرب البلاد، اعتداءاته على نقاط تمركز مقاتلي «مجلس منبج العسكري» التابع لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الموالية لواشنطن، ودارت اشتباكات خلال اليومين الماضيين بالأسلحة المتوسطة والثقيلة في محور بلدة عرب حسن، وفق ما أفادت مصادر محلية في منبج الواقعة تحت سيطرة «قسد» لـ«الوطن».
بموازاة ذلك، نفذ أهالي قرية الزيارة بريف حلب الشمالي وقفة احتجاجية ضد جرائم الاحتلال التركي ومرتزقته من الإرهابيين بحق المواطنين السوريين، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
أما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، استأنفت عملياتها البرية بتمشيط باديتي دير الزور والرقة من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، في حين نفذ الطيران الحربي السوري والروسي عدة طلعات لمسح عمق البادية، بحثاً عن تحركات للدواعش، أو مخابئ لهم لاستهدافها بغارات مكثفة.