موسكو واصلت نقل قوات حفظ السلام واتهمت قوى خارجية بإثارة الفوضى … توكاييف يبلغ بوتين أن الوضع في كازاخستان آخذ في الاستقرار
| وكالات
أبلغ الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف في اتصال هاتفي أمس السبت نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأن الوضع في بلاده آخذ في الاستقرار بعد أن شهدت مناطق عدة مواجهات بين القوى الأمنية ومثيري أعمال الشغب، في حين اتهمت موسكو قوى خارجية تريد تقويض أمن وسلامة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى بإثارة الشغب فيها.
ونقلت «روسيا اليوم» بياناً صدر عن الكرملين جاء فيه أن بوتين أجرى مكالمة هاتفية طويلة مع نظيره الكازاخستاني، أبلغ الأخير خلالها بوتين بالتطورات الأخيرة في بلاده.
وشكر توكاييف بوتين أيضاً على الدعم الذي قدمته روسيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، داعياً إلى إجراء قمة مجلس الأمن الجماعي التابع للمنظمة عبر الفيديو في القريب العاجل.
وأفاد الكرملين بدوره بأن بوتين أيد فكرة عقد القمة لبحث الإجراءات بهدف استقرار الوضع في كازاخستان.
في سياق متصل ناقش بوتين خلال محادثات هاتفية أمس مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان الوضع الحالي في كازاخستان.
وتم خلال المحادثات الإعراب عن التأييد للاقتراح الذي قدمه الرئيس الكازاخستاني توكاييف بعقد اجتماع لمجلس الأمن لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي عبر الفيديو في القريب العاجل حيث قال باشينيان إن الجانب الأرميني بصفته رئيس المنظمة سيقوم بتنظيم هذا الاجتماع. كما تمت الإشارة إلى أن الوضع في كازاخستان يميل نحو الهدوء والعودة للوضع الطبيعي.
وفي وقت سابق حسب موقع «الميادين» ذكر المكتب الصحفي للرئيس الكازاخستاني أمس أن تنفيذ قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي مهامها الأمنية في العاصمة نور سلطان، جعل من الممكن إعادة نشر القوات الأمنية الكازاخستانية في ألماآتا للمشاركة في مكافحة العمليات الإرهابية هناك.
على خط مواز قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنطونوف أمس إن بلاده تعتقد أن الاضطرابات المدنية في كازاخستان أثارتها قوى خارجية تريد تقويض أمن وسلامة الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.
وأشار السفير الروسي في تصريحات إلى مجلة «نيوزويك» الأميركية إلى أن روسيا تنظر إلى التطورات العنيفة المدعومة خارجياً في الدولة الصديقة على أنها تهدف إلى «زعزعة أمنها وسلامتها»، مؤكداً أن بلاده ستدعم الجهود لاستعادة الحياة الطبيعية في كازاخستان.
في السياق اعتبر الرئيس الكازاخستاني أن بلاده تعرضت لـ«عدوان مسلح» نفذه «إرهابيون مدربون في الخارج»، مشيراً إلى أنه تم رصد 20 ألفاً منهم في ألماآتا وحدها.
وقال توكاييف في سلسلة تغريدات نشرها مساء أول من أمس الجمعة عبر «تويتر»: إن موجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ الثاني من الشهر الجاري أدت إلى تصعيد لاحق للعنف في كل أنحاء البلاد وأشعلت أعمال شغب جماعية وهجمات على المباني الحكومية والمنشآت الإدارية والقواعد العسكرية والاستيلاء على مطار ألماآتا وطائرات محلية وأجنبية.
وأضاف: إن تحليل الوضع أظهر أن كازاخستان واجهت عملية عدوان مسلح تم تدبيره وتنسيقه جيداً من المنفذين والعصابات الإرهابية الذين تلقوا تدريبات خارج البلاد، مشيراً إلى أن أفراد العصابات والإرهابيين مدربون ومنظمون جيداً وتجري قيادتهم من مركز خاص بعضهم تحدثوا بلغات غير كازاخية.
وصرح توكاييف بأن المسلحين ضربوا وقتلوا رجال الشرطة والجنود الشباب، وأضرموا النار في المباني الإدارية، ونهبوا المنازل الخاصة والمتاجر، وقتلوا المواطنين المدنيين، واغتصبوا الشابات، قائلاً: من وجهة نظري الأساسية لا مفاوضات مع الإرهابيين، يجب أن نقتلهم.
من جهته، أعلن جهاز الأمن القومي في كازاخستان، في بيان، أمس، أن رئيسه السابق كريم ماسيموف اعتقل بتهمة الخيانة، بعد إقالته في أعقاب أعمال الشغب في البلاد.
وقال البيان إنه في الـ6 من كانون الثاني من العام الحالي فتحت لجنة الأمن القومي تحقيقاً أولياً بتهمة الخيانة العظمى، مضيفاً: في اليوم نفسه أوقف المدير السابق للجنة الأمن الوطنية ك. ك. ماسيموف وأودع مركزاً للاعتقال المؤقت مع أشخاص آخرين.
وأقيل ماسيموف من منصبه كرئيس لمصرف «كي أن بي» بعد أعمال شغب نجمت عن زيادة في أسعار الغاز.
وبدأت أعمال الشغب في كازاخستان الأحد الماضي بعد زيادة أسعار الغاز، ثم امتدت إلى مدن أخرى، وخصوصاً إلى ألما آتا، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث تحولت التظاهرات إلى أعمال شغب أدت إلى سقوط قتلى.
ويسود الهدوء حالياً المناطق الكازاخستانية التي شهدت مواجهات بين القوى الأمنية ومثيري أعمال الشغب، الذين انضم إليهم آلاف الإرهابيين المسلّحين المحليين والأجانب، وفق ما أعلن الرئيس الكازاخستاني.
وأعلن رئيس البلاد يوم الـ10 من كانون الثاني يوم حداد وطني في البلاد على أرواح الضحايا الذين سقطوا خلال الأحداث التي أدت إلى سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، بينهم 18 عنصراً من القوات الأمنية.
إلى ذلك تواصل طائرات الشحن العسكرية الروسية نقل وحدات من قوات حفظ السلام، التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، من مطارات مقاطعات موسكو وإيفانوفو وأوليانوفسك، إلى كازاخستان.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن الطائرات العسكرية تنقل وحدات من المظليين من قوات حفظ السلام إلى مطاري «ألما-آتا» و«جيتيغين» بجمهورية كازاخستان.
وباشرت وحدات من قوات حفظ السلام الروسية التي وصلت في وقت سابق إلى أراضي كازاخستان تنفيذ المهام الموكلة إليها.
وتعمل أكثر من 70 طائرة نقل عسكري روسية من طراز «Il-76» و«An-124» على مدار الساعة على نقل وحدات من قوات حفظ السلام الروسية ومعداتها العسكرية إلى كازاخستان.
وتأتي هذه الإجراءات وفقا لقرار مجلس الأمن لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، الذي تم تبنيه في الـ 6 من الشهر الحالي، والذي يقضي بإرسال قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي إلى جمهورية كازاخستان لفترة محدودة، بهدف المساعدة في عودة الاستقرار، بعد اندلاع أعمال شغب ونهب في هذا البلد.
وتضم وحدات حفظ السلام قوات من روسيا، وبيلاروس، وأرمينيا، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وستكون المهام الرئيسية لها حماية المنشآت الحكومية والعسكرية المهمة هناك، ومساعدة قوات الأمن الكازاخستانية في إعادة الاستقرار والهدوء.