نقص الخدمات وعدم القدرة على الترميم يعوقان عودة الأهالي إلى أحياء حمص القديمة … رئيس مجلس المدينة لـ«الوطن»: 9710 أسر عادت و1450 منزلاً رممت عن طريق المنظمات والجمعيات
| حمص- نبال إبراهيم
تحدث عدد من الأهالي العائدين إلى منازلهم في عدد من أحياء حمص منها باب هود وباب تدمر وباب السباع لـ«الوطن» عن معاناتهم من نقص وتدني الخدمات الأساسية في أحيائهم التي عادوا إليها بعد أن هجرتهم العصابات الإرهابية منها منذ أعوام مضت، لافتين إلى أن الكثير من الأهالي الذين لم يعودوا إلى منازلهم حتى الآن في أحياء حمص القديمة يرغبون في العودة إليها لكن نقص الخدمات وتدنيها وعدم مقدرتهم المادية على إعادة تأهيل منازلهم وترميمها من جديد يعوق عودتهم بشكل عام.
من جهته بين رئيس مجلس مدينة حمص عبد اللـه البواب «للوطن» أن مجلس المدينة قام بترحيل الأنقاض وإزالة السواتر الترابية التي خلفها الإرهابيون بواسطة عقود وآليات مجلس المدينة، وتم فتح كل الشوارع التي تربط الأحياء مع بعضها ومع باقي أحياء المدينة مما حفز الأهالي على العودة إلى منازلهم والبدء بترميمها بمساعدة مالية من صندوق التعويض عن الأضرار الذي أحدثته الحكومة.
وبين أنه تم متابعة العمل لإعادة هذه الأحياء إلى ما كانت عليه وتم ترميم الطرقات والشوارع وتم تعبيد معظمها بالمجبول الزفتي والاهتمام وإعادة تركيب أعمدة إنارة الشوارع وتركيب الأجهزة اللازمة واستخدام الطاقة البديلة في بعضها، كما تم العمل على تأهيل الشوايات المطرية بعد أن أعادت مؤسسة الصرف الصحي تأهيل الشبكة وصيانتها واستبدال المخرب منها وإعادة إغلاق فوهات الريكارات.
وأوضح البواب أن مجلس المدينة أعاد تأهيل المسطحات الخضراء والحدائق ونفذت شركة الكهرباء كل الأعمال اللازمة لإيصال هذا المرفق إلى منازلهم من تركيب الأعمدة ومد شبكة كهربائية جديدة بعد سرقة الشبكة القديمة، وزودت هذه الأحياء بالمحولات الكهربائية ومنحت تسهيلات كبيرة للمواطنين لتركيب عدادات جديدة وإيصال الكهرباء إلى منازلهم.
وبالتوازي باشرت مؤسسة المياه عملها بإعادة الشبكة إلى سابق عهدها وإيصال المياه إلى المنازل، كما أعادت شركة اتصالات حمص مد وتركيب شبكة هواتف جديدة وأوصلت هذه الخدمة إلى كل المنازل بتسهيل في الإجراءات الإدارية والمالية.
وأشار إلى أن نسبة تنفيذ الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصرف وصحي وهاتف أرضي وغيرها تتراوح بين 25 إلى 100 بالمئة حتى تاريخه.
وبين أن مديرية الأوقاف قامت بإعادة ترميم وتأهيل وصيانة كل الجوامع والكنائس التي ضربها الإرهاب وأعادت بناء مآذنها، وبالتنسيق مع مديرية الآثار تم ترميم العديد من المباني الأثرية وتم إعادة فتحها للزائرين والأهالي.
وأشار البواب إلى أن مجلس المدينة قام بإزالة الأجزاء المتهدمة من العقارات الآيلة للسقوط منعاً لضرر المارة ولأنها تهدد السلامة العامة، وبلغ عدد العقارات المزالة حتى تاريخه أكثر من 90 عقاراً وبناء منها 60 بناء في حي باب هود و6 أبنية في حي باب السباع و16 بناء في حي باب الدريب و4 أبنية في حي باب تدمر و4 أبنية في حي بني السباعي وجمال الدين، مبيناً أن العمل مستمر في إزالة باقي العقارات الآيلة للسقوط وتقدر بنحو 20 عقاراً آخر منها وذلك في عقود قادمة وفق القوانين والأنظمة المرعية النافذة.
ولفت إلى أنه تم ترحيل ما يزيد على 55 ألف متر مكعب من الأنقاض في تلك الأحياء بمعدل 15 ألف متر مكعب من كل من حيي باب هود وباب السباع و10 آلاف متر مكعب من كل من حيي باب السباع وباب تدمر و5 آلاف متر مكعب من حيي بني السباعي وجمال الدين.
وكشف البواب أن إجمالي عدد الأسر التي عادت إلى منازلها في أحياء المدينة القديمة مجتمعة بلغت نحو 9710 أسر منذ إعادة الأمن والاستقرار إليها وحتى تاريخه، منها 1300 أسرة عادت إلى حي باب هود بنسبة تشكل 13 بالمئة من إجمالي عدد الأسر في الحي، و4 آلاف أسرة عادت إلى باب السباع بنسبة تشكل 85 بالمئة و1650 أسرة عادت إلى باب الدريب بنسبة تشكل 65 بالمئة و1200 أسرة عادت إلى باب تدمر بنسبة تشكل 30 بالمئة و1560 أسرة عادت إلى بني السباعي وجمال الدين بنسبة 35 بالمئة.
ولفت إلى أن عدد المنازل التي تمت إعادة ترميمها عن طريق المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية وصل إلى ما يزيد على 1450 منزلاً منها 100 منزل في باب هود و500 منزل في باب الدريب و300 منزل في باب السباع و400 منزل في بني السباعي وجمال الدين و150 منزلاً في باب تدمر، مؤكداً أنه يتم حالياً السعي من مجلس المدينة لإعادة دخول الجمعيات والمنظمات إلى تلك الأحياء لترميم ما تبقى من المنازل التي تحتاج إلى إعادة تأهيل.
وأكد البواب أن عملية عودة الأهالي إلى تلك الأحياء مستمرة حالياً وأن مجلس المدينة يقدم كل التسهيلات والخدمات وفق الإمكانيات المتاحة، ويعمل على منح رخص بناء جديدة للأبنية المهدمة لإعادة إعمارها وبنائها من جديد.