انطلاق التسويات في ريف دمشق مجدداً.. وتمديدها لليوم الرابع في درعا.. وتواصلها بدير الزور والرقة … جمران لـ«الوطن»: تشمل ريف العاصمة ونتوقع إقبالاً كبيراً.. خريطة: التوافد من كل أنحاء درعا
| موفق محمد
انطلقت حملة التسويات، أمس، في محافظة ريف دمشق من بلدة الكسوة باتجاه كامل المحافظة، تزامناً مع تمديدها لليوم الرابع في درعا نظراً للإقبال الكبير عليها، في حين تواصلت في محافظتي دير الزور والرقة.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال محافظ ريف دمشق معتز أبو النصر جمران: بعد مكرمة الرئيس بشار الأسد بإصدار المرسوم التشريعي الذي يقضي بمنح عفو عام عن جرائم الفرار الداخلي والخارجي المرتكبة قبل تاريخ 25-1-2022، وتوجيهاته بهدف إعادة الشباب ممن غرر بهم إلى حضن الوطن، انطلقت حملة التسويات من الكسوة باتجاه كل المحافظة.
وذكر جمران، أن إطلاق حملة التسويات تم خلال مهرجان احتفالي كبير أقيم في الكسوة بمشاركة رسمية وحزبية وأهلية وشعبية حاشدة، إضافة إلى مشاركة من الأصدقاء الروس، موضحاً أنه بدءاً من اليوم ستبدأ التسويات من بلدة زاكية ومن ثم ستنتقل إلى البلدات والقرى الأخرى.
وحول توقعاته لمدى الإقبال على التسويات في ريف دمشق، قال جمران: «من المؤكد أنه سيكون كبيراً»، لافتاً إلى أن الغاية من التسويات إعادة الشباب إلى حضن الوطن.
بدورها، تحدثت وكالة «سانا» عن «إقبال لافت» شهدته بلدة الكسوة مع «انطلاق عملية التسوية التي تسهم بترسيخ الاستقرار الذي تشهده قرى بلدات الغوطة الغربية وإفساح المجال لجميع الراغبين بتسوية أوضاعهم بما يتيح لهم ممارسة دورهم الحقيقي في مجتمعهم وبين رفاقهم العسكريين للدفاع عن الوطن».
ولفتت إلى أن المشاركين من وجهاء المنطقة والمواطنين والراغبين بالتسوية رفعوا العلم الوطني ورددوا هتافات تحيي الجيش العربي السوري وتدعو الجميع إلى طي صفحة الماضي والبدء بحياة جديدة بإرادة وتصميم على بناء ما دمره الإرهاب، معربين عن ارتياحهم لإنجاز هذه التسوية التي من شأنها وضع حد للمشككين بأهميتها وفاعليتها في المجتمع وفق وصفهم.
وأكد عدد من المشاركين، حسب «سانا»، أن إقبال المئات على إجراء عملية التسوية يعبر عن إرادة هؤلاء وتصميمهم على العودة إلى حضن الوطن وممارسة دورهم المأمول في البناء والإعمار والدفاع عن ترابه، مشيرين إلى أن ما شاهدوه على وسائل الإعلام الوطني وما سمعوه من الذين سووا أوضاعهم سابقاً أو حالياً في المحافظات الأخرى كان له دور في توضيح الصورة الحقيقية للتسويات الوطنية التي حاول أعداء الوطن تشويهها لمنع عودة الاستقرار إلى المناطق المحررة وغيرها.
وقالت: إنه «منذ الساعة الأولى لبدء التسوية انضم العشرات من أبناء بلدة زاكية لتسوية أوضاعهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية، والعسكريون منهم إلى صفوف الجيش مع من تخلفوا عن أداء خدمة العلم».
وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أوضح محافظ درعا لؤي خريطة أنه «يوم الخميس بدأنا التسويات في «قصر الحوريات» بمدينة درعا، وكانت مقررة ليوم واحد في الحقيقة، ولكن نتيجة الإقبال الشديد تم تمديدها إلى يوم الجمعة، وخلال يومي الخميس والجمعة كان هناك 610 تسويات».
وأوضح أن توافد الأفراد الراغبين بإجراء التسوية تواصل على قاعة التسويات يوم الجمعة، ولذلك تم أيضاً التمديد ليوم أمس السبت حيث وصل العدد خلال الأيام الثلاثة إلى 1406 تسويات ما بين مدني وعسكري وشرطي، مشيراً إلى أنه جرى أيضاً تمديد التسويات إلى اليوم الأحد وهو اليوم الرابع من التسويات منذ انطلاقها الخميس الماضي.
وأكد محافظ درعا أن هناك ارتياحاً واضحاً من الأهالي بسبب إجراء هذه التسويات، وقال: «التوافد يجري من كل أنحاء المحافظة».
وأضاف: «معظم الشريحة العمرية هي من شريحة الشباب وهم أساس في بناء الوطن وهو النهج الذي أرساه الرئيس بشار الأسد بخصوص أن الوطن بحاجة إلى كل أبنائه لإعماره».
وأوضح خريطة أن هذه التسويات التي تجري ببساطة وبإجراءات سهلة جداً تجعل العناصر الذين أحياناً كانوا يحملون السلاح وأحياناً يكونون بعيدين عن مناطق سيطرة الدولة يندفعون إلى تسوية أوضاعهم، وكذلك يعود الفارون من الجيش كتفاً إلى كتف مع زملائهم في الجيش العربي السوري للدفاع عن الوطن، معتبراً أن «كل هذا يسهم ويعزز مرحلة التعافي التي تعيشها محافظة درعا حالياً».
وعبر عدد من الأهالي في درعا عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي أتاحت فرصة جديدة للمطلوبين لتسوية أوضاعهم والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية في مجتمعهم وبين رفاقهم في صفوف الجيش للمتخلفين والفارين منهم، وفق ما ذكرت «سانا».
وسبق أن جرت عملية التسوية الخاصة بأبناء محافظة درعا في آب الماضي انطلاقاً من حي درعا البلد وشملت تباعاً معظم مناطق الريف واستمرت حتى الخامس والعشرين من تشرين الأول الماضي.
على خط مواز، ذكرت «سانا»، أنه وسط إقبال متزايد بأعداد المنضمين واصلت الجهات المعنية أمس عملية تسوية أوضاع العشرات من المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية في مركزي التسوية بمدينة دير الزور وبلدة السبخة بريف الرقة الشرقي.
وأشارت إلى أنه خلال الأيام القادمة ستتواصل عملية التسوية في دير الزور والسبخة لإتاحة الفرصة أمام المدنيين المطلوبين والعسكريين الفارين والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية للعودة إلى حياتهم الطبيعية.