لقي ثلاثة لاجئين سوريين حتفهم بعد أن حبسوا أنفسهم في دورة مياه لتجنب نيران حريق هائل اندلع في مصنع للنسيج يعملون فيه بتركيا، تزامناً مع اعتقال سلطات النظام التركي سوريين اثنين بتهمة الاتجار بالبشر.
ونقلت مواقع إلكترونية معارضة، أمس، عن مكتب والي إسطنبول قوله في بيان: «إن حريقاً اندلع الجمعة في المصنع الواقع في بحي غونغوران»، لافتاً إلى أن رجال الإطفاء انتهوا من إخماد الحريق قرابة الساعة الرابعة والنصف، ونقلت فرق الإسعاف 6 أشخاص متضررين من الدخان إلى المشفى.
وأشار البيان إلى أن أحد العمال المصابين قال في إفادته لمركز الشرطة: إنه «شاهد بعض العمّال يدخلون دورة مياه داخل المبنى ويغلقون على أنفسهم لحماية أنفسهم من الحريق».
وأضاف، إنه بعد «مطابقة المعلومات تبيّن أن 4 عمال أجانب فقدوا حياتهم بالتسمّم بالدخان بعدما أغلقوا على أنفسهم داخل الحمامات، وقد بدأ التحقيق في هذا الموضوع وتم تقديم شكوى جنائية ضد صاحب المصنع إلى مكتب رئيس النيابة العامة».
من جهتها، ذكرت صفحات إلكترونية معارضة على موقع «فيسبوك»، أن 3 من العمال الذين توفّوا بحريق المصنع في إسطنبول ينحدرون من محافظة دير الزور.
وأشارت إلى أنه عُرف منهم ثلاثة أشخاص هم جاسم نايف محمد الوكاع وعدي وحيد الودويد وماجد محمد السعيدي وهم من مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.
وفي تموز الفائت توفى شاب سوري أثناء عمله في مصنع بلاستيك، بولاية مانيسا غرب تركيا، حيث عُثر عليه ملقى بلا حراك تحت لوحة التغذية الكهربائية، ولم تتمكن الفرق الطبية من إنقاذه بعد نقله إلى مستشفى الولاية.
ويواجه العمال السوريون في تركيا ظروف عمل شاقة يتعرضون خلالها لإصابات مختلفة، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.
بموازاة ذلك، ذكرت صحيفة «مللييت» التركية أن سلطات النظام التركي اعتقلت شخصين سوريين في ولاية «العثمانية» بتهمة الاتجار بالبشر، وذلك حسب ما ذكرت الصفحات الزرقاء المعارضة.
وحسب الصحيفة، فإن المقبوض عليهما، متهمان بإحضار أطفال من سورية إلى تركيا مقابل إجبارهم على العمل في الشوارع بجمع القمامة والخردة في ظروف غير إنسانية.
وأوضحت أن مكتب مكافحة تهريب المهاجرين والبوابات الحدودية، كشف عن إحضار 25 طفلاً سورياً، تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً إلى تركيا من قبل المشتبه فيهما.
وأمر المدعي العام في الولاية بفتح تحقيق مع المشتبه فيهما، وتسليم الأطفال إلى إدارة هجرة النظام التركي.
وتنتشر عمالة الأطفال بشكل ملحوظ بين الأطفال السوريين في تركيا، في وقت يعاني فيه معظم اللاجئين السوريين من أوضاع معيشية صعبة.