في الذكرى الـ40 للإضراب الشامل.. أهلنا في الجولان المحتل يتمسكون بهويتهم السورية … المقت لـ«الوطن»: مشاريع الاحتلال لا تتوقف والمعركة اليوم على الوعي
| سيلفا رزوق
أكد أهلنا في الجولان السوري المحتل، أمس، تمسكهم بهويتهم العربية السورية وتشبثهم بأرضهم ومواصلتهم النضال ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى عودة كل شبر في الجولان إلى الوطن الأم سورية.
وجدد الأهالي في بيان لهم بالذكرى الـ40 للإضراب الشامل وحصلت عليه «الوطن»، التأكيد على أن كل جرائم الاحتلال لن تثنيهم عن مواصلة مسيرة النضال والمقاومة ورفض كل ممارسات العدو الصهيوني متمسكين بالهوية العربية السورية والانتماء الأصيل للوطن سورية.
والإضراب العام الشامل ملحمة بطولية سطرها أهلنا في الجولان بوجه الاحتلال في الرابع عشر من شباط عام 1982 عندما هبوا للتصدي لقرار الاحتلال المشؤوم القاضي بضم الجولان المحتل وفرض القوانين الإسرائيلية على سكانه والصادر في الـ14 من كانون الأول عام 1981.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد الأسير المحرر صدقي المقت، أن أهالي الجولان السوري المحتل وفي ذكرى انتفاضة عام 1982 يؤكدون كل المبادئ التي حملتها هذه الانتفاضة وأولها رفض الاحتلال وقانون الضم الإسرائيلي، ويؤكدون الانتماء الوطني السوري للجولان وأن الجولان عربي سوري ولن يكون إلا عربياً سورياً.
ولفت إلى أننا ونحن نحيي هذه الذكرى العزيزة والغالية والمنغرسة في وجداننا وضمائرنا نواجه مشاريع الاحتلال التي تتكثف في هذه المرحلة، مشيراً إلى مشروع الاحتلال لإقامة ما يسمى «التوربينات الهوائية» العملاقة.
وأضاف: «نحن في الجولان العربي السوري نرى في هذه المراوح مشاريع احتلالية استيطانية تهدف إلى السيطرة على أرضنا وتشريدنا من أرضنا، ورفضنا هذه المراوح في الماضي ونرفضها الآن وسنرفضها في المستقبل، ولن نقبل بإقامتها على أراضينا وسندفع الأثمان الغالية وأرواحنا ودماءنا في سبيل الحفاظ على الأرض العربية السورية في الجولان المحتل».
ولفت المقت إلى أن مشاريع الاحتلال لا تتوقف هنا، فهناك مشاريع عديدة ومنها ما هو ظاهر للعيان ومنها ما هو مخفي، والأخطر من كل تلك المشاريع تلك البرامج التي تستهدف عقول الشباب وعقول الجيل الصاعد، تلك المشاريع العدوانية الاحتلالية الناعمة المخفية والتي تستهدف وعي وذاكرة الأجيال الصاعدة من خلال إحداث محو لهذه الذاكرة العربية السورية والذاكرة النضالية لأهالي الجولان ونضالات الدولة والوطن السوري، والعبث بهذه الذاكرة وزرع مفاهيم تخدم مشاريع الاحتلال التي تهدف إلى خلق جيل يقبل بالاحتلال.
ولفت المقت إلى أن المعركة اليوم هي على الوعي وعلى الأرض أيضاً، ولا يمكن فصل معركة الأرض عن معركة الوعي، مشيراً إلى أن هذه البرامج تظهر على سبيل المثال من خلال إجراء انتخابات المجالس المحلية وفق القوانين الإسرائيلية وهذه عناوين مخادعة براقة جاذبة لمن لا يمتلك الوعي وهي تدعي أنها تريد إقامة ديمقراطية وانتخاب مجالس محلية لخدمة السكان، لكن حقيقة هذه الانتخابات هو تطبيق قانون «الضم الإسرائيلي» وربط أهالي الجولان بالقانون «الإسرائيلي» من خلال تلك المجالس اللاشرعية.
وأشار إلى أن هناك برامج أخرى خداعة مثل الكشافة والعمل التطوعي والخدماتي، مجددا التأكيد على أن العرب السوريين في الجولان المحتل متنبهون لهذه البرامج ويعملون على محاربتها سواء تلك التي تستهدف الأرض أم التي تستهدف الوعي.
بدوره، بين عضو مجلس الشعب، رضا الدمقسي، لـ«الوطن» أن ما نشاهده اليوم هو شبيه بما جرى في عام 1982، حيث هب أهالي الجولان في وجه مشروع «التوربينات الهوائية» العملاقة التي تهدف لمصادرة أراضي الأهالي لإقامتها، موضحاً أن أهلنا في الجولان الذين رفضوا المخطط أعلنوا تمسكهم بالجولان بأرضه ومائه وهوائه وترابه، وهو جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية ووحدها القيادة السورية المتمثلة بالرئيس بشار الأسد صاحبة الولاية الشرعية على هذه الأرض ولنا كل الحق باستعادتها.
وشدد على أن أهلنا في الجولان لديهم ثقة مطلقة بأنه وكما جيشنا العربي السوري انتصر على الجماعات الإرهابية التي دعمها كيان الاحتلال «إن شاء اللـه الرئيس الأسد سيرفع علم الوطن فوق الجولان السوري المحتل».