الزيتون إلى أين..؟
محمود الصالح :
كانت زراعة الزيتون وما زالت من الزراعات الاقتصادية المهمة في سورية وقد احتلت سورية المرتبة الرابعة عالمياً والثانية عربياً في زراعة وإنتاج الزيتون وزيته خلال العقدين الماضيين، وقد جاءت هذه النتائج بسبب اهتمام الدولة بزراعة أشجار الزيتون من خلال تشجيع مشاريع التشجير المثمر وخصوصاً في المناطق الجبلية التي لا يمكن الاستفادة منها في زراعة المحاصيل الزراعية التي تحتاج إلى أراض ذات تربة عميقة إضافة إلى ما تقدمه الدولة من قروض وغراس لمشاريع التشجير، حتى وصلت إلى ما يزيد على مئة مليون شجرة زيتون موزعة في جميع أنحاء البلاد وتنتج ما يزيد على مليون وربع المليون طن من ثمار الزيتون قبل الأزمة واليوم يبدو أنها تراجعت إلى النصف لأسباب متعددة منها ترك ملايين الأشجار من دون رعاية بسبب هجرة الفلاحين وانقطاع الطرق في كثير من المناطق بسبب الأعمال الإرهابية.
هذه المؤشرات الجديدة توحي بمستقبل خطير ينتظر شجرة الزيتون في بلادنا وقد ترجم ذلك من خلال الارتفاع الجنوني لأسعار زيت الزيتون من 2500 ليرة لصفيحة الزيت عام 2010 إلى 18 ألف ل.س هذا العام وكذلك ارتفاع أسعار ثمار الزيتون الذي يستخدم للمائدة، هذه الوقائع يفترض أن تستنهض همم الجهات المعنية لوضع إستراتيجية عاجلة لمعالجة هذا الوضع حتى لا نخسر المزيد من ثروتنا الوطنية ولا يجوز أن تخسر أكثر من نصف مليون عائلة مصدر رزقها وتتحول إلى أيدٍ عاطلة من العمل بسبب فقدانها لمصدر رزقها، هذه دعوة نوجهها إلى الجهات المعنية في وزارة الزراعة لمعالجة الوضع قبل فوات الأوان.