«المجلس الوطني الكردي» ينتقد الإدارة الذاتية مجدداً: مؤسساتها شكلية ومؤسسات النظام تعمل في مناطقها!
وكالات :
جدد رئيس مجلس الوطني الكردي إبراهيم برو انتقاده للإدارة الذاتية واصفاً إياها بأنها خطوة فردية من طرف واحد (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)، واعتبر أن كافة مؤسسات الإدارات الذاتية المعلنة في ثلاث مناطق شمالي سورية، «شكلية» لأن جميع مؤسسات الدولة لا تزال قائمة وتعمل هناك، لكنه أثنى على مطالبة مسؤولي الإدارات بتطبيق الفيدارلية في سورية. ورأى أن وحدات حماية الشعب (التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي) تخلت عن اسمها عندما اندمجت تحت لواء «قوات سورية الديمقراطية».
ومنذ عدة أسابيع والمجلس الوطني الكردي يقوم بتنظيم اعتصامات في مدن الجزيرة، ضد ما يسميه «ممارسات» حزب الاتحاد الديمقراطي من «فرض المناهج المؤدلجة، إلى الاستيلاء على أملاك المواطنين، إلى فرض قانون التجنيد الإجباري».
وأكد برو في حوار مع موقع «الحل السوري» المعارض، نشر أمس، على الاستمرار في تلك الاحتجاجات سواء في «الداخل أو الخارج». واعتبر أن الإدارة الذاتية أعلنت «بشكل غير شرعي.. لم تنتخب من الشعب، هي فقط تمارس ما كان النظام يمارسه سابقاً، ولم تنجح في تأمين حقوق الشعب الكردي، ولم تنجح في تأمين خدمات للشعب، ولم تنجح حتى في الإدارة، وكافة مؤسساتها مؤسسات شكلية ولا تزال مؤسسات النظام تقوم بكامل أعمالها».
ورداً على سؤال حول من يملأ الفراغ إذا ما تم حل الإدارة الذاتية، قال بور: «هذه الإدارة لم تملأ أي شيء، فقط النظام انسحب من بعض البلدات، وسلم هذه البلدات إليها (الإدارة الذاتية).. الادعاء أن هناك إدارة تنظم شؤون المنطقة فهذا شيء من خيال». وأشار إلى أن المجلس الوطني المنضوي تحت مظلة الائتلاف المعارض، سيعمل إذا ما حلت الإدارة الذاتية على «إيجاد إدارة من كافة المكونات، وتكون ذات خصوصية كردية، كون هذه المناطق كردية تاريخية، وبمشاركة كافة مكونات الشعب السوري المتواجدة في هذه المنطقة». وشدد على أن «النظام لم ينسحب بشكل كامل من هذه المناطق».
وتحدث عن جهود يبذلها المجلس مع الأميركيين وإقليم شمال العراق من أجل تأمين دخول ما يسمى «بيشمركة كردستان سورية»، لكن أشار إلى معارضة حزب الاتحاد الديمقراطي لذلك تحت حجج وصفها بـ«الواهية»، من قبيل أنه «لا يجوز وجود قوتين عسكريتين في المنطقة»، وبين أن وحدات حماية الشعب تخلت عن اسمها بعد تشكيل «قوات سورية الديمقراطية»، وقال إن «التشكيلات ضمن هذه القوات كانت بعضها إسلامية وبعضها بعثية، هي كوكتيل من بعض القوى المقربة من النظام».
وأقر بأن أولوية المجتمع الدولي تتمثل في قتال الإرهاب وليس النظام، لكنه أشار إلى وجود «جهود دولية مكثفة لإيجاد حل أو تسوية للوضع السوري، وهذا سيكون مترافقاً مع محاربة الإرهاب وخاصة داعش».
كما أقر بوجود خلاف في الأولويات بين واشنطن وأنقرة حول محاربة الإرهاب والنظام، لكنه أوضح أن المجلس لا علاقة له بذلك الخلاف، وأضاف «نحن سنحارب الإرهاب وسنقف في وجهه، كما سنواجه كافة ممارسات النظام». وأشار إلى أن تركيا «لا تستطيع فعل أي شيء دون قرار دولي، ولا تستطيع أن تتدخل في سورية بمفردها، وقد صرحت كثيراً بهذا الخصوص، ولكنها لم تستطع أن تتدخل بشكل منفرد. وتركيا، كما الدول الإقليمية كقطر والسعودية وإيران، ستلتزم بالقرار الدولي، الذي سوف يتضح خلال فترة قادمة».
وأوضح أن «المجلس سيعمل على إقامة دولة سورية الاتحادية»، ورأى في تراجع مسؤولي الإدارة الذاتية عن المشروع القومي وتبنيهم مؤخراً للفيدارلية في سورية «تطوراً إيجابياً، مذكراً بأن إحدى اتفاقيات «أربيل 2» بين المجلس الوطني الكردي ومجلس غرب كردستان نصت على أن تكون سورية دولة فيدرالية، من ضمنها فدرالية كردية ضمن إقليم كردي موحد»، وعزا الطرح الجديد لمسؤولي الإدارة الذاتية إلى «الدخول الروسي على الخط السوري (الذي) يوحي بأن شكل الدولة السورية المستقبلي سيكون فدرالياً».
ونفى أن يكون المجلس قد نظم الاحتجاجات بناء على رغبة إقليمية في عرقلة مساعي يبذلها حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل عقد مؤتمر في إحدى مناطق الإدارة الذاتية لتشكيل جسم معارض بديل عن الائتلاف، يتبنى قوات سورية الديمقراطية. لكن برو رفض تشكيل جسم بديل عن الائتلاف، وإن أشار إلى أنه لا يمثل لوحده المعارضة.