أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس السبت، أن شركاءه الغربيين سيرسلون أسلحة جديدة ومعدات لأوكرانيا، ليغادر العاصمة كييف متوجهاً إلى مدينة لفيف، بعد دعوته الأوكرانيين إلى عدم الاستسلام وتسليم السلاح والدفاع عن العاصمة، من جانبه حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن الحرب في أوكرانيا «ستطول» و«يجب أن نستعد لها»، مشيراً إلى أن الحكومة تعد «خطة صمود» لمواجهة العواقب الاقتصادية للأزمة.
وكتب زيلينسكي على تويتر بعد مكالمة مع ماكرون: «بدأ يوم جديد على الجبهة الدبلوماسية بحديث مع إيمانويل ماكرون، هناك أسلحة ومعدات من شركائنا في طريقها إلى أوكرانيا، التحالف ضد الحرب فاعل».
ويأتي ذلك في وقتٍ أفادت وكالة سبوتنيك، أمس السبت، بأن زيلينسكي غادر العاصمة كييف متوجهاً إلى مدينة لفيف، الأمر الذي أكّده رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، قائلاً إن زيلينسكي «غادر كييف على عجل».
وأضاف فولودين: إن الرئيس الأوكراني لم يكن في العاصمة الأوكرانية يوم أول من أمس، فرّ مع حاشيته إلى مدينة لفيف حيث تم تجهيزه هو ومساعدوه بمكان للعيش فيها، وفق ما أفاد به نواب البرلمان الأوكراني، مشيراً إلى أن جميع مقاطع الفيديو التي ينشرها زيلينسكي على الشبكات الاجتماعية مسجلة مسبقاً.
وفي السياق أوضحت سفارة أوكرانيا في بريطانيا، أمس السبت، أن زيلينسكي رفض عرضاً أميركياً لإجلائه من العاصمة كييف، مع استمرار الهجمات التي تنفذها القوات الروسية لليوم الثالث على التوالي.
ونقلت قناة «CNN» عربي عن السفارة قولها في تغريدة نشرتها على صفحتها بـ«تويتر»، قال زيلينسكي للولايات المتحدة: «المعركة هنا؛ أنا بحاجة إلى ذخيرة، وليس رحلة..»، وقال زيلينسكي في مقطع فيديو نُشر صباح السبت على تويتر: «نحن لا نلقي السلاح».
وذكرت صحيفة «Washington Post» الأميركية أمس السبت أن أميركا عرضت على رئيس زيلينسكي المساعدة في مغادرة العاصمة كييف، وإجلائه من البلاد، لتجنب مصير قتله أو وقوعه بيد القوات الروسية.
إلى ذلك حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس السبت من أن الحرب في أوكرانيا ستطول، ويجب الاستعداد لها.
ونقلت وكالة «أ ف ب» عن ماكرون قوله لدى افتتاح المعرض الدولي للزراعة في باريس «عادت الحرب إلى أوروبا (…) هذه الحرب ستطول» مشدداً على أنها «لن تكون بلا عواقب على عالم الزراعة».
وأوضح أنه ستكون هناك عواقب على الصادرات الفرنسية في القطاعات الرئيسية، مثل النبيذ والحبوب والعلف، قائلا «نحن بصدد وضع خطة صمود».
وشدد ماكرون، خلال محادثات بشأن أوكرانيا مع رئيستي مولدوفا وجورجيا، مايا ساندو وسالومي زورابيشفيلي، على تصميمه على دعم الشركاء في الجوار الشرقي للاتحاد الأوروبي ضد أي محاولة لإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار.
وقال ماكرون: «نقف بجانب مولدافيا وجورجيا للدفاع عن سيادتهما وأمنهما»، لافتاً إلى أنه دعا الأخيرة إلى زيارة باريس مطلع الأسبوع المقبل.
وكان رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الجنرال تييري بورخار أعلن أول أمس أن فرنسا ستنشر 500 جندي في رومانيا في إطار حلف شمال الأطلسي إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشار بورخار في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية ومحطة فرانس 24 إلى أن حلف شمال الأطلسي قرر أن يعزز وجوده وأن يبعث إشارة واضحة جداً على التضامن الإستراتيجي وأن ينشر قوات في رومانيا.
وقال:»سننشر نحو 500 رجل مع مركبات مدرعة وعربات قتالية لتقديم دعم لرومانيا وكذلك لنقل رسالة تضامن إستراتيجي من جميع أعضاء الحلف الأطلسي».
وأكد أن فرنسا ستُبقي أيضا، في إطار الأطلسي، على وجودها العسكري في إستونيا المتاخمة لروسيا، إلى ما بعد آذار، وذلك في ضوء الوضع الذي يمر به الحلف الأطلسي والوضع المتأزم والحرب في أوكرانيا.
في إطار ذلك أغلقت السويد وفنلندا أول من أمس، مجالهما الجوي أمام طائرة مدنية تابعة للرئاسة الروسية، كانت تقل وفداً برلمانياً برئاسة رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين.
وكان الوفد الروسي عائداً إلى الوطن، بعد زيارة رسمية إلى كوبا ونيكاراغوا، تمت في الفترة من 23 إلى 24 الشهر الحالي.
وعلى خط مواز، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس السبت، عن تخصيص 600 مليون دولار لمساعدة أوكرانيا، بما في ذلك 350 مليون دولار لوزارة الدفاع.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الهولندية في رسالة إلى البرلمان أن هولندا تلقت من أوكرانيا أخيراً طلبات إضافية لمعدات عسكرية، مشيرةً إلى أن البلاد ستزود أوكرانيا بـ200 صاروخ ستينغر مضاد للطائرات في أقرب وقت ممكن.
وأيضاً، أعلنت وزيرة الدفاع التشيكية، يانا تشيرنوكوفا، أمس السبت، أن «تشيكيا ستتبرع برشاشات وبنادق أوتوماتيكية وقنص ومسدسات وذخيرة بقيمة 7.6 ملايين يورو لأوكرانيا.
وقالت تشيرنوكوفا: «وافقت الحكومة السبت على تقديم مزيد من المساعدة لأوكرانيا التي تواجه هجوماً روسياً»، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع ستهتم أيضاً بعملية نقلها إلى المكان الذي حدده الجانب الأوكراني.