أنا الآن أعيش في الحلم! … تيم حسن.. يعود إلى المعهد إنساناً وفناناً ونجماً.. من الصعب أن أستشرف هذا النجاح لأنه يخضع للظروف والمصادفات
| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني
لم يكد المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق وضمن الملتقيات الشهرية التي يقيمها قد أعلن عن حضور النجم تيم حسن، إلا وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الخبر بشكل كبير، وتهيأت على تنوعها لتغطية هذا الحدث المهم.
فاجتمع في بهو المعهد وقبل وصول حسن الوسائل والطلاب بمختلف اختصاصاتهم والمعجبون من كل قطب وصوب.
ربما لم يكن تيم ليعلم وهو على مقاعد الدراسة في المعهد أنه سيعود ملكاً متوجاً أو كنجوم الزمن الجميل محاطاً بالمحبين لا يستطيع أن يخطي خطوة واحدة فالمسافات أغلقت أمامه والجمهور يحاوطه من كل جانب.. في مشهد مهيب لم نره خلال سنوات المعهد ليثبت تيم حسن أنه نجم بمواصفات عالمية.. وذلك ليس بشرعية ناقد أو صحفي ولا بحكم أحد المهرجانات أو المجلات.. إنما هو نجم سوري وعربي قل نظيره بشرعية الحشود التي انتظرته وتدافعت طويلاً حتى تراه.
واستقبل طلاب المعهد والجماهير المحتشدة الفنان السوري بحفاوة كبيرة منذ وصوله بهو المعهد، مروراً بجولته على الصفوف الدراسية ومشاهدته عروض الطلاب، وصولاً إلى الندوة التي عقدها وتحدث فيها عن تجربته وأجاب خلالها على الأسئلة المطروحة من الطلاب.
بدايته في سن المشاغبة
عاد ابن المعهد العالي بذكرياته إلى مكان ولادة شغفه والتقى الأساتذة والطلاب وضمن حوار أداره الناقد سعد القاسم، تطرق فيه إلى مسيرته الفنية قائلا: «كان من الصعب عليه أن يستشرف هذا النجاح لأن الموضوع يخضع لعدة مصادفات وعوامل ولكن ظروف ما بعد التخرج تبدو الآن استثنائية عندما أخذني حاتم علي من السنة الثالثة إلى الزير سالم وبدأت الرحلة بهذه الطريقة وبأدوار مكتوبة بشكل لائق والإنتاج مهم في عزّ بداية التلفزيون والدراما السورية».
وبين حسن: «كنت مشاغبًا جداً أثناء الدراسة لدرجة أنه كان من الممكن أن ينعقد بسببه أكثر من مجلس تأديبي لولا أن إحدى المدرسات نبهته للأمر أكثر من مرة».
وتحدث النجم السوري عن السنة الرابعة في دراسته على وجه الخصوص، مؤكداً أنه تعرض لظروف صعبة جداً في هذه السنة على التحديد، موضحاً أن الفنان جهاد سعد ساعده كثيراً ووقف إلى جواره، وحوّل تيم حسن مشروع تخرجه الذي كان عبارة عن مسرحية إغريقية لعرض آخر.
واعتبر حسن أن التقليد في الفن، غير مفيد للفنان، لأنه يفقده مع الوقت أدواته ومرونته، كما يعتبره إنفاقا للموهبة في غير مكانها، وتصبح عودته لشخصيته صعبة جدا، ناصحا الطلاب الابتعاد عن هذا النمط في العمل.
وتحدث حسن أن ابتعاده عن المسرح، بسبب فقره المادي، لاسيما بعد تخرجه، حيث كانت الدراما التلفزيونية السورية في حالة تألق وصعود وتستقطب الجميع، كما رأى أن المسرح ليس نشيطاً في الوطن العربي.
وكشف حسن أنه في صدد التحضير لعمل كوميدي مع المخرج ليث حجّو والكاتب الدكتور ممدوح حمادة، لكنه بانتظار الوقت المناسب على الصعيدين العام والخاص، معتبراً أن الوقت الآن غير ملائم بسبب كثرة الأهوال حول العالم.
أميل للفكرة الجيدة
وأعرب حسن خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في ختام الجلسة عن فخره بعودته للمرة الأولى إلى المعهد لأن هذا الصرح له تاريخه الذي يفخر فيه في كل المحافل العربية.
وكشف حسن «إنه يميل للنص والفكرة الجيدة فالمهم أن يكون نصاً متكاملاً ومتجانساً ومن ثم نأخذ القرار حول العمل، أي لا يهم إن كان العمل تحت تصنيف ما إن كان تاريخياً أو اجتماعياً أو معاصراً!!».
وعن إمكانية مشاركته في الأعمال الشامية رأى حسن أن «النسخة التي قدمها في أسعد الوراق تكفيه موضحاً أن المعالجة الجديدة لمثل هذه الأعمال جعلته يبدو غريباً عن البيئة الشامية أي إن هناك نسقاً عاماً إن لم تسر عليه فأنت لست شامياً!».
ليس آخراً
بتواضع كبير وبخفة روحه تعامل مع الأشخاص وقلبه يفيض حباً لملاقاة أبناء بلده هذا ما كان واضحاً حقاً، خاصة أن مسيرته في المعهد لم تكن عادية فهذا المكان يعني له الكثير.
وفي كلمة أخيرة نوجهها كوسيلة إعلاميّة سورية
دُعيت بشكل طبيعي إلى هذا اللقاء، ولكننا للأسف فوجئنا كغيرنا من أهل الصحافة والإعلام بإغلاق باب مسرح «سعد اللـه ونوس» بوجهنا وبقينا خارجاً لا نستطيع مواكبة الأحداث.
لا ندري هل تُعامل الصحافة خارجا ضمن هذا المنطق حيث حصل تشابك بالأيدي وتدافع ومنع دخول أي صحفي..
من المفترض على إدارة المعهد أن تكون أكثر تنسيقاً وتنظيماً، كما أنها عقدت مؤتمراً صحفياً خجولاً للفنان لا يحتوي على مكبر صوت ولم تعمل على إبعاد أو إسكات الناس على الأقل لنسمع كلمة واحدة منه.
وليس أخيراً نقول إن ما حدث في المعهد وما حظي به تيم حسن يعطينا الكثير من الفخر أن هناك نجماً سورياً حقيقياً بكل معنى الكلمة وفي الوقت نفسه إنسان وفنان استطاع أن يخلق حالة خاصة ويثبت أنه بحق جبل شيخ الجبل الفن السوري!.