انطلاق المهرجان السينمائي الدولي الأول للمرأة في دار الأسد للثقافة والفنون … وزيرة الثقافة: فرصة للاطلاع على نماذج سينمائية مختلفة بهوياتها وثقافاتها … القائمة بأعمال السفارة الفلبينية: السينما هي نسخة محدثة من الحكواتي الذي كان يبهرنا بقصصه
| سارة سلامة - تصوير: طارق السعدوني
بينما تتصدر قضايا العنف ضد المرأة منصات التواصل الاجتماعي، يعمل صناع السينما حول العالم على تقديم مجموعة من الأفلام التي تتناول مشكلات المرأة بسلاسة وعذوبة بصرية، لتنقل من خلال نافذتها ما لا تستطيع المهمشات أن يبحن به ويشكين منه أمام الجميع، كرسائل تصل إلى أصحابها بصورة لطيفة وتسهم في حل المشكلات.
وفي مهرجان بعنوان «المرأة تصنع التغيير» وبمبادرة من سفارة الفلبين وشراكة النادي الدبلوماسي السوري ورعاية وزارة الثقافة نظم حفل استقبال بمناسبة إطلاق المهرجان السينمائي الدولي للمرأة تحت شعار «المرأة تصنع التغيير»، لعرض مجموعة من الأفلام التي تتناول قضايا النساء في العالم، وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح والقائم بأعمال السفارة الفلبينية السيدة فيدا ثريا فيرزوسا وأركان السفارة وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العربي والدولي المعتمد في دمشق.
ويتضمن المهرجان عرض مجموعة أفلام سينمائية تروي قصص نساء أظهرن الشجاعة خلال السلم والحرب وأحدثن تغييراً في مجتمعاتهن، وقدمت شهادات تكريم لرؤساء البعثات الدبلوماسية في سفارات الفلبين والأرجنتين وبيلاروسيا وتشيلي والهند وإندونيسيا وباكستان وفلسطين وجنوب إفريقيا وفنزويلا، إضافة إلى مديري مؤسسة السينما ودار الأسد ورئيسة النادي الدبلوماسي السوري السيدة شكرية المقداد.
شغف ملايين
وفي تصريح لها أكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن: «أهمية هذا المهرجان لكونه جاء بعد سنوات حرب عجاف للاحتفاء بالفن السابع الذي استحوذ على شغف ملايين البشر حول العالم وأبدع لغة تغوص في أعماق النفس البشرية وتكشف حقيقتها، مشيرة إلى أن المهرجان سيوفر فرصة للاطلاع على نماذج من صناعة السينما تختلف وتتمايز بهوياتها وثقافاتها ورؤيتها للوجود، وأن فن السينما الذي ابتدع كسائر الفنون الأخرى هو لغة عابرة للأبصار والعقول، لغة تغوص في أعماق النفس البشرية لتكشف حقيقة جوهرها، ما خفي منها وما ظهر. لا بل إن فن السينما توليفةٌ عجيبة جمعت في كلٍّ متكاملٍ متناسق خلاصةَ الفكر والفنونِ كلِّها… الأدب والمسرح والموسيقا والفلسفة، وسائر مكونات الفنون التشكيلية والبصرية. من هنا اكتسبت السينما سحرها الذي لا يقاوم، وحقَّ لها أن يُحتفى بها، وحقَّ لنا أن نطّلع على نماذج مما أنتجه هذا الفن في الدول الصديقة والشقيقة المشاركة».
وأضافت إن: «الاحتفاء الأكبر هو بالمرأة، في موسم أعيادها… وما أدراك ما المرأة؟ هي رحم الحياة وينبوعه الدافق، هي رونق الوجود وبهجتُه وحضنُه الدافئ؛ هي الهشة الشفيفة كجناح فراشة، الرقيقة كزهرة القطن، الصُلبة الإرادة. بدمعها تغسل الأحزان، بابتسامتها تتحدى الخطوب وتقارع المستحيل، مُلهمة أنت أياً كنت: مربية، معلمة، فنانة، أديبة، سياسية، وزيرة، عاملة، ربة أسرة».
تمكين دور المرأة
وأشارت القائمة بأعمال السفارة الفلبينية في دمشق فيدا ثريا فيرزوسا في كلمة لها إلى أن: «السينما اليوم هي بمنزلة نسخة محدثة من الحكواتي الذي كان يبهرنا بقصصه في الماضي بما فيها من متناقضات بين المأساة والأمل، مبينة أن شخصيات الأفلام الـ 15 المشاركة في المهرجان تعكس سعي النساء لتحقيق السعادة والنهوض من الشدائد لأنهن قادرات على إحداث تغيير في حياتهن وحياة الآخرين».
وكشفت أن هذا الحدث الدبلوماسي الثقافي: «يسلط الضوء على الدبلوماسية الرقمية في إتاحة إمكانية تقديم سينما عالمية هنا في سورية من خلال التكنولوجيا، وتمكين دور المرأة حيث يمكّنها من الانخراط بثقة وفاعلية مع المؤسسات المناسبة لضمان مساهمتها في التنمية والتغيير والاستفادة منها. وبالتالي، فإن تمكين دور المرأة سيحدث التغيير الذي نتبناه أو أي جهد تنموي يستجيب لاهتمامات المرأة».
وبينت فيرزوسا أنه في الشهر الفائت: «أخبرني زميل دبلوماسي من المستحيل تنظيم مهرجان سينمائي هنا في سورية في أقل من شهرين».
حسنًا، إذا كان هنا الآن، فإني أغتنم هذه الفرصة لأشكر وزارة الثقافة على الرعاية الكريمة وسيدات النادي الدبلوماسي السوري للمساعدة، والسفارات المشاركة، لإثبات أنه مع الله، لا شيء مستحيل، ويمكننا جميعاً أن نجعل التغيير يعمل أينما كنا، كما أخبروني سابقاً أنه من المستحيل أن أكون رئيسة بعثة هنا في سورية، حسناً، أنا هنا أمامكم الآن، ونيابة عن جمهورية الفلبين، بصفتي حفيدة لويزا، وجميع أجيال النساء اللاتي أظهرن الشجاعة خلال أوقات الحرب وأوقات السلم، أرحب بكم جميعاً في هذا المهرجان السينمائي لرواية قصص الحكواتي الحديثة في هذا المكان المرموق، نرجو أن نستخدم السينما كمكان لتعزيز التعاون الدولي والتفاهم لأنه «ينبوع الأمل الذي لا ينضب».
وبينت رئيسة النادي الدبلوماسي زوجة سفير جنوب إفريقيا في دمشق رينيفا فوري في كلمتها أن: «المهرجان مجموعة أفلام ووثائقيات غنية بالمعلومات والمتعة على حدّ سواء وهي إمّا تركّز على المرأة أو قامت بإنتاجها نساء، مؤكدة على أن تقدير دور النساء أمر جوهري لتجاوزِ القوالب النمطية والحواجز الزائفة».
وتحدّثت من الباكستان نيلوفر بختيار رئيسة اللجنة الوطنية المعنية بوضع المرأة عبر كلمة عن طريق الفيديو عن مكانة المرأة في بلدها والمساعي الرامية لتعزيز دورها وتمكينها لتحقيق بناء اقتصادي وتعزيز الأخوة والصداقة للعالم أجمع.
تبعث فينا الأمل
من جهته كشف مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين أن: «هذا المهرجان مهم جداً من ناحية إعادة الفعاليات الدولية إلى سورية، كما أنه يسلط الضوء على دور المرأة وهذا ما يعيطه رمزية خاصة باعتبار النساء هن البناءات الحقيقيات للمجتمع، ونحن سعيدون بمشاركة مجموعة من السفارات في هذا المهرجان وتقديم أفلام عن المرأة فيها الكثير من قصص النجاحات التي تبعث فينا الأمل وتقدم نماذج عن الإرادة والقوة والقيم الإنسانية العميقة والعمل الدؤوب التي استطاعت فيها المرأة مواجهة التحديات كافة لتثبت أنها قادرة على التغيير.
وبين نقيب الفنانين محسن غازي أن: «المهرجان له أكثر من معنى، بداية على الصعيد الوطني، هو مهرجان دولي ينتصر لقضية سورية أمام المجتمع الدولي الذي حاول النيل من هذا البلد، الذي صدّر الإبداع حول الحرف والنوطة وكل شيء، كما أننا في سورية، كانت المرأة هي في صدارة المجتمع وفي مقدمة العطاء والاهتمام في المجتمع، والاطلاع على تجارب الشعوب والمبدعين، تغني لدينا الحركة الفنية، وبالتالي هذا حوار حضارات له علاقة بتقديم كل ما يمكن تقديمه عبر الفنون تقنياً وفنياً».
الأفلام المقدمة
واستعرض برومو أفلام المهرجان والحائزة على جوائز وهي: الشغف بالطيران باكستان «المرأة خلف فنانة الوشم الفلبين»، «نجم النجوم باكستان»، «ابنة البروبيبات بيلاروسيا»، «الجدة لولينغ في حال لم يصلوا الفلبين»، «جمهورية قتل في بايس جنوب إفريقيا، «تريزا جمهورية تشيلي»، «رياديات قادرات دولة فلسطين»، «مريم سورية»، «الهند النساء في القبعات الزرقاء» «إندونيسيا رؤية إندونيسيا 2045»، «حلم أناندا للوصول إلى الكون جنوب إفريقيا مقهى بهاي»، «فنزويلا البيت في نهاية الزمان»، الأرجنتين كيف تركض أليسا».
ويقدم المهرجان الذي يعرض في دار الأسد للثقافة 16 فيلماً من سورية وفلسطين وتشيلي وباكستان والفلبين وبيلاروسيا وجنوب إفريقيا والهند وإندونيسيا وفنزويلا والأرجنتين، ويستمر حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري.
وعلى هامش المهرجان افتتحت وزيرة الثقافة معرضاً استعادياً لبعض مقتنيات الوزارة – مديرية الفنون الجميلة في صالة المعارض بالمركز الثقافي العربي في العدوي بعنوان «المرأة تصنع التغيير» ضم 32 عملاً لفنانين وفنانات تشكيليين سوريين جسّدوا بلوحاتهم عظمة المرأة السورية عبر التاريخ.