الاحتلال اعتقل محافظ القدس وجدد إغلاق 28 مؤسسة فلسطينية … رام الله: باب العمود جزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس
| وكالات
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، أن ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي الاستفزازية ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة، وخاصة في باب العمود جزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة القدس ومحاولة استكمال فرض السيطرة الإسرائيلية عليها بهدف إلغاء الوجود الفلسطيني فيها على طريق تغيير معالمها الفلسطينية العربية وتهويدها، وفي السياق اعتقلت قوات الاحتلال محافظ القدس، وجددت إغلاق 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية ناشطة في المدينة، وذلك بالتزامن مع مواصلة المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى، مع مواصلتهم العمل في منطقة موفييه بالأغوار الشمالية، لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة.
وذكرت وكالة «وفا» أن الخارجية الفلسطينية أدانت، عمليات القمع والترهيب والتنكيل، التي تمارسها قوات الاحتلال وشرطتها وأجهزتها المختلفة بطريقة استفزازية ضد المواطنين الفلسطينيين لليوم الثالث على التوالي في القدس، خاصة في باب العمود.
وقالت الخارجية في بيان أمس الثلاثاء إن هذه «الإجراءات جزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس ومحاولة استكمال فرض السيطرة الإسرائيلية عليها (…) هذه المرة، يتركز عدوان الاحتلال على منطقة باب العامود بهدف إلغاء الوجود الفلسطيني فيها على طريق تغيير معالمها الفلسطينية العربية وتهويدها».
وأكدت الوزارة أن الاحتلال يعمل على مدار الساعة، لتسخين الأوضاع في المدينة المقدسة عبر استجلاب المزيد من قواته وعناصر قمعه بمن فيهم المستوطنون المتطرفون لملء ميادين وساحات وشوارع وبلدات وأحياء القدس، لمطاردة وملاحقة كل فلسطيني وفرض المزيد من التضييقات على حركة المقدسيين خلال الشهر الفضيل، في حملة تصعيد إسرائيلي مُبرمجة يتخللها عمليات قمع واعتداءات وحشية على المواطنين المدنيين العزل خلال خروجهم من المسجد الأقصى بعد انتهاء صلاة التراويح.
وقالت: إن الاقتحام الاستفزازي الذي قام به وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد للبلدة القديمة، والاعتقال المتكرر لمحافظ محافظة القدس عدنان غيث، وقرار تجديد إغلاق 28 مؤسسة فلسطينية بالقدس، ونصب مراكز متنقلة لسلطات الاحتلال قرب باب العمود، ودعوات المستوطنين أمثال بن غفير بإطلاق النار على المقدسيين، وغيرها، يؤكد أن الجانب الإسرائيلي قد اتخذ قراراً مسبقاً بالتصعيد لتحقيق أهداف استعمارية تهويدية ضد القدس والمسجد الأقصى المبارك وبشكل خاص تهويد منطقة باب العمود».
وحذرة الخارجية المجتمع الدولي من الانجرار خلف الدعايات الإسرائيلية التضليلية التي تحاول تحميل الجانب الفلسطيني المسؤولية عن توتير الأوضاع في المدينة المقدسة، وطالبته بإدانة قرار التصعيد الإسرائيلي وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن نتائجه وآثاره على ساحة الصراع.
بدوره أكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعضو اللجنة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية أسامة القواسمي، أن المحاولات الإسرائيلية للقفز عن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال التطبيع وعقد الاتفاقيات وحصار الشعب الفلسطيني سياسياً ومالياً، لن يجلب الأمن والاستقرار لأحد في المنطقة.
ونقلت «وفا» عن القواسمي قوله: إن الطريق الوحيد للأمن والاستقرار يكمن من خلال إنهاء نظام الأبارتهايد الإسرائيلي والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة من دون انتقاص، كما أقرتها الشرعية الدولية، وعدم تحميل الضحية المسؤولية عما يجري وإغفال السبب الحقيقي المتمثل بالعدوان المستمر من قبل إسرائيل».
وفي اطار ممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني اعتقلت قوات الاحتلال أمس الثلاثاء، محافظ القدس عدنان غيث، بعد أن داهمت منزله في بلدة سلوان جنوب القدس المحتلة، وفتشته، وعبثت بمحتوياته.
واعتقل المحافظ غيث من قبل قوات الاحتلال أكثر من 17 مرة منذ توليه منصبه محافظاً للقدس، كما تم منعه من دخول الضفة الغربية 3 سنوات، حيث صدر القرار الأول فور مباشرته عمله عام 2018، كما تعرض خلال هذه الفترة لـ28 اعتقالاً.
وفي السياق ذكرت «وفا» أن سلطات الاحتلال جددت إغلاق 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية ناشطة في مدينة القدس المحتلة، في مقدمتها بيت الشرق ونادي الأسير، وغيرها من المؤسسات الفلسطينية في المدينة.
إلى ذلك حولت عيادة «سجن الرملة» جميع الأسرى المرضى والبالغ عددهم 17 أسيراً إلى الحجر، بعد ظهور إصابة أسير بفيروس «كورونا».
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الإصابة المؤكدة لأسير واحد فقط، وترفض إدارة السجن إعطاء اسمه لمحاميها، كما ترفض الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بالموضوع.
وحملت الهيئة إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة كل الأسرى المرضى، وإن تسلل الفيروس إليهم نتاج إهمال طبي حقيقي من قبل العاملين في هذا المكان، والذي يفتقد لجميع الإمكانات الصحية والحياتية والإنسانية.
وفي سياق متصل اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذكرت «وفا» أن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، على حين منع جنود الاحتلال المواطنين من الاقتراب من المنطقة الشرقية من المسجد.
وفي الأغوار يواصل مستوطنون منذ أيام، العمل في منطقة موفييه بالأغوار الشمالية، لإنشاء بؤرة استيطانية جديدة.
وقال الناشط الحقوقي عارف دراغمة، إن المستوطنين وضعوا علامات لطرق، وحفروا بعض الحفر الصغيرة، وأحضروا مقاعد جلوس، ما يثير الشكل حول أن تكون هذه الأعمال نواة لبؤرة استيطانية جديدة بالأغوار الشمالية.
وكان المستوطنون وضعوا قبل أكثر من أسبوع مقاعد خشبية مثبتة بالإسمنت في المنطقة، وهو الأمر الذي أجمع عليه مختصون على أنه مقدمة لولادة بؤرة استيطانية جديدة.
وأقام المستوطنون منذ سنوات، ست بؤر استيطانية في الأغوار الشمالية، ما أدى إلى إغلاق آلاف الدونمات من المراعي أمام مربي الماشية الفلسطينيين.