صالة «السورية للتجارة» في ريف الرقة الغربي خاوية على عروشها!! … 26 قرية ومزرعة وتجمعاً سكانياً محرومة من المواد الأساسية عبر البطاقة الذكية
| محمود الصالح
وردتنا شكوى من عدد من أهالي ريف الرقة الغربي المحرر حول واقع صالة «السورية للتجارة» في بلدة الدبسي وفي أكثر من 26 قرية ومزرعة محيطة بها تشكل الريف الغربي في محافظة الرقة الذي يمتد من مدينة الثورة إلى مدينة مسكنة ومن بحيرة الأسد حتى عمق البادية.
قضايا كثيرة تضمنتها الشكوى، وكلها تتعلق بحياة الناس لن نهمل أياً منها وسنسلط الضوء على كل منها بشكل مفصل. ونظراً لأن واقع صالة «السورية للتجارة» في هذه البلدة هو الأكثر ضرورة في الوقت الحالي لكوننا في شهر رمضان، ويحتاج الناس إلى منفذ يوفر حاجاتهم الأساسية بعيداً عن استغلال التجار، فإننا نركز اليوم على حال هذه الصالة، التي خلت رفوفها من أي مادة لها علاقة بحاجات الناس، ما خلا بضع علب منظفات ومثلها من الشاي فقط لا غير.
بعد ورود الشكوى إلينا تواصلنا مع عدد من أبناء الريف المحرر لنعرف فيما إذا كان سبب عدم وجود مواد في هذه الصالة سببه عدم إقبال الناس على الشراء منها، أم إن هناك أسباباً أخرى.
محمد الأحمد من أبناء متحير المجاورة للدبسي أكد أن هذه الصالة لا تحوي أي مواد ليس من الآن، وإنما منذ افتتاحها بعد تحرير هذه المنطقة، «بالرغم من أننا نحتاج إلى منفذ يوفر لنا المواد المقننة مثل السكر والرز وغيرها، لكن عند فتح هذه الصالة التي هي عبارة عن محل مستأجر لم يتم تأمين أي من المواد فيها»، مشيراً إلى طرح الموضوع خلال زيارة المسؤولين إلى الريف المحرر، ومن خلال مجلس المحافظة لكن لا توجد استجابة لذلك، وهناك عشرات آلاف الأسر القاطنة في الريف الغربي المحرر محرومة من تأمين حاجاتها التي يحصل عليها باقي المواطنين في المناطق الأخرى من منافذ «السورية للتجارة».
أبو إبراهيم من أبناء مدينة الدبسي قال: إن هذا المحل الذي يحسبونه علينا صالة نادراً ما يتم فتحه ولا نعرف سبب هذا الإهمال، عندما نسال يقال لنا إنه لا يوجد موظف فيه بعد أن تم تفريغ الموظف الذي كان يشغله لمصلحة العمل في فرع الشبيبة، والبعض يقول إنه لا توجد جدوى اقتصادية من افتتاحه بسبب قلة المبيعات، ولا أحد يعرف السبب، لكن الأكيد أن جميع أبناء الريف الغربي المحرر محرومون من خدمة «السورية للتجارة» بتوفير المواد الأساسية.
مواطن من غزالة أشار إلى أن الريف الغربي المحرر محروم من جميع الخدمات لأن جميع مؤسسات الرقة الرسمية موجودة في الريف الشرقي ومدينة حماة، ونادراً ما يصل مسؤول إلى مناطق الريف الغربي، والإهمال يطول كل جوانب الحياة، لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات صحية، وحدها المدارس تسير بشكل جيد لأن من يشرف عليها هم أبناء المنطقة.
«الوطن» تواصلت مع مدير فرع «السورية للتجارة» في الرقة جمعة العبد لمعرفة سبب عدم تشغيل هذه الصالة فقال: السبب عدم وجود سيارة تنقل المواد اللازمة للصالة من دمشق إلى الدبسي، لأن الشراء في «السورية للتجارة» هو شراء مركزي، وفرع الرقة لا يشتري أي مادة، وجميع المواد يتم استجرارها من المستودعات المركزية، وهذا حال جميع الصالات في الرقة، وتابعنا الموضوع مع الإدارة من أجل إصلاح السيارة الوحيدة في الفرع لجلب المواد من دمشق.
هل من المعقول أن ننتظر حتى ينتهي شهر رمضان ليتم إصلاح السيارة الوحيدة، وبعدها يتم جلب المواد التي يحتاجها الناس في هذا الشهر الفضيل.
واقع هذه الصالة وغيرها من صالات «السورية للتجارة» في كثير من المحافظات يعطي صورة سيئة عن طريقة إدارة هذا الملف بشكل كامل.
رئيس بلدية الدبسي رفض الرد على كل الاتصالات رغم أننا أرسلنا له عدة رسائل لكنه لا يجيب عن ذلك.
الصورة المنشورة مع هذه المادة أكثر تعبيراً عما يمكن الحديث عنه، لأن فيها الكثير من الكلام، ومن خلالها فقط يمكن إيصال الرسالة إلى ما وصلت إليه خدمات البعض من مؤسسات «التدخل الايجابي» في محافظة الرقة.