عقوبات أميركية بريطانية جديدة تطول البنوك والاستثمارات وعائلات بوتين ولافروف وميشوستين … موسكو: سحب قواتنا من محيط كييف بادرة حسن نية
| الوطن – وكالات
صعدت الدول الغربية المعادية لروسيا من حربها الدبلوماسية والاقتصادية ضد موسكو، عبر حزمة جديدة من العقوبات طالت كبرى المؤسسات المالية، إضافة إلى عائلات الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، وذلك بالتزامن مع انضمام النرويج واليونان إلى حرب طرد الدبلوماسيين الروس.
في أثناء ذلك أكدت موسكو أن قرار سحب القوات الروسية من محيط كييف جاء كبادرة حسن نية لتهيئة الظروف للمفاوضات مع الجانب الأوكراني.
ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف أمس الأربعاء، أن الرئيس بوتين، هو من أصدر أمراً بسحب قوات الجيش الروسي من مقاطعة كييف لتهيئة ظروف مواتية للمفاوضات كبادرة حسن نية.
وقال بيسكوف في حوار مع قناة «LCI» الفرنسية: «من أجل خلق ظروف مواتية للمفاوضات، أردنا أن نقدم بادرة حسن نية، يمكننا اتخاذ قرارات جادة خلال المفاوضات، لذلك أمر الرئيس بوتين قواتنا بمغادرة المنطقة».
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعمل على إعداد رد على الحزمة الخامسة من العقوبات الأوروبية المنتظرة ضد روسيا، وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، في تصريح صحفي أمس الأربعاء، رداً على سؤال ذي صلة: «بالطبع، سنتخذ إجراءات انتقامية، وسنطور تدابير مناسبة لحماية مصالحنا المشروعة في المجالات الاقتصادية وغيرها».
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس، أنها تواصل برفقة الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، فرض عقوبات جديدة موسعة على روسيا على خلفية العملية العسكرية الخاصة التي تشنها في أوكرانيا، ونقلت قناة «الميادين» عن بيان للبيت الأبيض، عزمه فرض عقوبات حظر كاملة على أكبر مؤسسة مالية في روسيا «سبيربانك»، وأكبر بنك خاص في روسيا «ألفا بنك»، حيث سيؤدي الإجراء إلى تجميد أصول المؤسستين التي تمس النظام المالي الأميركي، ويمنع الأشخاص الأميركيين من التعامل معهم».
ووفق البيان، تشمل العقوبات حظراً كاملاً على «الشركات الروسية الكبرى المملوكة للدولة»، ومنع أي شخص أميركي من التعامل مع هذه الكيانات وتجميد أي من أصولها الخاضعة للولاية القضائية الأميركية»، وستعلن وزارة الخزانة عن هذه الكيانات غداً.
وذكرت قناة «سكاي نيوز» أنه بموجب هذه العقوبات، سيجري منع مصرفي «سبيربانك» و«ألفا بانك» من الوصول إلى النظام المالي الأميركي، كما يُمنع على الأميركيين التعامل مع هاتين المؤسستين.
كما تستهدف العقوبات ابنتي بوتين الراشدتين، ماريا بوتينا وكاترينا تيخونوفا، إضافة إلى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، وزوجة وأبناء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأعضاء بمجلس الأمن الروسي ومنهم ديميتري ميدفيديف الرئيس ورئيس الوزراء السابق.
في الوقت نفسه، شددت بريطانيا عقوباتها على موسكو، وحظرت أي استثمار بريطاني في روسيا مستهدفة قطاعي المصارف والطاقة إضافة إلى المتمولين، ونصت الإجراءات الجديدة التي أعلنت في بيان لوزارة الخارجية على «تجميد تام للأصول» العائدة إلى المصرف الروسي الأكبر «سبيربانك»، ووقف واردات الفحم الروسي حتى نهاية العام، فضلاً عن تدابير بحق ثمانية رجال أعمال بينهم الملياردير ليونيد ميخلسون الذي يدير مجموعة «نوفاتيك» للغاز.
من جهتها، واصلت الدول الأوروبية عملية تصعيد إجراءاتها الدبلوماسية ضد روسيا، حيث انضمت النرويج واليونان، أمس، إلى حرب طرد الدبلوماسيين الروس، فأعلنت أثينا أنها ستطرد 12 دبلوماسياً روسياً غير مرغوب فيهم، فيما قررت النرويج طرد 3 دبلوماسيين، زاعمة أنهم أجروا أنشطة لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر غروشكو، أن ما تقوم به الدول الأوروبية من اضطهاد للدبلوماسيين الروس ليس سوى قطع هذه الدول لفرع الشجرة الذي يجلسون عليه.
وفي السياق أعرب رئيس وزراء المجر فيكتور أوروبان، حسبما نقلت قناة «العربية» عن قناعته أن أوروبا ستدفع ثمن العقوبات المفروضة على روسيا.
وقال أوروبان في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء: إنه أجرى اتصالاً هاتفياً بالرئيس بوتين، مؤكداً أنه يرى مستقبل بلاده مع الاتحاد الأوروبي، ومشيراً في الوقت ذاته أن لا مشكلة لدى المجر بدفع ثمن الغاز الروسي بالروبل.
وعلى خطٍّ موازٍ أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، أن وزراء خارجية دول الحلف سيبحثون خلال اجتماعهم (أمس واليوم)، كيفية دعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة لمواجهة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ونقلت «الميادين» عن ستولتنبرغ، قوله أمس، في تصريحات قبل الاجتماع،: إنه «يتوقع أن يناقش الحلفاء كيفية تعزيز دعم أوكرانيا بأسلحة ثقيلة»، مشيراً إلى أن «أوكرانيا تحتاج بشدة إلى دعم عسكري، لذلك من المهم أن يوافق الحلفاء على تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا بأسلحة ثقيلة وخفيفة».