تواصل ردود الفعل المنددة بقيام الاحتلال باقتحام الأقصى وإفراغ باحاته والاعتداء على المصلين … رام الله: وجوب الإدانة من الجميع.. غوتيريش: وقف الاستفزازات لمنع التصعيد
| وكالات
تواصلت أمس السبت ردود الفعل المنددة باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي أول من أمس المسجد الأقصى وإفراغه بالكامل والاعتداء على المصلين بالضرب وإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية باتجاه المصلين، مؤكدة ضرورة احترام حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى، مشددة على رفضها المطلق لأي محاولات لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في حين استهجنت وزارة الخارجية الفلسطينية مستوى اللغة التي استعملت في بيانات بعض الخارجيات الأجنبية لكونها لم تصل مستوى الحدث.
ونقلت وكالة «وفا» أمس السبت عن الوزارة ترحيبها بمواقف الدول التي عبرت عن إدانتها واستنكارها للعدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك، والمصلين، والمعتكفين فيه، والتي حملت حكومة الاحتلال المسؤولية عن نتائجه الخطيرة على ساحة الصراع وطالبتها بوقفه فوراً.
وأعربت الوزارة، في بيان لها، أمس السبت، عن استغرابها من مستوى البيانات الأخيرة التي صدرت عن بعض الخارجيات الأجنبية حول أحداث المسجد الأقصى، مستهجنة مستوى اللغة التي استعملت فيها في ضوء الانتهاكات البشعة التي قامت بها قوات الاحتلال بحق الأماكن المقدسة.
ورأت الوزارة أن البيانات بمجملها، لم ترتقِ إلى مستوى الحدث والتوقعات، ولم تلامس الحقيقة أو تعكس ما حدث، وإنما اختبأت وراء كلام عام يدين مجهولاً ويطالب الجميع بالهدوء.
وشددت على ضرورة تسمية الأمور بمسمياتها، والاعتراف بأن إسرائيل تحتل أرض دولة فلسطين، وأن ما قامت به شرطة الاحتلال من أعمال فاشية، تجلت في طبيعة الاعتداءات على المواطنين والمصلين في باحات الحرم القدسي الشريف.
وأكدت وجوب إدانة هذا العدوان من الجميع، وليس التستر عليه بجمل عامة توفر الحماية لتلك التصرفات العنصرية، لافتة إلى أن ما تم بالأمس يعتبر انتهاكاً إسرائيلياً لحرمة المكان المقدس، وللقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وللحق في العبادة وحرية التنقل والوصول لأماكنها، كذلك لحرمة شهر رمضان.
وقالت الخارجية: «إن مثل هذه البيانات لا تمارس أي ضغط على سلطات الاحتلال لوقف انتهاكاتها وجرائمها، بل تستغلها للتمادي في تعاملها وتصرفاتها كدولة فوق القانون والمساءلة والمحاسبة، وتدفعها لارتكاب المزيد من الانتهاكات».
وأشارت إلى أن مصدري تلك البيانات ما زالوا يتبعون الكيل بمكيالين، وازدواجية المعايير في التعامل مع الموضوع الفلسطيني مقارنة بما نقرؤه يومياً من تصريحات وبيانات عن مواقفهم تجاه أوضاع عالمية أخرى تحدث في قارة ليست ببعيدة عنا.
إلى ذلك استنكرت مجموعة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالأمم المتحدة في نيويورك اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك في شهر رمضان المبارك، والاعتداء على المصلين والمحتمين بداخله، ما يشكل انتهاكاً لحرمة المسجد وشعائر العبادة فيه، واستفزازاً سافراً لمشاعر المسلمين، واستمراراً للعدوان على الشعب الفلسطيني وعلى القدس ومقدساتها.
وطالبت المجموعة في بيان بوضع حد لكل هذه الانتهاكات، وطالبت إسرائيل «السلطة القائمة بالاحتلال»، باحترام حرمة الأماكن المقدسة في المدينة، والوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى.
وشددت على أن إسرائيل قوة محتلة وليس لها أي حقوق سيادية على الإطلاق في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية والمسجد الأقصى.
وأكدت رفضها المطلق لأي محاولات لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى.
وأعادت التأكيد على الهوية العربية والإسلامية للقدس الشريف، عاصمة دولة فلسطين المستقلة، والسيادة الفلسطينية الكاملة على القدس الشريف، وأن قضية القدس الشريف والدفاع عن المدينة في صميم عمل منظمة التعاون الإسلامي.
بدورها أكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، ضرورة احترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ووقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى.
كما أكدت ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف بموجب القانون الدولي، والوضع التاريخي القائم، وعدم المساس بسلطة صلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.
وشددت على ضرورة دعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط، وكذلك ضرورة وضع حد للممارسات الإسرائيلية غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد رئيس البرلمان الكويتي مرزوق الغانم، ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعمه بأي جهد وإن كان رمزياً في سبيل إعلاء قضيته.
ونقلت وكالة «كونا» أمس السبت عن الغانم قوله عبر «تويتر»: إن «ما يحدث في مدينة القدس والمسجد الأقصى دليل على أن مصطلحات النضال والكفاح والدعم والتضامن والمؤازرة لم تمت، بل هي كلمات مفتاحية مفصلية لنيل الحقوق الأصيلة للشعب الفلسطيني».
من جانبها أكدت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان، أمس السبت، أهمية احترام قدسية المسجد الأقصى، ووقف أي إجراءات استفزازية، من شأنها تأجيج العنف، وتغذية الكراهية الدينية، والتطرف، وعدم الاستقرار.
وفي السياق أكد رئيس لجنة حقوق الإنسان العربية المستشار جابر المري، في تصريح صحفي، أن ما شهده المسجد الأقصى بالأمس من تعدٍّ على المصلين هو امتداد لسلسلة بغيضة من الانتهاكات التي تمارسها القوة القائمة بالاحتلال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ويعد إمعاناً في خرق القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وعدم احترام الحق في ممارسة الشعائر الدينية.
بدوره أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في القدس، ودعا في بيان صدر عن الناطق باسمه في نيويورك، عشية الاتصالات المستمرة مع المندوب الدائم لدولة فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، إلى وقف الاستفزازات في الحرم الشريف بشكل فوري، لمنع المزيد من التصعيد.
كما جدّد دعوته إلى الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة في القدس واحترامه، مشيراً إلى أنه وجه المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط بالتواصل مع الشركاء الإقليميين الرئيسيين والأطراف لتهدئة الوضع.
وفي الأردن وحسب ما ذكرت وكالة «معا»، دعت النقابات المهنية في بيان لرئيس مجلس النقباء الأردني نقيب المحامين مازن أرشيدات إلى طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير الأردني ووقف كافة أشكال التعاون والتطبيع مع الاحتلال.
في أثناء ذلك اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أمس السبت، سبعة شبّان بينهم ثلاثة أطفال، بعد الاعتداء عليهم خلال وقفة في مدينة أم الفحم في أراضي 48 نظمت احتجاجاً على اعتداءات الاحتلال في القدس والأقصى.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، شابين من مخيم جنين وآخر من بلدة قباطية جنوب المدينة، وذلك لدى مرورهم على حاجزين عسكريين.
وفي قطاع غزة استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، المزارعين في الأراضي الزراعية الحدودية شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.