بعد ثلاثة مواسم من الانتظار.. أحمر الجزيرة دربه أخضر ويرسم بسمة الصعود ويحقق الانتصار
| الحسكة - دحام السلطان
اختتم أحمر الجزيرة استحقاقات الأدوار المرحلية التي سبقت وصوله إلى الدور النهائي والوصول من خلاله إلى مصاف أندية الدوري الممتاز عن جدارة واستحقاق، ومثلما تمنت وأرادت الجوقة الحمراء كانت بالفعل دروبها خضراء، فعزف رجالها لحن الفوز والبطولة على أنغام القيثارة الخضراء التي عشقوها وأرادوها وبنوا عليها آمالهم وأحلامهم منذ البداية، على الرغم من ظروف مشقة السفر من الحسكة وطول الطريق الذي يربطها بميادين المنافسة خارج الديار في الأدوار التي لحقت بتجمّع الحسكة الأول.
إمكانات واستثمار للفرص
الحسكة وكما يحلو لأنصاره أن يسموه بهذا الاسم خلال أيامه الوردية لسنوات وعقود خلت، عَرِف كيف يوظف إمكاناته ويستغل ويستثمر الفرص بشكل جيد وبخبرته وهمة شبابه، بعد تحقيق عملية الاحتكاك والتعارف الجيدة والمطلوبة للاعبيه، وكشف وسبر أغوار الفرق المنافسة له، ولاسيما خلال مراحل منافسات العودة الأخيرة من عملية الصعود، في ظل وجود أسماء بين صفوفه لها وزنها وحجمها في الدوري الكروي من التي كان لها حضور مميّز في الدوري الممتاز في المواسم الفائتة من خلال فرق أندية القطر التي لعبوا لها، مع توافر حجم جيد من الأسماء البديلة وفي جميع المواقع على دكة البدلاء التي لا تقل شأناً عن المجموعة الأساسية، وفي ظل صرف الملايين غير المسبوقة في تاريخ النادي التي أنفقتها إدارة العبد نبهان على الفريق وجلبتها من أفواه السباع للمحافظة على رتم النادي ومواصلة مسيرة استحقاقاته وبالشكل المطلوب، ومع وجود كادر فني واسع العدد وعريض الحجم، ومتفاهم ومنسجم ويعرف كل منهم بعضه بعضاً جيداً، ما كان له الدور المؤثر في استكمال الخط المتوازن والبياني التصاعدي للفريق، للوصول إلى ما يريده الفريق ويطمح إليه في النهاية.
تخطيط وتغيير منتظر
تأهل أحمر الجزيرة إلى الدوري الممتاز على الرغم من خسارته الوحيدة في كل الدوري، في لقاء الإياب الأخير الذي جمعه وجرمانا بهدف يتيم، ومع ذلك فإنه اللقاء الذي ابتسم فيه النصر المبين مع آخر صافرة للفريق الأحمر، وفي الوقت الذي يعتبر فيه فوز جرمانا المضيف عليه فوزاً معنوياً لا أكثر، حيث سبق للجزيرة أن فاز عليه بمباراة الذهاب التي جرت على أرضه الافتراضية في ملاعب حلب بثلاثة أهداف؟ ليعلن الجزيرة بذلك عودته الرسمية إلى مصاف أندية الدوري الممتاز بعد ثلاثة مواسم أمضاها بالدرجة الأولى، ووجود الجزيرة الفعلي بين أندية الدوري الممتاز، وبعيداً عن العواطف ونشوة الصعود التقليدية الاعتيادية والاحتفالات العفوية التي صفقت للفريق بعودته إلى الدوري الممتاز وسط هذا الاستقبال والحضور الرسمي والرياضي والجماهيري للفريق في مشاهد لم تكن غريبة وغير مألوفة على رياضة الحسكة فيما مضى؟ لذلك ينبغي أن تكون العقلانية قد بدأت تختمر في الأدمغة الجزراوية الرياضية والرسمية على حد سواء، اليوم وغداً وبعد غد، وأن تكون هناك وقفة تخطيط وتغيير شاملة منتظرة في جسد الفريق ومغايرة تماماً عن كل ما مضى للاستعداد والتحضير والتهيئة للمقبل القادم للثبات والتثبيت في الدوري الممتاز، بعد الاستفادة من الأخطاء والعثرات والهفوات والهنات التي رافقت الجزيرة هذا إذا كان الفريق يريد أن يكون دربه أخضر وألحانه خضراء، لا أن يكون الموسم المقبل «شمّة هوى» والعودة من حيث أتينا لا قدّر الله، وهذا كله برسم إدارة النادي الأحمر؟
كشف حساب الجزيرة
أحمر الجزيرة لعب 14 مباراة طوال رحلته الاستحقاقية في الدوري، كانت 8 من نتائجه ناصعة خضراء، وتعادل في خمسة لقاءات، ولم يخسر إلا في لقاء الإياب مع جرمانا، سجل في المنافسة 27 هدفاً، واللافت للنظر أن أكثر أهدافه لم تكن بأقدام مهاجميه، بل ساهم فيها جميع لاعبي خطوط اللعب بالفريق، فيما استقبلت شباكه 8 أهداف، فكانت نتائجه خلال تجمّع الحسكة لمرحلة الذهاب بفوز على عامودا بنتيجة 2-0، وعلى الجهاد 2-0 أيضاً، وإياباً على عامودا قانوناً 3-0 وتعادل الجهاد من دون أهداف فتأهل بطلاً عن مجموعة الحسكة، وفي المرحلة الثانية تعادل سلباً مع خطاب الحموي ذهاباً وفاز عليه إياباً بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وفي المرحلة الثالثة تعادل مع الساحل ذهاباً بهدف لهدف وفاز عليه إياباً بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، وتعادل مع الحرية ذهاباً بهدفين لهدفين وسلباً في لقاء الإياب، وفاز على مورك ذهاباً بهدف نظيف وأكد فوزه إياباً عليه وسحقه بخمسة أهداف نظيفة إياباً ليظفر من خلالها بصدارة المجموعة، ليلتقي وصيف بطل المجموعة الجنوبية جرمانا ويفوز عليه في لقاء الذهاب بثلاثة أهداف دون رد، ويخسر أمامه بهدف وحيد، ليحجز بذلك إحدى بطاقتي الصعود ويترافق مع المجد الدمشقي إلى مصاف أندية الدوري الممتاز.