رغم نفي «غاز بروم».. إعلان بولندا وقف تصدير الغاز الروسي إليها يرفع الأسعار 12 بالمئة بدقائق في أوروبا … بوتين: تم تضليلكم ونعوّل على الحل الدبلوماسي.. غوتيريش: لخلق ظروف وقف إطلاق النار
| وكالات
رغم محاولات الغرب الأوروبي والأميركي، شيطنة النظام في روسيا، والسعي الحثيث إلى عزله دولياً، ومحاصرته اقتصادياً، حط رحال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أراضي روسيا، على طاولة الحوار مع الرئيس فلاديمير بوتين، ليسمع دون وساطة حقيقة الأمور، من خلال دعم موسكو لمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها، وبأن موسكو تعوّل على إمكانية حل الأزمة عبر المسار الدبلوماسي، ليركز غوتيرش على أن حل النزاعات لا بد من أن يكون عبر الأمم المتحدة.
مواقف موسكو الواضحة تجاه دور مجلس الأمن المختل والتي سمعها غوتيريش بصراحة من وزير الخارجية سيرغي لافروف، جاءت بالتوافق مع تأجج حرب الوقود، على خلفية إعلان بولندا قطع موسكو لإمدادات الغاز إليها، الأمر الذي وإن نفته «غاز بروم» إلا أنه دفع إلى تحليق سعر الغاز في الأسواق الأوروبية وبمعدل وصل إلى 12 بالمئة خلال دقائق.
وأكد الرئيس بوتين خلال لقائه غوتيريش في موسكو أمس، دعم روسيا لمبادئ الأمم المتحدة، مشدداً على أن ميثاقها أساس العلاقات الدولية وليست قواعد كتبها البعض لخدمة مصلحته، وأوضح أن الأزمة في شرق أوكرانيا بدأت مع استخدام سلطات كييف القوة العسكرية، قائلاً: «نعول على إمكانية حل الأزمة مع أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي».
وتابع: «لا يمكن عقد اجتماع مع (الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي) من دون التوافق على القضايا الفرعية، وسلطات كييف لم تطبق اتفاقات مينسك ولم تمنع وقوع إبادة جماعية في دونباس».
وتوجه بوتين بالقول إلى غوتيريش: «أنتم تقولون إن الممرات الإنسانية الروسية لا تعمل، السيد الأمين العام، لقد تم تضليلكم، فهذه الممرات تعمل، 130-140 ألف شخص غادروا ماريوبول بمساعدة روسيا ويمكنهم الذهاب إلى أي مكان، بعضهم إلى روسيا، وبعضهم إلى أوكرانيا، يمكنهم الذهاب إلى أي مكان، نحن لا نمنعهم، نحن نقدم كل أنواع المساعدة والدعم لهم».
وتابع: «نعم، نسمع من السلطات الأوكرانية عن وجود مدنيين في آزوفستال، ويتعين على جنود الجيش الأوكراني إطلاق سراحهم، أو أنهم يتصرفون كالإرهابيين في العديد من دول العالم، مثل تنظيم داعش الإرهابي في سورية الذي اختبأ وراء المدنيين»، مضيفاً: «أسهل شيء يمكن فعله هو السماح لهؤلاء بالخروج، وما أسهل ذلك».
بدوره أعرب غوتيريش عن قلقه من تدهور الوضع الإنساني في أوكرانيا، واستعداد الأمم المتحدة لتيسير عمليات الإجلاء من ماريوبول، وبين أن روسيا لديها العديد من الملاحظات بشأن أمنها، قائلا: «قدمت مقترحين لوزير الخارجية الروسي لتحسين الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، ولا بد من حل النزاعات عبر الأمم المتحدة».
وفي السياق نقلت وكالة «تاس» عن لافروف، عقب محادثاته مع غوتيريش قوله: إن العالم يمر الآن بلحظة الحقيقة، وأنه يتعين على مجلس الأمن التخلص من العيب الرئيسي وهو هيمنة الدول الغربية، على حين أكد غوتيريش أنه لا يوجد هناك أي قيود أمام الحوار بين الأمم المتحدة وروسيا في المجال الإنساني بغض النظر عن الرؤية المختلفة للوضع في أوكرانيا.
من جانب آخر نقلت وسائل إعلام بولندية، عن مصادر داخل حكومة وارسو وشركة الطاقة الحكومية PGNiG، بأن روسيا أوقفت شحنات الغاز الطبيعي إلى بولندا عبر خط أنابيب يامال- أوروبا، الأمر الذي نفته «غاز بروم» في بيان لها، وقالت: إن «وارسو ملزمة اليوم بدفع تكاليف إمدادات الوقود وفقاً لإجراءات الدفع الجديدة».
وعقب إعلان بولندا الخبر، قفزت أسعار الغاز في أوروبا بنسبة 12 بالمئة في بضع دقائق إلى 1150 دولاراً لكل ألف متر مكعب، حسب «روسيا اليوم».