670 شخصاً أصيبوا بالتهاب الكبد في درعا جراء تلوث الصرف الصحي … مدير الصحة: الإصابات في حي السبيل ليست التهاب الكبد (C) وإنما (A) غير مميتة وتنتقل بالمخالطة
| محمود الصالح
نفى مدير الصحة في درعا أشرف برمو أن يكون التهاب الكبد الذي تعرض له عدد من أبناء حي السبيل في مدينة درعا التهاب كبد وبائي «C»، وأضاف: وإنما هو التهاب الكبد « A» والمعروف شعبياً «اليرقان» وهو الذي يصاب به الإنسان عادة جراء التلوث سواء في مصادر المياه أم الطعام، وهو من الأمراض المعدية بين أفراد الأسرة، وخاصة نتيجة استخدام الحمامات المشتركة.
وبين أن انتشاره في هذه المنطقة يعود إلى وجود تلوث في الصرف الصحي في هذا الحي. موضحاً أنه ليس له علاج محدد، وإنما يتم علاج الأعراض المرافقة سواء الإسهال أم غيره من الأعراض، ويكون العلاج بالابتعاد عن تناول المواد الدسمة واللجوء إلى الراحة، وعادة يتم شفاء المريض تلقائياً بعد انتهاء فترة الحضانة التي تمتد من 14 إلى 60 يوماً، ولا يوجد أي لقاح يمكن أن يعطى للمريض أو حتى للمخالطين للمريض للوقاية من المرض.
وأكد مدير الصحة أن عدد الحالات المسجلة في مديرية الصحة والمصابة بهذا الالتهاب وصل تقريبا إلى نحو 670 إصابة، وتتابع المديرية والجهات المعنية رصد أي حالات.
جدير بالذكر أن التهاب الكبد (A) الحاد هو التهاب الكبد الذي يُسبِّبه فيروس التهاب الكبد (A) ويستمرُّ أقلَّ من 6 أشهر. ينتشر التهاب الكبد (A) عادةً عندما يتناول الأشخاص شيئاً ملوثًا ببراز شخصٍ مصابٍ بالعدوى، ويُسبِّب أعراضاً نموذجية لالتهاب الكبد الفيروسي (بما في ذلك نقص الشهية والشعور العام بالمرض واليرقان) عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين ولكنَّه قد لا يُسبِّبَ ظهورَ أي أعراض عند صغار الأطفال، ولا توجد مُعالَجَة نوعيَّة لالتهاب الكبد (A)، ولكنَّ معظم المرضى يتعافون بشكلٍ كامل.
ويُعدُّ فيروس التهاب الكبد (A) السَّبب الأكثر شُيوعًا للإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد. وهو شائع بشكلٍ خاص بين الأطفال والشباب، لا يؤدي التهاب الكبد (A) إلى الإصابة بالتهاب الكبد المزمن، أي إن العدوى لا تستمرُّ لأكثر من 6 أشهر، وعندما يتعرَّض الأشخاص إلى فيروس التهاب الكبد (A)، يقوم جهازهم المناعي بإنتاج الأجسام المُضادَّة التي تحميهم من الإصابة مرَّةً أخرى بالعدوى بهذا الفيروس.
ينتشر التهاب الكبد (A) عادةً عندما يلتقط الشخص الفيروس بعدَ ملامسة جسمٍ ما أو تناول الطعام أو المشروبات الملوَّثة ببراز شخصٍ مصابٍ بالعدوى. يحدث الانتشار عادة بسبب سوء النظافة – على سبيل المثال، عندما يقوم شخصٌ مصابٌ بإعداد الطعام بأيدٍ غير مغسولة. يمكن أن يتسبَّب المحار المأخوذ من المياه التي تصبُّ فيها مصارف الصَّرف الصِّحِّي الملوَّثة أحياناً في حدوث العدوى عند تناولها نيِّئة. ويمكن للأشخاص أن ينشروا الفيروس قبل ظهور الأعراض لديهم قبل أن يعرفوا بأنَّهم مصابون بالعدوى. كما أنه من الشائع أن تتسبَّبَ الأوبئة المرتبطة بتلوُّث إمدادات المياه بالبراز عادةً، ولاسيَّما في البلدان النَّامية.
ولا يؤدي التهاب الكبد (A) إلى الإصابة بالتهاب الكبد المزمن، ولم يعد بإمكان الأشخاص نقل الفيروس للآخرين بعد التَّعافي من التهاب الكبد الحاد.
يعاني معظم الأطفال الأكبر سناً والبالغين المصابين بالتهاب الكبد (A) أعراضاً نموذجيَّة لالتهاب الكبد الحاد، وتنطوي هذه الأَعرَاضُ على نَقص الشَّهية وشعور عام بالمرض (التَّوعُّك) وتقيُّؤ وألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن (الكبد) وظهور بول داكن اللون عند نحو 70 بالمئة من الأشخاص، ولا تظهر أي أعراضٍ عند نحو 70 بالمئة من الأطفال دون سن 6 سنوات، ويُوصى باتِّخاذ تدابير وقائيَّة لأفراد الأسرة والمخالطين المُقرَّبين للأشخاص المصابين بالتهاب الكبد (A) لأنهم تعرَّضوا للعدوى.