بايدن قدم 40 مليار دولار.. وبولندا فشلت بإرسال «ميغ 29» إلى أوكرانيا … القوات الروسية: سيطرنا بالكامل على «آزوفستال» ودمرنا شحنة ضخمة من الأسلحة الغربية
| وكالات
بناتج لم تترك أثرها على الإرادة الروسية ومجريات العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، واصل الغرب محاولاته اليائسة لبث العزيمة في عروق جثة النظام الأوكراني، من خلال ضخ المزيد من الدعم المادي حال الـ40 مليار دولار التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن بالأمس، أو بقطع غيار مقاتلات «ميغ 29» التي أعلنت عن تقديمها بولندا بعد فشلها بتزويد كييف بتلك المقاتلات.
الفشل الغربي في مساعيه لإيقاف القرار الروسي بتحرير دونباس، والقضاء على النازيين الجدد في أوكرانيا، بدا جلياً في منعكسات أرض الميدان إذ أعلنت القوات الروسية، أمس، السيطرة الكاملة على جميع منشآت «آزوفستال» في ماريوبول، حيث تحصن مسلحو كتيبة «آزوف» المتطرفة، إضافة إلى تدمير شحنة كبيرة من الأسلحة التي سلمتها دول غربية لحكومة كييف للاستخدام في معارك دونباس.
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة «سبوتنيك» أن بولندا أرسلت إلى أوكرانيا قطع غيار وأسلحة خاصة بمقاتلات «ميغ 29» بعد إخفاق الاتفاق على تزويد كييف بتلك المقاتلات، بعد أن كان الأمر يتعلق في البداية بنقل طائرات «ميغ 29»، لكن لم يكن من الممكن الاتفاق على ذلك تحت مظلة الناتو.
في أثناء ذلك وقع الرئيس الأميركي جو بايدن أمس السبت تشريعاً لدعم أوكرانيا بمساعدات إضافية تبلغ قيمتها 40 مليار دولار.
وبحسب وكالة «أسوشيتد برس» فإن التشريع، الذي أقره الكونغرس بدعم من الحزبين، يعمق التزام الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا في ظل استمرار العملية العسكرية الخاصة الروسية في ذلك البلد.
ويهدف إلى دعم أوكرانيا حتى أيلول القادم، وهو مبلغ كبير مقارنة بإجراء الطوارئ السابق الذي قدم 13٫6 مليار دولار.
وبينت الوكالة أن التشريع الجديد يقدم 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية، ما يضمن تدفقاً ثابتاً من الأسلحة المقدمة إلى أوكرانيا، وهناك أيضاً 8 مليارات دولار في صورة دعم اقتصادي عام، و5 مليارات دولار لمعالجة نقص الغذاء العالمي الذي قد ينجم عن انهيار الزراعة الأوكرانية وأكثر من مليار دولار لمساعدة اللاجئين.
وأشارت الوكالة إلى أن الدعم اللوجستي يعكس إحساساً بالإلحاح بشأن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا، ولكن أيضاً التحديات الدولية المتداخلة التي تواجه بايدن.
وفي معلومات أرض المعارك الدائرة في أوكرانيا، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية على جميع منشآت «آزوفستال» في ماريوبول، حيث تحصن مسلحو كتيبة «آزوف» المتطرفة.
ونقلت وكالة «تاس» عن كوناشينكوف قوله أمس: أصبحت المنشآت السرية للمشروع، التي كان يختبئ فيها المسلحون من كتيبة آزوف الأوكرانية المتطرفة تحت سيطرة القوات المسلحة الروسية».
وأضاف: «منذ 16 الشهر الحالي، وخلال العملية، ألقى 2439 من النازيين الأوكرانيين من (آزوف) وجنود القوات المسلحة الأوكرانية أسلحتهم واستسلموا»، مشيراً إلى أنه خلال اليوم الجمعة الماضي استسلمت آخر مجموعة منهم وتقدر بـ531 مسلحاً».
وتابع: «تم إخراج ما يسمى «قائد» النازيين «آزوف»، بسبب رغبة سكان ماريوبول في معاقبته على العديد من الجرائم، من أراضي المصنع في سيارة مصفحة خاصة».
وأبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو القائد العام للقوات المسلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتهاء من عملية التحرير الكامل للمصنع ومدينة ماريوبول من المسلحين الأوكرانيين.
وبعد تأكيد الدفاع الروسية استسلام قائد كتيبة «آزوف» القومية المتطرفة الأوكرانية دينيس بروكوبينكو من آخر معقل لمسلحيه في ماريوبول، أفادت وسائل إعلام باستسلام أبرز قياديين آخرين أيضاً.
وهذان القياديان هما سفياتوسلاف بالامار نائب قائد «آزوف»، وسيرغي فولينسكي القائم بأعمال قائد لواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية، والاثنان معروفان بنشر عديد من المقاطع المصورة من أقبية «آزوفستال» خلال فترة حصار المصنع.
وعلى خط مواز أعلنت الدفاع الروسية أمس السبت أن قواتها دمرت شحنة كبيرة من الأسلحة التي سلمتها دول غربية لحكومة كييف للاستخدام في معارك دونباس.
وقال كوناشينكوف في إفادة صباحية: إن صواريخ طويلة المدى وعالية الدقة من طراز «كاليبر» أطلقت من البحر، دمرت في إحدى محطات السكك الحديد في مقاطعة جيتومير بشمال غرب البلاد، شحنة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية التي سلمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية لمجموعة القوات الأوكرانية في دونباس.
وأضاف كوناشينكوف إنه في منطقة أوديسا دمرت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو منشآت لتخزين الوقود المخصص لمدرعات القوميين الأوكرانيين.
كما أصابت صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو ثلاثة مراكز قيادة، و36 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، فضلاً عن 8 مستودعات للذخيرة في مقاطعة نيكولاييف وأراضي جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.
وحسب كوناشينكوف ضرب الطيران الحربي الروسي أربعة مواقع قيادة، و47 منطقة تجمع للقوات والمعدات الأوكرانية، إضافة إلى مستودع للذخيرة.
وأدت الغارات الجوية إلى مقتل أكثر من 270 عنصرا من فصائل القوميين الأوكرانيين، وتعطيل 52 قطعة من المعدات العسكرية.
وأسقطت مقاتلات روسية طائرة أوكرانية من طراز Su-25 خلال معركة جوية فوق دونيتسك، فيما أسقطت الدفاعات الجوية الروسية طائرة أوكرانية أخرى من طراز Su-25 في مقاطعة خيرسون.
كما تم إسقاط 14 طائرة أوكرانية من دون طيار في أجواء في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وخاركوف.
وأصابت القوات الصاروخية والمدفعية الروسية 77 موقع قيادة، و602 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية، بما في ذلك معسكر تدريب لقوات العمليات الخاصة مع أفراد في منطقة أوديسا، و43 بطارية للمدفعية والهاون في مواقع إطلاق النار، وبطاريتين لراجمات الصواريج من طراز «غراد»، و10 مستودعات للذخيرة منصة إطلاق لمنظومة Buk-M1 المضادة للطائرات في منطقة خاركوف.
ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة دمرت القوات الروسية ما مجموعه 174 طائرة أوكرانية، و125 مروحية، و966 طيارة من دون طيار، و315 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و3182 دبابة ومدرعة أخرى، و402 من راجمات الصواريخ، و1614 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، إضافة إلى 3054 مركبة عسكرية خاصة.
الى ذلك أكد المرتزق البريطاني ماثيو روبنسون، في مقابلة مع صحيفة «تايمز» الإيرلندية، أن «الأجانب في أوكرانيا يواجهون نقصاً في الأسلحة والدروع والذخيرة والإسعافات الأولية».
ونقلت الصحيفة عن روبنسون قوله: «لا يزال يتعين على العديد من العسكريين والمرتزقة شراء معظم معداتهم بأنفسهم».
وأضاف: «نواجه صعوبات في الأشياء الأساسية مثل السترات الواقية من الرصاص والخوذات والأسلحة والذخيرة والإسعافات الأولية.. من وجهة نظر لوجستية، هذه مشكلة كبيرة».
وروبنسون هو جندي بريطاني سابق ومتعاقد عسكري أميركي، ويساعد حالياً في اختيار المرتزقة لـ«الفيلق الجورجي»، الذي تأسس في عام 2014، ويضم الآن ما يقرب من 1000 مقاتل من أكثر من 30 دولة.
وتقول أوكرانيا: إن نحو 20 ألفاً قدموا للعمل في لواء الأجانب كمتعاقدين، ومن بينهم روبنسون، الذي سافر إلى بولندا من جنوب إسبانيا، حيث يقول: إنه «يعيش في منزل متنقل على الشاطئ ويقضي معظم وقته في ممارسة الرياضات الخطرة».
من جانب آخر ذكرت صحيفة «أيدينليك» التركية أن أوكرانيا تحتجز 21 سفينة تركية في ميناء أوديسا وتستخدمها كدروع لمنع شن أي هجوم روسي على أوديسا.
وحسب «الصحيفة»، فإن 21 من السفن التي لم يسمح لها بمغادرة ميناء أوديسا تابعة لتركيا. ولا تسمح أوكرانيا لهذه السفن بالمغادرة، متذرعة بالألغام في البحر.
ولفتت الصحيفة إلى أن «روسيا فتحت ممراً أمنياً، لكن لم يسمحوا لهم بالمغادرة، إذ إن الهدف الرئيسي مختلف، ففي حال غادرت السفن الأجنبية، سيصبح الأوكرانيون هدفا واضحاً وستسقط أوديسا في الحال. لهذا السبب، فإن الأوكرانيين لا يسمحون للسفن الأجنبية بما في ذلك 21 سفينة (تركية) بالمغادرة».
وقالت الصحيفة، «تعتقد كييف أنه إذا شن الجانب الروسي عملية وضربت السفن التركية، فسوف تنشأ توترات بين موسكو وأنقرة».