الفتاة التي أبكت وزير التربية … اليوم تختتم مسابقة تحدي القراءة بمشاركة 109 طلاب … وزير التربية لــ«الوطن»: عبرت عن شغف الطالب السوري واهتمامه في القراءة وقدرته على المنافسة في شتى المجالات
| محمود الصالح
كشف وزير التربية دارم طباع عن وصول 109 طلاب من جميع المحافظات السورية إلى المرحلة النهائية في منافسة مسابقة تحدي القراءة التي بدأت منافساتها النهائية أمس وستختتم اليوم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أشار طباع إلى الإقبال الكبير للمشاركة في مسابقة القراءة التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى الوطن العربي، من الطلاب السوريين والذي تجاوز 61 ألف مشارك على مستوى البلاد، وأضاف: ووصلنا الآن إلى التصفية النهائية.
وبيّن طباع أن هذه هي المشاركة الأولى لسورية في هذه المسابقة التي هي الآن في نسختها السادسة، وهناك خمس نسخ سابقة من المسابقة لم تشارك فيها سورية، وأعتبر أن أهمية مشاركة سورية تبرز من خلال وجود شغف كبير للقراءة لدى الطلاب السوريين، وقد أثارت هذه المسابقة حب التنافس بين طلابنا والطلاب في الدول العربية الأخرى، وهي دليل على قدرة الطالب السوري على التفاعل في هذا التحدي، حيث تعتبر قراءة 50 كتاباً من الطالب وهي كتب لا علاقة لها بالمنهاج المدرسي تحدياً كبيراً، وهذه القراءة تشكل ذخيرة معرفية عامة للطلاب المشاركين في المسابقة.
وأشار إلى أنه حضرت أمس إلى سورية لجنة تحكيم من الإمارات العربية المتحدة لاختيار الفائز على مستوى سورية للمشاركة في المسابقة النهائية في الإمارات العربية في شهر تشرين القادم، وبين أنه جرى إعطاء الطلاب المتنافسين فترة كافية للتعبير عن القراءات التي قاموا بها خلال مراحل المنافسة السابقة، وكان هناك نمط معين للأسئلة في التصفية النهائية لمعرفة مدى قدرة الطالب على فهم الكتب التي قرأها وقدرته على التعبير عن هذه الكتب، ومدى الثقافة التي يملكها الطالب.
وأوضح طباع أن هناك عوامل أخرى يتم من خلالها وضع العلامات لكل متسابق، وبالتالي يتم اختيار الفائز على مستوى سورية. وأوضح أنه سيتم اليوم اختيار أفضل متسابق من بين المتنافسين الــ109 الذين يشاركون في المنافسة الوطنية الأخيرة، وسيقام خلال الفترة القادمة احتفال رسمي كبير في دار الأوبرا في دمشق للإعلان عن النتيجة النهائية للمسابقة. بعد ذلك يشارك الفريق الوطني في المسابقة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة في تشرين الأول القادم والمؤلف من الفائز الأول نتيجة منافسات اليوم وأفضل منسق وأفضل مدرسة في سورية.
وعن أكثر المحافظات مشاركة في مسابقة تحدي القراءة بين وزير التربية أنها في المرتبة الأولى حلب ودمشق ودير الزور إضافة للمشاركين من الأمانة السورية للتنمية، منوهاً بوجود مشاركات نوعية من عدد من المحافظات.
وأشار طباع إلى أنه خلال حضوره جزءاً من منافسات المحافظات حضر مسابقة دير الزور وكانت هناك طفلة من بين المتسابقين قد تحدثت عن معاناة أبناء هذه المحافظة والمأساة التي تعرضت لها هي وأهلها خلال سنوات الحرب، ومن خلال طريقة تعبيرها والمشاعر والأحاسيس التي أظهرتها خلال حديثها والتي أثرت في الحضور، «لمرحلة أنني بكيت تأثراً بما قالته هذه الطفلة»، وأضاف إن لدى طلابنا الكثير من المشاعر والأحاسيس التي استطاعوا أن يعبروا عنها من خلال هذا التحدي بما يفوق الوصف.
وتابع وزير التربية حديثه: إن سورية ولادة دائماً ولديها مراكز إشعاع حضاري، وكان السوريون عبر التاريخ أصحاب رسالة على مستوى العالم، واثبت المجتمع السوري أنه مجتمع مثقف في جميع مراحل التاريخ، وهذه الثقافة وهذا التنوع هو الذي حمى وحدة بلادنا، لذلك نحن على يقين اننا قادمون على مستقبل مشرق.
المنسق العام للمبادرة عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة علي عباس أوضح أن المرحلة الأولى لهذه المسابقة انتهت في نيسان الماضي من خلال تصفيات المدارس، التي شارك فيها 61099 متسابقاً من جميع المدارس في 16 منطقة تعليمية من 14 محافظة، وتم أخذ الثلاثة الأوائل في نتيجة التصفية من كل مدرسة، وتم تجميع الفائزين من كل المدارس في كل محافظة وتم إجراء التصفيات على مستوى المحافظات في شهر أيار الماضي، وتم اختيار 8-10 فائزين من كل محافظة.
وبيّن عباس وجود مسابقات على التوازي مع مسابقة الطلاب وهي مسابقة بين المدارس والمنسقين في كل محافظة، وبعدها المرحلة الثالثة التي جرت أمس واليوم وهي التحدي بين المحافظات على مستوى القطر بحيث تم اختيار 109 فائزين من جميع المحافظات إضافة إلى مدارس المتفوقين، حيث كان لكل من حلب ومدارس المتفوقين والأمانة السورية للتنمية 10 متسابقين، ودمشق وريف دمشق والسويداء وحماة 9 متسابقين لكل منهم و6 متسابقين لحمص وخمسة متسابقين لمحافظات إدلب وطرطوس ومدارس بنات الشهداء و4 متسابقين لكل من الحسكة واللاذقية ودير الزور وثلاثة طلاب لكل من درعا والرقة. وكان العدد الأكبر من الإناث حيث بلغ عددهن 82 متسابقة بينما كان عدد الذكور 27 متسابقاً، وكان قد تم مؤخراً اختيار أفضل منسق لهذه المسابقة في إطار مسابقة المنسقين، وأفضل مدرسة في إطار مسابقة المدارس.
وسيشارك في تشرين الأول القادم الفائز الأول في مسابقة الطلاب ومعه 9 طلاب آخرون من الفائزين، إضافة إلى أفضل منسق وأفضل مدرسة.
وعن أهمية هذه المسابقة أشار عباس إلى أن وجود أكثر من 61 ألف متسابق في تحدي القراءة في سورية في هذه الظروف التي تعيشها وبعد تعرضها لحرب على مدى أكثر من عشر سنوات، فهذا يعتبر مؤشراً ايجابياً على أن مستقبل بلادنا سيكون بخير، ولا خوف على شعبنا في المرحلة القادمة، وأن القادة الذين سيحملون مسؤولية سورية المستقبل هم بخير، وأننا قادمون على مستقبل واعد بهمة هؤلاء الشباب.