جائزة الدولة التقديرية لعام 2022 … في الآداب للمسرحي فرحان بلبل.. وفي النقد للدكتور فايز الداية.. وفي الفنون للدكتور محمد غنوم
| مايا سلامي
أعلنت وزارة الثقافة أسماء الفائزين بجائزة الدولة التقديرية لعام 2022، حيث ذهبت في مجال الأدب للأديب فرحان بلبل، وفي مجال الفنون للفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم، وفي مجال الدراسات والنقد والترجمة للدكتور فايز الداية.
في مجال الفنون
الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم من مواليد دمشق 1949، تخرج في كلية الفنون الجميلة- قسم الديكور عام 1976 ليتابع في الدراسات العليا ويحصل على دكتوراه الفلسفة في علوم الفن من جامعة طشقند في أوزبكستان عام 1992. تولى منصب الموجه الأول للتربية الفنية في سورية ورئيس جمعية أصدقاء الفن في دمشق منذ عام 1996، وهو مدرّس محاضر في كليات الهندسة المعمارية والفنون الجميلة والتربية في جامعة دمشق.
بدأ حياته الفنية برسم الأحياء الدمشقية القديمة والطبيعة الصامتة والبورتريه بطريقة واقعية ولم ينقطع في تلك المرحلة عن استعادة جماليات الخط العربي في لوحاته حيث تأثر بالمدرسة الحروفية التي شهد الفن التشكيلي ظهورها في أربعينيات القرن الماضي ليصبح اليوم أحد أهم الفنانين الحروفيين في سورية. أقام معارض كثيرة فردية ومشتركة منها 17 معرضاً شخصياً في عدد من المدن السورية و37 معرضاً في دول عربية وأجنبية ونال جوائز ذهبية عالمية كان أهمها جائزة الشراع الذهبي في الكويت 1981، والجائزة الأولى في مهرجان الخط العربي في طهران 1997، والجائزة الأولى للخط والموسيقا في فرنسا 2000، كما تم تكريمه من وزارة الثقافة السورية عام 2004. وأعماله مقتناة من وزارة الثقافة السورية في المتحف الوطني في دمشق وقصر الشعب، ومتحف الجمعية الملكية الأردنية، وقصر المؤتمرات في الكويت، ومتحف الفنون الشرقية في موسكو، وقاعة كبار الزوار في مطار جدة الدولي، إضافة إلى عدد من متاحف العالم.
وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن الدكتور محمد غنوم أنه: «عندما أرى في عيون من يشاهد أعمالي الفنية الحب والإعجاب أطرب وأسعد، وعندما أحقق فائدة ونتيجة لطالب أدرّسه أيضاً أفرح وأُسر فكيف إذا منحت تقديراً من وطني سورية، وطن الحضارة والجمال بالتأكيد ليس هناك عبارات تفي للامتنان والشكر وأيضاً ليس هناك سعادة أكبر من السعادة والفخر والاعتزاز بهذه الجائزة التقديرية التي منحني إياها هذا الوطن الغالي لما أنتجت ورسمت».
وأضاف: «فلهذا الوطن دين كبير علي فمهما قدمت لن أستطيع أن أفيه جزءاً من حقه علي فقد قدم الجمال لي في كل زمان ومكان، منذ اللحظة الأولى التي أبصرت عيناي هذا الوطن، أمي أرضعتني حب الجمال ووالدي رعى الجمال لدي وأسرتي وأولادي ترجموا لي الجمال في كل يوم فلم أكن يوماً إلا عاشقاً للفن ولم أكن يوماً إلا سعيداً بهذا الفن، فأنا ابن غوطة دمشق المكان الأجمل على كوكب الأرض وأنا حفيد من أعطى الأبجدية للعالم وأنا شقيق ابن مقلة وتلميذ بدوي الديراني ومتيّم بتوجيهات فاتح المدرّس ومحمود حماد وعفيف البهنسي».
وتابع: «كل الشكر لوزارة الثقافة من رأس الهرم إلى كل من ساهم في تقدير تجربتي مع الفن وأحمد الله أن رسالتي الفنية قد وصلت إلى العديد من مدن العالم بعد أكثر من 70 معرضاً، ومئات المشاركات طافت المعمورة نلت فيها العديد من الجوائز لكن الجائزة التقديرية اليوم هي الأغلى بالنسبة لي فهي من الوطن الذي أسكنه وهو الذي يسكن في أعماقي».
في مجال الأدب
الكاتب والمسرحي فرحان بلبل من مواليد مدينة حمص عام 1937، تخرج في جامعة دمشق قسم اللغة العربية وآدابها عام 1960. بدأ العمل في المسرح منذ عام 1968 في الأندية الفنية في مدينة حمص وأصبح عضواً في اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1971، وفي عام 1973 ساهم في تأسيس فرقة المسرح العمالي وأهم ما أنجزه مع هذه الفرقة هو تجوال المسرح، كما قدمت الفرقة منذ تأسيسها حتى الآن أكثر من 40 عملاً مسرحياً من إخراجه وبعضها من تأليفه ومنها: «الممثلون يتراشقون الحجارة»، «العشاق لا يفشلون»، «لا تنظر من ثقب الباب»، «القرى تصعد إلى القمر». شارك في لجان تحكيم عدد كبير من المهرجانات المسرحية والعربية، كما كتب في النقد المسرحي عدداً كبيراً من المقالات والدراسات في الصحف والمجلات المختصة إضافة إلى عدد من الكتب ومنها: «المسرح العربي المعاصر في مواجهة الحياة»، «مراجعات في المسرح العربي منذ النشأة حتى اليوم»، «المسرح السوري في مئة عام». ومنذ عام 1986 حتى عام 2011 عمل كأستاذ لمادة الإلقاء المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية وألف كتابه «أصول الإلقاء والإلقاء المسرحي»، ووضع الأسس الفكرية لمفهوم المسرح العمالي، وتولى رئاسة تحرير مجلة «الحياة المسرحية» التي تصدرها وزارة الثقافة عام 2005. مجموع النصوص التي كتبها 32 مسرحية منها ستة نصوص للأطفال وقيمت مسرحياته في عدد كبير من أقطار الوطن العربي والعالم. كرّم في العديد من الفعاليات والمهرجانات العربية والمحلية أبرزها: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1995، مهرجان حمص المسرحي السادس عشر عام 2003، مهرجان دمشق للفنون المسرحية الثاني عشر عام 2004، وكرمته نقابة المعلمين السورية ضمن احتفالها باليوم العالمي للغة العربية عام 2010.
في مجال الدراسات والنقد والترجمة
الدكتور فايز الداية من مواليد دوما في ريف دمشق عام 1947، تلقى علومه في دمشق وتخرج في جامعتها حاملاً الإجازة في اللغة العربية ثم نال الماجستير والدكتوراه من جامعة القاهرة عام 1978، وهو أستاذ النقد والبلاغة وعلم الدلالة في جامعة حلب- كلية الآداب كما درّس في جامعات تشرين وصنعاء والكويت. عيّن رئيس قسم اللغة العربية في جامعة حلب عام 1980 ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة صنعاء 1989، وهو عضو في كل من اتحاد الكتاب العرب في دمشق وجمعية النقد العربي والجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب، له كتب في اللغة والنقد والأسلوب والمصطلح العلمي والعديد من الدراسات والبحوث المنشورة في الدوريات والمطبوعات الجامعية. والدكتور فايز كاتب درامي له مجموعة من الأعمال التمثيلية في الإذاعة السورية وإذاعة صنعاء، كما أعد الكثير من البرامج الثقافية الإذاعية والمتلفزة في دمشق وحلب وأبو ظبي، وأعدّ درامياً وشعرياً مسرحية عمر أبو ريشة «طوفان»، وله مشاركات في عدد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات حول اللغة والنقد والمسرح. من مؤلفاته: الجوانب الدلالية في نقد الشعر في القرن الرابع الهجري، معجم المصطلحات العلمية العربية القديمة، الأسلوبية الدلالية في الأدب العربي، الدلالة العربية المعاصرة.
عن الجائزة
جائزة الدولة التقديرية أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2012 في مجال الأدب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين وذلك تقديراً لهم على عطائهم الإبداعي والفكري والفني، وبموجب الجائزة يحصل الفائز على مبلغ قدره مليون ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها ويتم الاحتفال بالفائزين وتسليمهم الجوائز في موعد يحدد لاحقاً.