موجة الحر تهدد بخسارة عشر إنتاج إيطاليا الزراعي وتجبر فرنسا بفرض قيود على المياه … واشنطن: حرائق الغابات في كاليفورنيا سريعة الانتشار ودمرت 10 منشآت
| وكالات
ذكرت السلطات الأميركية، أمس الأحد، أن حريق الغابات كان سريع الانتشار في ولاية كاليفورنيا، بالقرب من حديقة يوسمايت الوطنية، ودمر 10 مبان ويهدد آلاف الأشخاص الآخرين.
ونقل موقع «النشرة» عن السلطات الأميركية قولها في بيان: إن «الحريق المسمى حريق البلوط، بدأ الساعة 2 بعد ظهر أمس في ميدبين في مقاطعة ماريبوسا، على بعد 70 ميلاً تقريباً شمال فريسنو، وحوالي 10 أميال من يوسمايت، بالقرب من سفوح سييرا نيفادا».
وأعلنت سلطات ولاية كاليفورنيا حالة الطوارئ في جزء من الولاية حيث ينتشر حريق الغابات الأكبر في الولايات المتحدة.
وأشارت تقارير من وكالة مكافحة الحرائق في ولاية كالفاير، إلى أن الحريق بين عشية وضحاها أتى على 6555 فداناً، وأن الطبيعة المتفجرة للحريق شكلت تحدياً لـ400 من رجال الإطفاء وأربع طائرات هليكوبتر تم نشرهم».
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، نشر السكان صوراً لعمود دخان ينذر بالسوء تجاوز بسرعة سماء برتقالية وحمراء بعد اندلاع الحريق.
وصدرت أوامر إخلاء لمنطقة تمتد على بعد عدة أميال من النار، وأغلق المسؤولون عدة طرق، ولم يعرف ما إذا كان أي من السكان قد أصيب بجروح، وتم افتتاح محطة الصليب الأحمر الأميركي في مدرسة ماريبوسا الابتدائية، بعد أن تدمر ولحق الأضرار بخمسة مبان أخرى.
وبينما تحدث حرائق الغابات في جميع أنحاء الغرب كل عام، فإن الصلة بين تغير المناخ والحرائق الكبيرة لا تنفصم، وتتزايد حرائق الغابات من حيث الحجم والشدة في غرب الولايات المتحدة، كما تزداد مواسم حرائق الغابات لفترة أطول.
وأشارت الأبحاث الحديثة إلى أن الحرارة والجفاف المرتبطين بالاحترار العالمي هي من الأسباب الرئيسة لزيادة الحرائق الأكبر والأقوى.
ويعد حجم الحريق بداية مشؤومة لموسم حرائق الغابات في كاليفورنيا، حيث حذر المسؤولون من أن مزيجاً من الجفاف وتغير المناخ والنباتات المنتشرة تشكل تحديات كبيرة وتزيد من فرص انتشار الحريق بسرعة.
وتعاني مناطق كثيرة في الولايات المتحدة من موجة حر وتحذيرات سارية من ارتفاع درجات الحرارة في أكثر من 12 ولاية، وبلغت درجات الحرارة في مقاطعة ماريبوسا 35.5 درجة مئوية أمس، ومن المتوقع أن تظل عند هذا المستوى خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي إيطاليا أفادت صحيفة «il Sole 24 Ore»، نقلاً عن تقديرات اتحاد المزارعين، بأن «خسائر مجال الزراعة الإيطالية من موجة الحر والجفاف الحالية قد تبلغ 6 مليارات يورو».
وكشفت توقعات المنظمة، وفق ما ذكر موقع «النشرة»، أن إيطاليا قد تفقد 10 بالمئة من قيمة إنتاجها الزراعي، وسابقاً كان الاتحاد يتوقع وصول هذه الخسائر إلى 3 مليارات يورو.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوقعات المماثلة تقدمها أيضاً رابطة المزارعين الإيطاليين التي هي أيضاً تشير إلى خطر فقدان 10 بالمئة من الناتج الداخلي الإجمالي لمجال الزراعة الذي يبلغ وفق تقديراتها 34 مليار يورو.
أما اتحاد المصنعين فيرى أن خسائر المجال الزراعي قد تصل إلى ملياري يورو أو 6 بالمئة من تداوله الإجمالي.
وفي فرنسا أفادت وسائل إعلام فرنسية أمس الأحد بأن الحكومة فرضت قيوداً على المياه في 88 من أصل 96 مقاطعة بالبر الرئيسي للبلاد، بسبب استمرار الحرارة المرتفعة والجفاف.
وقالت قناة «بي إف إم»: إن نقص المياه أثر في الغالب على منطقتي باي دو لا لوار وبواتو شارانت في غرب البلاد.
وأضافت: إن الأسباب الكامنة وراء هذا النقص، هي الطقس الجاف والحار بشكل غير طبيعي خلال الأسابيع القليلة الماضية وقلة كمية الأمطار المتساقطة في الشتاء.
وحسب القناة، تلقى سكان 88 مقاطعة تحذيرات من جفاف خطير وأوامر بالحد من استخدام المياه، وعلى وجه الخصوص يحظر على المواطنين سقي الحديقة خلال النهار.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يوم الثلاثاء الماضي: إن ارتفاع درجة حرارة الهواء بشكل غير طبيعي في الدول الأوروبية سيستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل على الأقل.
وأدت موجة الحر الحالية إلى حالة من الإرباك في جنوب وغرب أوروبا، متسببة في احتراق عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية، ووفاة المئات على الأقل، علاوة على تعطل جزئي لوسائل النقل وتدمير بعض الأبنية.
وارتفعت درجة حرارة العالم بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بدء العصر الصناعي، وسوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تقم الحكومات في جميع أنحاء العالم بإجراء تخفيضات حادة بالانبعاثات الكربونية.
وقد كافحت عدة حكومات أوروبية لاحتواء العشرات من حرائق الغابات المنفصلة التي اجتاحت القارة في الأسابيع الأخيرة.