جمعوا موهبتين في وقت واحد … ممثلون خاضوا تجربة التأليف بشعار «التمثيل وحده لا يكفي»
| وائل العدس
تكررت في السنوات الأخيرة ظاهرة اتجاه عدد من الممثلين للكتابة الدرامية، فحملت أغلب هذه التجارب أفكاراً جديدة وعبّرت عن ثقافة عميقة واتجاه فكري واضح لبعض منهم.
جميل ألا يحصر الفنان نفسه في إطار معين، والأجمل أن ينهل نجومية جديدة في مجال الكتابة بعدما نالها قبل ذلك في التمثيل.
كثير من الممثلين أجادوا الحرفة بمتطلباتها، فأنجزوا أعمالاً متكاملة من جميع النواحي، وآخرون جرّبوا فتفاوتت النتائج ولم تحقق الطموح.
«الوطن» ترصد أبرز الممثلين الذين خاضوا تجربة التأليف بشعار «التمثيل وحده لا يكفي» عبر الأسطر التالية:
دريد لحام
حقق الفنان الكبير دريد لحام نجومية لامعة منذ انطلاقته الأولى أيام الأبيض والأسود مروراً بالعصر الذهبي للسينما والدراما والمسرح في سورية، وصولاً إلى يومنا هذا.
رصيد صاحب شخصية «غوار الطوشة» أكبر من أن يعد أو يحصى، لكن المؤكد أن أعماله فاقت المئة عمل.
لحام ساهم في كتابة عدة أفلام ومسلسلات بالشراكة مع الراحل نهاد قلعي، قبل أن ينفرد بتأليف فيلم «الآباء الصغار» عام 2006 حيث أدى فيه شخصية «ودود» إلى جانب حنان ترك وسلمى المصري وعدد من الأطفال.
للدراما كتب مسلسل «عودة غوار» عام 1998 وظهر فيه بشخصية «غوار الطوشة» مع ناجي جبر وحسام تحسين بيك وعصام عبجي وأحمد رافع وغادة بشور وحسن دكاك وميلاد يوسف وسوسن ميخائيل وأميمة الطاهر وجيما دريوسي وجيهان عبد العظيم.
ياسر العظمة
منذ الجزء الأول لسلسلة «مرايا» الشهيرة عام 1982، تصدى الفنان ياسر العظمة لمهمة التأليف والإعداد مقدماً عمله الفريد من نوعه بمسميات مختلفة مثل «شوفوا الناس، حكايا المرايا، حديث المرايا، عشنا وشفنا، أحلى المرايا»، وختمها قبل تسعة أعوام بـ«مرايا 2013».
الفنان الكبير خاض الموسم الماضي خارج نطاق «مرايا» بعمله الأول بمسلسل «السنونو» الذي صور في أبو ظبي وشهد مشاركة عدة ممثلين سوريين وعرب منهم: عابد فهد ومحمد قنوع وبشار إسماعيل وديمة الجندي ومرح جبر وليا مباردي وتقلا شمعون وفادي إبراهيم وحمدي الميرغني.
وإلى جانب أنه مؤلف هذا العمل فإنه قدم دور القبطان «عوني الناكش» وهي شخصية من لوحة شهيرة قدمها في «مرايا 97»، بعنوان «الرجل الذي يعرف كل شيء».
أيمن زيدان
لا شك أن الفنان أيمن زيدان أحد الفنانين المؤسسين للدراما السورية بعصرها الذهبي ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً، ولا شك أيضاً أنه نصب نفسه نجماً سينمائياً في مجالي التمثيل والكتابة أيضاً.
أيام زيدان كتب لنفسه أربعة أفلام أخرجها بنفسه هي «مسافرو الحرب» و«أمينة» عام 2018 و«غيوم داكنة» 2021 و«أيام الرصاص» هذا العام ولم يعرض بعد.
عباس النوري
باعتباره ابن حارات الشام القديمة، فقد أبدع الفنان عباس النوري في البيئة الشامية ممثلاً وكاتباً، فعلى صعيد التمثيل قدم «أيام شامية، ليالي الصالحية، باب الحارة، الغربال، حارة القبة، الأميمي».
وعلى الجانب الآخر، نجح بتقديم ما عجز غيره عن تقديمه في تفاصيل الحياة الدمشقية عبر جزأين لمسلسل «أولاد القيمرية» عامي 2008 و2009 ومسلسل «طالع الفضة» عام 2011.
النوري كتب مسلسلاً إذاعياً أيضاً عام 2008 قدمه بنفسه بعنوان «شاميات عباس النوري».
أمل عرفة
لا يختلف اثنان على نجومية وموهبة الفنانة أمل عرفة التي خاضت تجربة التمثيل عبر أكثر من مئة مسلسل.
وكما حققت بصمتها الخاصة كممثلة، لمعت كنجمة في عالم الكتابة والتأليف مقدمة خمسة أعمال لعبت فيها جميعاً دور البطولة.
أول الأعمال كانت مسلسل «دنيا» عام 1999 والجزء الثاني منه عام 2015، ثم مسلسل «عشتار» عام 2004 و«رفة عين» عام 2012 وأخيراً مسلسل «سايكو» عام 2018 الذي لعبت فيه خمس شخصيات دفعة واحدة.
وفيق الزعيم
يعد الفنان الراحل وفيق الزعيم من أوائل الممثلين الذين خاضوا تجربة الكتابة بدأها بمسلسل «ظلال ورمال» عام 1999 وفي العام نفسه قدم مسلسل آخر بعنوان «مزاد علني».
مسلسل «حارة الجوري» قدمه الزعيم عام 2001 ثم مسلسل «الياسمين والإسفلت» عام 2003 وختمها بمسلسل «الزعيم» عام 2011.
حسام تحسين بيك
قدّم الفنان حسام تحسين بيك ما يقارب 150 مسلسلاً بصفته ممثلاً قديراً، كما كتب كلمات أغنيات شامية ضمن أحداث درامية في مسلسلي «أهل الراية» 2008 و«ليالي الصالحية» 2004، كما كتب كلمات أغنيات مسرحية «شقائق النعمان» عام 1987.
في الموسم الدرامي الماضي، قدّم تحسين بيك نفسه كاتباً درامياً للمرة الأولى بمسلسل شامي أسماه «الكندوش» مؤلف من جزأين، عرض الأول في رمضان الماضي ولم يحقق النجاح المطلوب، في حين ينتظر عرض الثاني في الشهر الكريم المقبل.
هذا المسلسل شارك تحسين بيك فيه كممثل بشخصية «سعيد الحلاق» إلى جانب أيمن زيدان وسلاف فواخرجي وأيمن رضا وسامية الجزائري وصباح الجزائري وشكران مرتجى وكندا حنا وفايز قزق.
مؤخراً أعلن عن خوضه تجربة الكتابة للمرة الثانية عبر مسلسل «الزايغ» وهو مسلسل كوميدي يتألف من 45 حلقة، ويتناول قصة شخص «عيونه زايغة، أي نسونجي»، ويسعى إلى تقديم طرح جديد يجمع الدراما والكوميديا في قالب أعمال البيئة الشامية، ويتناول من خلاله قصة زواج رجل متقدّم في السن بفتاة يافعة فيعانيان اختلافهما وتباعدهما في شتى المجالات.
يامن الحجلي
منذ تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2006، بصم الفنان يامن الحجلي في عالم التمثيل متسلحاً بموهبته، قبل أن تبرز موهبة جديدة تجسدت في عالم الكتابة مقدماً خمسة مسلسلات بالشراكة مع الكاتب علي وجيه وشارك في بطولة جميع هذه الأعمال، علماً أنه شارك في نحو خمسين مسلسلاً ككل.
أولى تجارب الكتابة برزت عام 2015 بمسلسل «عناية مشددة» ثم «أحمر» في العام التالي، أتبعها بمسلسل «هوا أصفر» عام 2019، قبل أن يحقق ناجحاً لافتاً بمسلسل «على صفيح ساخن» الذي عرض في رمضان الماضي، في حين يصور عمله الجديد «مع وقف التنفيذ» ومن المقرر عرضه في رمضان المقبل.
طلال مارديني
بعد أن ثبّت مكانته على الساحة الفنية ممثلاً، خاض الفنان طلال مارديني عدة تجارب في مجال الكتابة، منحته شهرة واسعة.
أولى تجاربه كانت عام 2011 بمسلسلين، الأول «أيام الدراسة» بجزئه الأول والثاني «رجال العز»، علماً أن شارك ممثلاً في الأول بشخصية «غسان» وفي الثاني بشخصية «فارس أبو الذهب».
خلال عام 2012 قدم الجزء الثاني من «أيام الدراسة» ثم في العام الذي يليه «فتت لعبت»، قبل أن يقتحم دراما البيئة الشامية بجزأين من مسلسل «خاتون» عامي 2016 و2017 ثم قدم الجزء الثالث من «أيام الدراسة» عام 2020 قبل أن يختمها بعشارية «روز» الذي صورت قبل أشهر قليلة.
واللافت أن مارديني شارك ممثلاً في الأعمال التي كتبها كافة، علماً أن مجموعه مسلسلاته تقارب الستين.
رافي وهبي
عرفه الجمهور بدايةً أمام الشاشة ممثلاً بعدة مسلسلات، قبل أن يحترف الكتابة ويقدّم للدراما السورية أكثر من مسلسل، بدأها عام 2008 بمسلسلي «موعد مع المطر» و«حارة ع الهوا» عام 2008.
وقدم عام 2010 مسلسل «تقاطع خطر» ثم «سنعود بعد قليل» عام 2013 و«حلاوة الروح» 2014 و«العراب» 2015 و«دون قيد» عام 2018.
وهبي شارك في كتابة العديد من لوحات سلسلة «بقعة ضوء» الكوميدية، في حين قدّم مؤخراً عدة أفلام مصرية.