كتب طلاب بالحلقة الأولى مهترئة في حمص.. ومديرون يفاجؤون بقرار تدوير الكتب … مدير التربية: سيتم استبدالها بكتب جديدة ريثما تتوفر … مدير مؤسسة الطباعة: الكتاب المدرسي يدعم بنسبة بين 60 و70 بالمئة مقارنة بسعره في السوق
| حمص- نبال إبراهيم
وردت إلى «الوطن» عشرات الشكاوى من أهالي طلاب المدارس وخاصة مدارس الحلقة الأولى بمحافظة حمص (مدينة وريفاً) عن استلام أبنائهم في الصف الثالث على وجه الخصوص وباقي الصفوف بالحلقة الأولى كتباً مدرسية مهترئة وممزقة في الكثير من صفحاتها، إضافة إلى أنها محلولة وأسئلة أنشطتها عليها إجابات ولا تصلح على الإطلاق للعملية التعليمية وبعيدة كل البعد عن أن تكون مرجعاً للدراسة للطلاب الذين استلموها في تلك الصفوف.
وتساءل الأهالي المشتكون عن المنفعة التي من الممكن أن تقدم للطالب لطالما أن بعض صفحات الكتاب ممزقة وغير موجودة أو الإجابات موجودة أمامه في الكتاب؟! وهل الطالب مطالب بأن يمحي الإجابات المحلولة وبعد ذلك يعيد الحل؟
وأشار عدد من الأهالي المشتكين إلى أنه تباع نسخ جديدة من الكتب المدرسية للطلاب من خلال مستودعات التربية التي تشهد ازدحاماً غير مسبوق بقيمة تصل إلى 60 ألف ليرة سورية على الأقل إن وجدت أصلاً، مناشدين مديرية تربية حمص وفرع مؤسسة المطبوعات بالمحافظة بضرورة أن يتم تدارك الأمر سريعاً واستبدال هذه الكتب بأخرى صالحة للدراسة حفاظاً على مصلحة الطلاب وحسن سير العملية التعليمية.
مديرو مدارس في الحلقة الأولى بالمدينة تواصلت معهم «الوطن» أكدوا وجود عدد ليس بقليل من الكتب المدورة تالفة بعض الشيء لكون عدد الكتب المدورة هذا العام كبيراً ويوجد نقص ببعض عناوين الكتب ولاسيما في الصف الثالث، لافتين إلى أنهم فوجئوا هذا العام بقرار تدوير كتب الصف الثالث وأن معظم المدارس لم تكن مهتمة بمدورات كتب الصف الثالث لكونها كانت توزع جميعها جديدة.
من جانبه بين مدير التربية في حمص وليد مرعي لـ«الوطن» أن الكتب المدرسية بمرحلة التعليم الأساسي توزع مجانية كما هو معروف، ومن الصف الثالث وحتى الصف التاسع تكون الكتب مدورة ويعاد استلامها بنهاية العام وتتم إعادة توزيعها للطلاب الجدد بالعام الجديد، بينما في الصفين الأول والثاني فتوزع دائماً على جميع الطلاب جديدة وهي ليست مدورة.
وأشار إلى أنه كل ما يصل من كتب من المستودع المركزي بدمشق يتم توزيعه مباشرة على المجمعات التربوية وبالتالي على المدارس على امتداد المحافظة، كاشفاً عن وجود نقص في كتب الصف الثالث لكونها لم تكن سابقاً مدورة وهذا العام باتت مدورة لذلك يوجد نقص في الكتب ويوجد بعض الكتب ممزقة ومهترئة، وتم توزيعها على الطلاب من أجل البدء والانطلاق بالعام الدراسي وسيتم استبدالها بكتب جديدة ريثما تتوفر هذه الكتب.
من جهته بين مدير فرع مؤسسة الطباعة بحمص سمير عباس لـ«الوطن» أن التعليمات الوزارية تنص على أن يحافظ الطالب على الكتاب المدرسي وأن لجنة الكتاب المدرسي في نهاية العام الدراسي يجب أن تستلم هذه الكتب وتفرز الصالح منها للتوزيع وغير الصالح للتوزيع، وبالتالي يقع على عاتق هذه اللجنة فرز الكتب ما إذا كانت صالحة للتدوير أو غير صالحة، لذلك وبناءً عليه يتم وضع الخطة الطباعية بالتنسيق مع مديرية التربية، مشيراً إلى أن ما حصل أن بعض لجان الكتب المدرسية تقوم باستلام الكتب من دون التدقيق بصلاحيتها، وفي حال وجود بعض الحالات لوجود كتب ممزقة أو ناقصة فهي تقع على مسؤولية لجنة الكتاب المدرسي وبالتالي لن تقوم هذه اللجنة بدورها الصحيح، ومع ذلك التعليمات الوزارية سمحت لمديرية التربية بمعالجة بعض هذه الحالات بالتنسيق مع المؤسسة العامة للطباعة وفق الخطة الطباعية الموجودة في المؤسسة.
وأوضح أن أي لجنة كتاب مدرسي ترفع كتاباً عن وجود عدد من الكتب غير الصالحة للتدوير يتم رفعها ويتم التعويض عنها بمعظم الحالات، لكن تتم المطالبة بكتب جديدة كاملة وهذا الأمر يفوق طاقة المؤسسة ولاسيما أن الأنظمة والقوانين تقتضي أن يدور الكتاب لمدة عامين نتيجة الظرف العام من غلاء الأسعار.
ولفت عباس إلى أنه رغم غلاء الأسعار والظروف القاسية ما زالت الوزارة تدعم سعر الكتاب المدرسي بنسبة تراوح بين 60 و70 بالمئة مقارنة بسعره وتكلفته بالسوق.
وبيّن أن حاجة محافظة حمص إلى 1.7 مليون كتاباً مدرسياً، وأن نسبة الكتب الواصلة من المستودعات المركزية بالنسبة للصفين الأول والثاني بلغت حوالي 97 بالمئة حتى تاريخه لكون جميع هذه الكتب جديدة وغير مدورة، ونسبة الكتب الواصلة من الصف الثالث إلى الصف التاسع بلغت 100 بالمئة لكونها كتباً مستردة وموجودة في المدارس، منوهاً إلى أنه يتم توزيع الكتب الواصلة إلى المستودعات الفرعية في المحافظة البالغ عددها 25 مستودعاً منها 14 مستودعاً تغطي الريف و11 مستودعاً تغطي المدينة.