همسة القصير توقع روايتها الأولى … «كثيرٌ عليهم.. قليلٌ عليّ».. ملامسة الواقع بجرأة وسرد شائق
| وائل العدس - تصوير طارق السعدوني
مساء الخميس الماضي، وقعت الكاتبة همسة القصير روايتها الأولى بعنوان «كثيرٌ عليهم.. قليلٌ عليّ» في الآرت هاوس بدمشق وسط حضور ثقافي وفني واجتماعي كبير.
وتقع الرواية في 142 صفحة من القطع المتوسط، وتحكي قصصاً تلامس الواقع المعيش وتسلط الضوء على ثغرات وحقائق كامنة خلف أبواب الحقيقة بطريقة لا تخلو من الجرأة والسرد الشائق.
وكتبت إهداءاتها لأشخاص لهم مكانتهم الكبيرة في قلبها ووجدانها: «إلى.. أمي الرائعة وأبي، مها الفاتنة وعمي، عمار رفيق دربي الحقيقي، ريتا، مهيار، سيمون، علا، إيلا وليو، رامي، جوني، هيا ورينا، لعل القادم يحمل لنا الكثير من التلاقي، ودائماً.. إلى نجمتي الساطعة التي لم يخذلني نورها يوماً».
وتلخص روايتها عبر الغلاف الأخير فتقول: «نطوّع الشعارات لمصلحتنا.. نسخّرها لخدمتنا لتجعلنا نبدو أفضل وأقوى وأسمى أمام أنفسنا وأمام الآخرين، استغلاليو الكلمة نحن، إن أردنا الانتقام سردنا كل الأقوال الخالدة عن ضرورة جعلهم يدفعون صمن جرحك، وتغنّينا بكل صفات الثأر والحق الذي لا بد أن يسترد. وإن وجدنا أنفسنا عاجزين.. ردّدنا بصوت خاشع إنساني ضعيف، كل الأقوال التي تتغنى بالتسامح، وبأننا أكبر منهم وبأن الزمن كفيل بهم، وبأن الصبر هو مفتاحنا والنسيان هو غايتنا والنعمة التي ننتظرها».
وأبدت سعادتها الغامرة بأن الأديب هاني نديم هو الذي قدّم للكتاب، ومما كتبه نورد: «إنها كتابة جديدة، طازجة، هادئة وغير متوقعة، وهذا بالضبط ما يبحث القارئ عنه، فبدءاً من العنوان، تعلن همسة القصير عن رفضها لحيزها الأضيق من طموحها، وهو ما يفسر أن يجيء العمل الأول بمثل هذه الروية والتؤدة، إنه عمل ناضج ومشغول بهدوء عنيف، ترتيبه تصاعدي إذ ترسم قصص المجموعة مسارات قراءاتنا وتلقمنا أفكارها وفق ما تريده كاتبتها، لنصل آخر الأمر إلى منمنمة بلاغية خاصة جداً وتفاصيل تعنينا جميعاً، تفاصيل لم نلق لها بالاً لأنها تمر يومياً بقربنا ببداهة واعتياد».
الخطوة الأولى
لم تخف الكاتبة همسة القصير أن شروق تجربتها الأولى إلى العلن مغامرة، متأملة أن تكون خطوة بمكانها وأن تقرأ الناس وتستمتع وتحب ما كُتب.
وأكدت لـ«الوطن» أن ما جاء في الرواية يشبهنا ويشبه العالم حولنا من نواحي النشأة الأولى والمعايير والمعتقدات والصعوبات التي نعيشها.
وأشارت إلى أن عنوان الرواية مستخلص من أحد المقاطع في الرواية، ومفاده أننا نتمنى الخير لغيرنا لكن بشرط ألا يتفوق علينا.
وشددت أن زمن القراءة مازال حاضراً، وخاصة أن الشرائح العمرية والمهن موجودة معنا، موضحة أن الظروف العامة أثرت في القراءة قليلاً لكنها لم تلغها.
ووجهت شكرها إلى دار نينوى ووصفت تعاونها معها بالأجمل والأكثر دعماً.
الانتقاد الحقيقي
أيمن الغزالي مالك دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع قال في تصريح لـ«الوطن»: وصلتني الرواية عبر البريد الإلكتروني ليلاً ولم أنم إلا عندما انتهيت من قراءتها، واستغربت لما نذهب باتجاه الأدب الغربي ما دمنا نمتلك أدب غنياً.
وأضاف: تنتقد الكاتبة في الرواية الواقع والتربية الأولى، فنحن عندما نتشظى ونتناثر، تبقى لدينا ذكريات تقض مضاجعنا أو تتعب بالنا، فيها المحزن والفرح، وما أعجبني أيضاً هو التداعي الداخلي واستعادة طريقة التربية الأولى بالحياة والانتقاد الحقيقي للأشياء المحيطة.
وأكد أن همسة القصير أول كاتبة تبوح بشيء من الحميمية في طريقة التربية والانتقاد للمحيط، والعمل أعجبني منذ القراءة الأولى، وقدمته للجنة القراءة وجميع أعضائها وافقوا على طباعتها واعتبروا العمل سردياً أكثر ما هو سيرة ذاتية، فأهنئها وأتمنى منها الاستمرار.
من ناحية ثانية، قال إن مهمة دار نينوى دعم الأدب السوري ونشر الكتاب السوري وتبني مواهب جديدة لها صوت في وقت قلت المنابر فيه.
ونفى أن يكون الكتاب الورقي إلى زوال، مشيراً إلى أننا نمتلك دور نشر كثيرة ولدينا غزارة بالإنتاج والكتابة، فالناس مازالوا يقرؤون لكن هذا القطاع أصيب بأزمة مثله مثل أي قطاع آخر.
تهانٍ وأمنيات
فور إطلاق روايتها، استقبلت همسة القصير الكثير من التهاني والأمنيات الطيبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمناسبة نتاجها الأدبي الأول.
الكاتب حسن م يوسف: «أفتخر أنني رأيت الروائية الجميلة همسة القصير يوم ولادتها في روما، مباركات قلبية للصديقة الغالية همسة وكلي شوق لقراءة روايتها».
عضو مجلس الشعب د. ربى ميرزا: «غاليتي همسة ألف مبروك».
الزميل وائل حميدان: «صديقة العمر الغالية همسة القصير، النجاح يليق بك ألف مبروك أولى رواياتك».