أعلنت إيران أمس أنه ونتيجة لجهود أطراف إقليمية ومهتمين بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة، نشهد عودة الدفء للعلاقات بين سورية وحركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، معتبرة أن «التقارب بين أطراف محور المقاومة» من شأنه تعزيز السلام والاستقرار والأمن في المنطقة ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، على حين تحدثت أنباء صحفية عن شروط سورية لتحقيق هذا الأمر.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني حسب وكالة «فارس» شبه الرسمية: إن «الحكومة السورية كانت على مدى أعوام طويلة مضيفاً جيداً ودافئاً لفصائل وتيارات المقاومة الفلسطينية، ولكن للأسف تضررت العلاقات طويلة الأمد بين حماس والحكومة السورية نتيجة للتطورات التي حدثت في الأعوام الماضية، خاصة في ظل الأزمة التي تعرضت لها سورية وفق مخطط خارجي».
وأضاف: إن «التطورات التي حدثت خلال الأعوام الأخيرة أظهرت أن الكيان الصهيوني يشكل التهديد الرئيس لسلام واستقرار وأمن جميع الأطراف الإقليمية، بما في ذلك سورية، ولجميع الأطراف في المنطقة الذين يؤمنون بضرورة التقارب للحفاظ على السلام والاستقرار».
وأشار كنعاني إلى ما تشهده المنطقة من تغيير في نهج الدول والأطراف الإقليمية في إعادة بناء وإصلاح علاقاتها مع سورية، وقال: «نتيجة للجهود المبذولة والرؤية الجديدة الحاصلة في المشهد الفلسطيني فيما يتعلق بضرورة الاهتمام بقدرة سورية على دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ونتيجة لجهود الأطراف الإقليمية والمهتمين بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة، بما في ذلك إيران وحزب الله، وحتى الجهود الإيجابية لروسيا، نشهد عودة الدفء للعلاقات بين سورية وحماس».
وأردف كنعاني: «نعتقد أن هذه التقاربات تصب في مصلحة دول المنطقة والشعب الفلسطيني المظلوم وتساعد على تعزيز موقف فلسطين ضد كيان الاحتلال الصهيوني» مضيفاً: «الشعب الفلسطيني المظلوم بحاجة إلى الدعم الفعال من جميع الدول والحكومات التي تؤمن وتدعم حقوقه المشروعة، ونحن نعتبر هذا الاتجاه إيجابياً وسنواصل دعمه».
في السياق، كشف موقع «ميدل إيست» الذي يعنى بأخبار الشرق الأوسط نقلاً عن مصدر في «حماس» وصفه بأنه «بارز» عن «شروط سورية» لإعادة العلاقات إلى طبيعتها أبرزها تقديم «الحركة» اعتذاراً رسمياً عن موقفها من الحرب التي شنت على سورية.
وأشار المصدر إلى أنه «من المتوقع أن يقوم وفد مؤلف من موسى أبو مرزوق وخليل الحية بزيارة سورية قريباً للتفاهم على التفاصيل».
ويوم الجمعة الماضي، أصدرت «حماس» بياناً قالت فيه: إن «سورية احتضنت الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لعقود من الزمن، ما يستوجب الوقوف معها في ظل ما تتعرض له من عدوان غاشم»، معربة عن «تقديرها لسورية قيادة وشعباً، ولدورها في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة»»، لافتة إلى عزمها على بناء وتطوير علاقات راسخة مع سورية.
وجاء بيان «حماس» بالتزامن مع متغيرات إقليمية تشهدها المنطقة واستدارات كبيرة باتجاه دمشق من قبل أطراف عربية وإقليمية لعل أبرزها ما يدور الحديث عنه حول تقارب سوري تركي، واستعادة الجيش العربي السوري معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرة الإرهابيين إضافة إلى المعركة الشرسة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.