إعلام الاحتلال اعتبر أن الاتفاق مع لبنان هو المنقذ الوحيد … «المونيتور»: إسرائيل تخشى من هجوم حزب الله
| وكالات
برز في إسرائيل تركيز على أهمية الاتفاق الجيد بين إسرائيل ولبنان بوساطة أميركية حول الحدود البحرية الذي تريده كل الجهات الأمنية من الموساد والشاباك وجيش الاحتلال، وفي مقابل موجة التأييد للاتفاق من داخل حكومة الاحتلال، رفضته المعارضة الإسرائيلية بشكلٍ تام، ووصفته بأنه خضوع تام بكل المعايير، ويمس إستراتيجياً بردع إسرائيل.
وحسب موقع «الميادين» قالت وسائل إعلام إسرائيلية: إنّ رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو اتهم حكومة يائير لابيد بخيانة مستوطني إسرائيل، وذلك على خلفية اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان.
ورأى الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت، في موقع «المونيتور» الأميركي أمس، أنّه بعد انهيار الاتفاق البحري اللبناني فإنّ تل أبيب تخشى هجوم حزب الله، مضيفاً: إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد لا يزال على استعداد للتوقيع على الصفقة.
ولفت كسبيت إلى أنّ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يأخذ في الحسبان إمكانية التصعيد مع إسرائيل، مضيفاً: إنّه في نهاية الأسبوع الماضي، سلّم لبنان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين تعليقات عدّة ومطالب بخصوص مسودة مقترحه النهائية للجانبين، وفي الوقت نفسه وصل هجوم نتنياهو على الاتفاق إلى ذروته، متهماً حكومة لابيد بخيانة مستوطني إسرائيل، ومحاولة إلزام إسرائيل باتفاق من دون موافقة الكنيست.
وأشار إلى أنّ نتنياهو، على ما يبدو، لا يبالي بأنّ هذه الاتهامات لا تصمد، منوهاً إلى أن هدفه هو الاستفادة منها لعرقلة زخم الاقتراع للابيد، وإقناع الناخبين الموصوفين باليمين الخفيف بألا يعهدوا إلى لابيد وكتلة يسار – الوسط بمستقبلهم.
وأضاف بن كسبيت: مصادر أمنية ودبلوماسية إسرائيلية وصفت في البداية تعليقات لبنان على مسودة هوكشتاين بأنها مقبولة إلى حد ما، لكونها ذات أهمية محدودة، لأنها شروط ليس من شأنها أن تفسد الصفقة بأكملها، لكن، بعد أيام قليلة، في أعقاب هجوم نتنياهو من دون قيود، ونجاحه في إقناع بعض الناخبين بأنّ لابيد يستسلم لنصر الله، اضطر لابيد إلى العودة إلى الساحة السياسية.
بدوره قال الخبير بالشؤون العربية الإسرائيلية، يوني بن مناحيم، أول من أمس: إنّ حزب الله يُقدّر أنّ إسرائيل معنية بالتوصل إلى اتفاق ترسيم بشأن الحدود البحرية مع لبنان، وستتراجع في نهاية الأمر لأنها تحت الضغط.
على خط مواز دعت وسائل إعلام إسرائيلية أمس إلى إشعال الشوارع، وطلب إيجاد حلولٍ سريعة لسكان «خط المواجهة»، كما سمّتهم، وترى أن الاتفاق مع لبنان هو الفارق بين الحياة والكارثة الجماعية.
ودعت وسائل إعلام إسرائيلية سكان الشمال للخروج إلى الشوارع وطلب الحماية، مشيرة إلى أن الاتفاق مع لبنان هو المنقذ الوحيد لسكان الشمال.
ونقل موقع «والا نيوز» الإسرائيلي عن ليئات رون، وهي مراسلة ومحللة اقتصادية من أقدم الصحفيات في مجال الاقتصاد، دعوتها سكان الشمال للخروج وطلب الحماية لأنه لم يبق لهم خيار آخر.
وأضافت: اخرجوا إلى الشوارع واصرخوا عالياً بما تطلبونه بهدوء أنتم ورؤساء مستوطناتكم منذ أكثر من عقد، تناشدون وتتوسلون صنّاع القرار: «اعطونا القدرة على حماية أولادنا، أنفسنا، ساعدونا في بناء أماكن محصّنة، مثلما فعلتم في غلاف غزة».
وتحدثت الصحفية الإسرائيلية عن أن أكثر من 70 بالمئة من سكان خط المواجهة، إلى مسافة 4 كم من الحدود، ليست لديهم غرف محصّنة، بل فقط ملاجئ عامة، وأضافت: من 4 إلى 10 كم من الحدود، الوضع أسوأ. فيما الإنذار من سقوط صاروخ هو عدة ثوانٍ فقط، هذا إذا كان قائماً في الأصل، ليست لهم فرصة للوصول إلى الملجأ، وعندما يشن حزب الله حرباً، فالقتال في غزة سيبدو مثل وقف إطلاق نار، آلاف الصواريخ ستُطلق نحو المستوطنات، ومن لا يكون في مكانٍ محصّن سيُقتل أو ستكون حياته في خطر.
وأضافت: نتنياهو وجماعته، الذين كان من المفترض أن يحموكم، يجعلونكم الآن دروعاً بشرية، لا تسمحوا بهذا ولا تسيروا مضللين خلف شعارات وطنية سطحية، لا تسكتوا، الاتفاق مع اللبنانيين هو الإنقاذ الوحيد لكم حالياً، وهو الفارق بين الحياة وكارثة جماعية، ودعت إلى إشعال الشوارع وطلب إيجاد حلولٍ سريعة لسكان خط المواجهة.
وسبق كلام المراسلة الإسرائيلية كلامٌ لوزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي أمل فيه أن يُنجز الاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود البحرية قبل الانتخابات.
يأتي ذلك بعدما نقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلي، الخميس الفائت، عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله إنّ الاحتلال الإسرائيلي تلقى ملاحظات لبنان على الاتفاق، وأنه رفضها.
وفي وقتٍ لاحق، أكد عضو فريق التفاوض اللبناني بشأن ترسيم الحدود البحرية، اللواء عباس إبراهيم، أنّ لبنان لا يعنيه الجواب الإسرائيلي حيال المقترحات اللبنانية بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية، مشيراً إلى أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، هو من يجب أن يتحمل مسؤوليته بهذا الصدد.