العلاقات التركية – الأميركية على صفيح ساخن … أنقرة تتهم واشنطن بدعم الإرهاب.. و«قسد» و«بي كا كا» ينفيان علاقتهما بتفجير إسطنبول
| وكالات
تفاعلت قضية التفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة إسطنبول التركية في الأوساط السياسية، إذ رفض النظام التركي أمس برقية تعزية أميركية بضحايا التفجير الذي اتهمت أنقرة «حزب العمال الكردستاني- PKK» بالوقوف وراءه، فيما نفى الأخير وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي تعتبرها أنقرة فرعاً له في سورية أي صلة لهما بالتفجير.
وقال «PKK» الذي يعتبره النظام التركي منظمة إرهابية في بيان حسب وكالة «أ ف ب» للأنباء: «شعبنا والأشخاص الديمقراطيون يعلمون عن كثب أننا لسنا على صلة بهذا الحادث وأننا لن نستهدف مدنيين بشكل مباشر وأننا لا نقبل أعمالاً تستهدف مدنيين».
واتهم الحزب الحكومة التركية بامتلاك «خطط غامضة» وبـ«إظهار كوباني (عين العرب بريف حلب الشمالي) كهدف»، وقال المتحدث باسم الجناح السياسي للحزب: «ليس لدينا أي علاقة بالانفجار الذي وقع أمس في إسطنبول ولسنا مسؤولين عنه».
بدورها نقلت وكالة «نورث برس» الكردية عن قيادة ميليشيات «قسد» المدعومة من أميركا: «هذه الاتهامات باطلة ولا صحة لها، الكل يعرف التشكيل العسكري لقواتنا ومهامها في محاربة الإرهاب وحماية المناطق السورية».
على خطٍّ موازٍ، وحسب وكالة أنباء «الأناضول»، رفض وزير داخلية النظام التركي سليمان صويلو تعزية السفارة الأميركية في تركيا لذوي الضحايا، وقال «لا نقبل تعازي السفارة الأميركية، نحن نرفضها»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «تدعم منفذي التفجير بشكل غير مباشر».
وأضاف: «لقد تلقينا الرسالة التي وجهت إلينا. نعلم فحواها. سنرد عليها برسالة قوية».
وأعلن صويلو في تصريحات صحفية من موقع التفجير القبض على الضالعين بتفجير إسطنبول «قبل فرارهم إلى اليونان». وذكر أن منفذي الهجوم الإرهابي كانوا سيهربون إلى اليونان أمس، مشيراً إلى أن منفذة التفجير وشخصاً مكلفاً مما تسمى «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قسد» بتصفيتها بعد تنفيذ الهجوم بهدف طمس الحقيقة من بين من تم إلقاء القبض عليهم.
وبشأن رسالة التعزية الأميركية اتهم صويلو واشنطن «بتغذية» ميليشيات «قسد» في المناطق التي تخضع لسيطرتها في سورية مثل عين العرب، وقال: إن علاقة «التحالف» المفترضة بين تركيا ودولة ترسل الأموال للإرهابيين (الولايات المتحدة) «محل نقاش».
وأضاف: «إنه لا داعي للتوقف كثيراً عند البيادق»، معتبراً أن الفاعل الحقيقي هو من يغذي «قسد» هناك (في سورية) ومن يعمل على تزويدها بمعلومات استخباراتية.
تصريحات وزير داخلية النظام التركي تزامنت مع اتهام دائرة أمن إسطنبول في بيان «مواطنة سورية» بتنفيذ «الهجوم الإرهابي على شارع الاستقلال المركزي في إسطنبول، وادعت أنها أرسلت من عين العرب وترتبط بميليشيات «قسد»، وذلك وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية.
وحسب البيان فإن «المواطنة السورية» المحتجزة اسمها أحلام البشير واعترفت خلال التحقيق معها بأنها عضو في «قسد».
وأسفر التفجير الإرهابي الذي وقع أول من أمس الأحد، في شارع الاستقلال وسط إسطنبول، عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 81 آخرين بينهم اثنان في حالة حرجة، حسبما صرح فؤاد أوقطاي نائب الرئيس التركي.
وفي وقت سابق، قال وزير العدل في حكومة النظام التركي بكير بوزداغ: إن امرأة تركت حقيبة قبل وقوع الانفجار، ويشتبه بأنها نفذت العمل الإرهابي في إسطنبول، والذي لم تتبن أي جهة حتى الآن المسؤولية عنه.
وفي إطار سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية، أعلن وزير داخليته الذي تسلل إلى إدلب أول من أمس أن نظامه يأمل أن يتمكن من استكمال إقامة 25 ألف «وحدة سكنية» في شمال سورية بحلول نهاية العام الجاري، بعد إنهائها 75 ألف منزل، وذلك وفق ما ذكرت «نورث برس».
صويلو الذي كان يتحدث خلال افتتاح قرية تضم 600 «وحدة سكنية» شمال مدينة إدلب، قال إنه «تم بناء 75 ألف منزل من الإسمنت خلال عامين، بناءً على تعليمات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان»، مضيفاً:»سنستكمل، بناء مئة ألف منزل من الإسمنت حتى نهاية العام».
وتهدف سياسة التغيير الديموغرافي التي ينتهجها الاحتلال التركي إلى تهجير سكان المناطق التي يحتلها من منازلهم وإسكان مرتزقته الإرهابيين فيها.
وأول من أمس تسلل وفد من النظام التركي برئاسة وزير الداخلية، إلى بلدة الراعي المحتلة في ريف حلب الشرقي وافتتح مدرسة ابتدائية، ما يعكس مضي نظام أردوغان في سياستي التغيير الديموغرافي والتتريك التي ينتهجها في المناطق التي يحتلها شمال سورية.
وجاءت عملية تسلل وفد النظام التركي، على الرغم من تصريحات المسؤولين الأتراك حول أهمية وضرورة التقارب مع دمشق وكشف وسائل الإعلام التركية المقربة من الحكومة التركية عن تسريبات بخصوص فحوى المفاوضات الأمنية بين جهازي الاستخبارات السورية والتركية.